الأقباط متحدون | هل نحن قمنا بثورة؟
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٢٠:٥٩ | الاثنين ١٦ مايو ٢٠١١ | ٨ بشنس ١٧٢٧ ش | العدد ٢٣٩٥ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

هل نحن قمنا بثورة؟

الاثنين ١٦ مايو ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: زكريا رمزى زكى
سؤال يدور فى ذهن كلاً منا ، هل ما نحن فيه الآن يعتبر ثورة ؟ ولكل منا إجاباته التى لا يستطيع أن يقنع بها الا نفسه ، وإذا تجولنا مابين فئات الشعب المصرى حتى نتعرف على اجابات من تأثر بالثورة إيجابا او سلباً . فستجد رجل يبكى بحرقة ولا يلتف اليك وأنت تكلمه يحمل صورة ابنته التى خطفت أو زوجته او أخته فدارت به الدنيا واهتزت الأرض مابين قدميه ، بكى ليس لانها ماتت ولكن لأن ما ألم بها هو الأصعب ، ماذا يمكن لمثل هذا الرجل أن يقول عن الثورة ، أظنه لو لعن الثورة ومن قاموا به فلن يلومه أحد ، لأنه يرى وله الحق فى ذلك أن بنته أو زوجته التى خطفت تساوى الدنيا وما فيها ، فليس شهداء الثورة هم الذين استشهدوا فى أحداثها فمازال الثورة تسقط شهداء بالمئات كل يوم ، يبدو أن الناس ملت عدم النظام وما له من نتائج فى منتهى الخطورة على كل شىء ،

فالحال كل يوم فى تدهور مستمر وينذر بنتائج خطيرة ندعو الله أن يجنبنا إياها ، تحس وكأنك قد خرجت من حرب مدمرة لتوك ، تشعر بمدى الدمار فى كل الأركان حتى أركان نفسك ، من يشعر بفرحة الثورة ؟ أظن أن الذين يشعرون بها قليلون وهم المستفيدون منها ، فالبلد جرفت من جراء سياسات النظام القديم الذى أعاشنا فى فساد مستحكم ، له نظامه وقوانينه التى ترعاه وتحكمه ، ثم بعد أن سقط النظام توقفت عجلة الانتاج نهائيا وبدأ صراع رهيب بين كل شىء ، مابين البلطجية والشعب ، واللاهثين وراء زيادة رواتبهم وخزائن خاوية ، ومابين الواثقين بأنهم حاملين لكل الحقيقة وأن الخلاص سيأتى على يديهم وأخرين يراهنون على خلو عقول هؤلاء إلا من التخلف ، وما بين منتفعين من نوع آخر وجدوا مجالهم فى هذا الجو الخالى من كل ما هو أمنى فراجت تجارتهم وزادت زبائنهم وفرشوا بضاعتهم على قلب الوطن وملأ دخانها سمواته التى دمرت من جراء ملوثات نظام الفساد ، وآخرين عانوا وقاسوا أشد المعاناه فى النظام السابق والآن جاء وقت الانتقام ليس من النظام السابق لكن من كل شىء جميل ، من المحبة ومن الإخاء ومن العمل والمدنية والحضارة صاروا أعداء لكل شىء حتى الحياة نفسها .

أصبحنا الآن فى مصر وكأننا فى حلبة للمصارعة . الكل يتصارع فيها لا يوجد من يشاهد أو يحكم ، لقد انحدرت العقول والقلوب الى ما دون الوطن وإنحسرت الأهداف فى الأنا ، أنا الفرد وأنا الجماعة التى ينتمى اليها الفرد ، فعزف الناس عن الحب الحقيقى للوطن وعدنا الى ما وراء نحب بالكلام فقط . نحب مصالحنا الشخصية والفئوية أكثر من الوطن نفسه ، إن الثورة التى يعتقد الكثيرين أنها قامت لابد لها وأن تبعث من جديد لتطهير النفوس والعقول ، لابد وأن يثور من ثاروا قبلا على الفكر ، لانهم ثاروا فى الماضى على القوة وإنتصروا عليها فهل من الممكن أن ينتصروا مرة أخرى على الفكر الرجعى ، ينتصروا على ما ثبت فى عقولنا من أننا لم نقم بثورة .




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :