الأقباط متحدون | سيادة المشير طنطاوي: لحظة من فضلك
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٨:٢٥ | الثلاثاء ١٧ مايو ٢٠١١ | ٩ بشنس ١٧٢٧ ش | العدد ٢٣٩٦ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

سيادة المشير طنطاوي: لحظة من فضلك

الثلاثاء ١٧ مايو ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: مرثا فرنسيس
كل التقدير والاحترام لك، وللجهود التي تبذلونها للقيام بالمسئوليات الملقاة على عاتقكم. ولا يمكن ان ينكر مصري ثقل هذا العبء في فترة انتقالية تكتنفها الضبابية وتحيطها مشكلات اقتصادية واجتماعية ودينية وفئوية، يختبر فيها الشعب المصري نوعا من الحرية التي لم يألفها من قبل، وقد تؤدي ممارسة هذه الحرية بدون خبرة سابقة الى بعض اشكال الفوضى، ونحن المصريون نحلم بأن يكون بلدنا مستقرا آمنا ديموقراطيا ينعم فيه كل منا بالعدالة والحياة الكريمة.
ولكن صدقا هناك تساؤلات ليس لها اجابات واضحة، مع صمتك المستمر ومقاطعتك المتواصلة لوسائل الإعلام، الذي يعطي الفرصة للتخمين والاحتمالات والافتراضات والاستنتاجات والإشاعات التي تتعب اكثر مما تريح. بداية من لجنة تعديل الدستور التي تم اختيار عدد من أعضائها من الاخوان وأنت تعلم يا سيدي ان الاخوان لا يعبرون عن كل اطياف المجتمع المصري، وكان بالأولى اختيار اللجنة محايدة لا تميل لفئة على حساب اخرى، خاصة وانك تقود البلاد في مرحلة تبدأ مصر معها عهدا جديدا، وقد بدأ افراد هذه اللجنة في الاعلان عن الوجه الحقيقي والرغبة الحقيقية الكامنة في دواخلهم بأن تكون مصر دولة دينية اسلامية. وأظن أنك قرأت بعضا من كتب المستشار طارق البشري، واستمعت إلى أحدث تصريحات السيد صبحي صالح الذي يقول لولا الاخوان ما اكتملت الثورة وقد شن هجوما لاذعا على مؤتمر الحوار الوطني والمشاركين فيه، بل انه يعتبر ان عدم تعيين أي محافظ أو رئيس مؤسسة صحفية من الإسلاميين عدوانا على الاسلام وإجحافا للمسلمين! ولم يكتف بهذا بل انه ردد شعارات متعصبة مثل: اسلامية اسلامية لاشرقية ولا غربية! وهو شعار يخالف ما تنادي به الثورة من دولة مدنية. هل كان خافياعنك ياسيادة المشير شخصيات واتجاهات لجنة التعديلات الدستورية تماما؟
لماذا الصمت امام كل هذه الاحداث ولم نر موقفا واحدا ايجابيا تجاه الاحداث المؤسفة التي يدفع المصريين دماءهم وشبابهم ثمنا لها؟
من اخطر ماقيل حول رئيس النظام السابق-وهو مايمكن ان يقال عنه عذر اقبح من الذنب- انه لم يكن يعلم مايحدث وكان المحيطين به يخفون عنه امور جسيمة حتى يظل مطمئنا وهذه الامور كانت تخرب وتدمر وتقتل وتحرق في قلب مصر؛ فهل مازالت سياسات النظام تخيم بظلالها على مصر الثورة؟
سيادة المشير، لم نعرف موقفك تجاه حادث كنيسة القديسين فحتى هذه اللحظة لم يُحسم الأمر، وكذلك موقفك من الاعتداء على كنيسة رفح؟ و هل ترى يا سيادة المشير ان مندوب الشرطة الذي قتل مواطنا واصاب 5 اشخاص اخرين على الأقل في سمالوط داخل القطار- هل ترى انه بالفعل مختل عقليا؟
هل تعتقد فعلا أن الجلسات العرفية هي حل مثالي عند الاعتداء على مواطن مصري وحرق سيارته وبيته وقطع اذنه؟ هل تعتقد أن الموضوع بهذه البساطة؟ هل مثل تلك الموضوعات تحل بجلسة عرفية وصلح؟
مارأيك يا سيدي فيماحدث في اطفيح؟ نحن لا نبحث عن مباني وحوائط-فقد حزننا كمصريين عندما تم تدمير وحرق اقسام الشرطة وفتح السجون، وحزننا ايضا عندما اقتحام المتحف المصري وسرقة بعض الآثار منه- فمصر ياسيدي لا تتجزأ- ولكن اين اماننا كمصريين؟ رغم الادلة والاثباتات عن هوية المعتدين، لم يتخذ اي قرار رادع لموقف يستحق الوقوف امامه. وماهو موقفك من التظاهرات والتهديدات العلنية المسجلة بالصوت والصورة مرة بسبب كاميليا، ومرة بحرق كنائس امبابة وقتل واصابة مصريين مسالمين في نفس الحدث بسبب اخرى تدعى عبير وتهديد امان دولة بأكملها بسبب شخصية كاذبة مزورة ؟ هل حاولت سيدي ان تتأكد من الروايات التي قيلت ؟ هل بحثت عن الشيوخ والسلفيين الذين خرجوا على شاشات الفضائيات يفترون ويدعون ولم نسمع لهم صوتا بعد ان تكشفت الحقائق، ترى هل يشعرون بالخزي والندم؟ بعد ان حولوا مصر الى ساحة قتال وهجوم من المصري ضد المصري بسبب سيدة كاذبة؟ هل أجهزة الدولة بحثت وتحرت؟ الا ترى ان امان مصروالمصريين بكل اطيافهم قضية تستحق الاهتمام والبحث والحلول الجذرية.
هل تختلف موقعة الجمل التي تم فيها الاعتداء على متظاهرين مسالمين في التحرير وقد شجبها الكبير والصغير، هل تختلف عن موقعة المولوتوف امام ماسبيرو التي اصيب فيها اكثر من مائة شخص معتصم للمطالبة بانهاء الظلم وتحقيق العدل واستجابة المطالب؟ هل توافق على تعليق كل المصائب على شماعة فلول النظام؟ والبلطجية؟
هل يمكن ياسيادة المشير ان تعرف لنا كلمة بلطجية؟ اين هم ولماذا يتركهم المجلس العسكري يعتدون على المصريين بدون وجه حق؟ وهل تحول كل هذا العدد من المهاجمين البلطجية فجأة ليوجهوا اعتدائهم على المسيحيين المصريين بشكل خاص؟ لماذا يكره البلطجية الجدد الأقباط؟
ما الذي يمنعنا من تسمية الاحداث باسمائها؟ ولمصلحة من نترك امن الوطن وامان المصريين لعبة في يد بلطجية او متطرفين او ارهابيين، اتوقع ان تكون قد اصابتك الدهشة عندما شاهدت وسمعت من يدعون ان الكنائس والاديرة تحتوي على كميات كبيرة من الاسلحة والذخيرة! هل يمكن تصديق هذه الشائعة ؟ هل حاولت سيادة المشير التأكد من الشائعات التي تطلق جزافا؟ إن من أطلق هذه الشائعة يريد أن ينال من منصبك يا سيدي قبل أن يفتري على قاطني الأديرة والمصلون في الكنائس. هل ستحل المشكلات ويأتي الأمان عندما نلصق كل الاحداث العنيفة التي تحدث بفلول الحزب الوطني والبلطجية؟ كيف يمكن ان نكذب ماشاهدته اعيننا وسمعته آذاننا وقطعا شاهده وسمعه اغلب المصريين؟ فهذا يهدد بحرق الكنائس وهذا يطالب المختلفين بالرحيل عن الوطن تماما! هل تقبل لمصر وللمصريين هذا الانقسام الذي يطلق عليه افتراء فتنة طائفية؟ الفتنة الطائفية يتورط فيها كل الاطراف ؛ فهل لديك سيدي المشير اي ادلة على احداث قام بها مسيحيي مصر بشكل محدد؟
صدرت بعض الاحكام الصارمة كالحكم على ناشط سياسي بثلاث سنوات سجن ومهما كانت التهمة الموجهة اليه؛ فالحكم صدر اسرع مما تصورنا! ماهي الاولويات؟
سيادة المشير لا يتصور.. ولم يحدث في العالم أن شعبا لم يسمع صوت حاكمه خلال فترة إدارته للبلاد التي بلغت ثلاث أشهر.
تسمية كل مشكلة باسمها الحقيقي هي عمل الطبيب الماهر الذي يتمكن من وصف العلاج اذا شخص المرض بشكل دقيق، السكوت على الظلم والتعدي جريمة سوف تسبب انقسام المصريين اكثر واكثر وتُمكِن المجرمين والمتطرفين من ممارسة اجرامهم في حماية المسميات غير الحقيقية سواء دينية او سياسية، سيادة القانون قد تحقق العدالة للجميع ، الاعتراف بحرية كل مواطن في اختيار نوع وشكل الحياة التي يرغب بها، مواجهة التطرف والارهاب بشكل جذري حاسم حازم مهما كانت هوية وخلفية القائم بهذه الاعمال، ارجوك الا تسمح بهذه النقط السوداء ان تلوث ثوب مصر وثورة شعبها الرائعة ، لا تسمح لقلة متطرفة ان تحرق قلب مصر وتذهب بمستقبلها الى غير رجعة.
محبتي للجميع




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :