طظ في مصر وأبو مصر!!
الراسل: ملاك رؤوف عدلي
عندما تقرأ كلمات هذا العنوان للمرة الأولى، سيخطر على بالك أن قائل تلك الكلمات إما أنه أجنبي يكره "مصر"، أو أنه خائن يعمل لحساب إحدى الدول الأجنبية، أو أنه شخص له أجندة خاصة يسعى لتطبيقها حتى لو أدَّى تطبيقها إلى حرق البلاد، ولكنك ستُصدم عندما تعلم أن قائل هذه الكلمات ومن هم على شاكلته، من المحتمل أن يحوذوا على نسبة عالية من مقاعد مجلس الشعب، ومن غير المستبعد أن يحكموا "مصر" في فترة من الفترات القادمة! وستُصدم أكثر عندما تسمع النصف الثاني من كلام المرشد السابق للإخوان المسلمين عندما قال إنه "يفضِّل أن يحكم مصر ماليزي مسلم على أن يحكمها قبطي مصري"!! الرجل هنا لم يكن يقصد ماليزيًا بالذات، ولكنه يفضِّل أن يحكم "مصر" أي شخص أجنبي بشرط أن يكون "مسلم الديانة"، على أن يحكمها قبطي مصري. ومن المؤسف أن محافظة "قنا" راحت ضحية سياسة "طظ"؛ فقد تجاوز الاعتصام رفض المحافظ المسيحي بسبب دينه إلى قطع الطرق، وتعطيل السكك الحديدية، والتهديد بقطع الماء والكهرباء عن البحر الأحمر، ورفع أعلام "السعودية" على الأراضي المصرية! وقد برَّر المعتصمون رفضهم للمحافظ الجديد بأن تجربة المحافظ السابق المسيحي بـ"قنا" كانت تجربة فاشلة!
ما معنى أن تجربة محافظ مسيحي بـ"قنا" كانت تجربة فاشلة؟ هل لو نجح المحافظ من المعقول أن يخرج المسيحيون لينسبوا نجاح محافظ لكونه مسيحيًا؟ هل أصبح مقياس الفشل والنجاح يُقاس بمعيار ديني بحت غابت عنه معايير الكفاءة؟! وهل أصبح تقلُّد المسيحيين المناصب هو من قبيل التجربة، يمكن اختزالها في شخص، إذا نجح هو نجاح لكل المسيحيين لتقلُّد المناصب، وإذا فشل هو فشل لكل المسيحيين، ورفض لكل قيادة مصرية تحمل الديانة المسيحية؟؟؟!! أليس في هذا التعميم نوع من الظلم والحكم باستبعاد المسيحيين من المناصب بحجة فشل محافظ عينه؟!!
نظام إتهمناه كله بالفشل، ولكننا لم نذكره بدينه.. إن إقحام الدين في السياسة ورفع لافتات تقول "نريده مسلمًا.. نريده مسلمًا" هو اعتراف واضح بالتمييز الديني ورفض الآخر، وبوادر خطيرة تهدِّد الدولة المدنية التي نادت بها الثورة. وهنا فإني أقدِّم أسفي لكي يا مصر، ليست فقط على كلمات عنوان لم أكن أنا قائله، ولكن أيضًا آسف بالنيابة عن كل من انتهك سيادتك وشوَّه صورتك وصورك أمام العالم، على أنك أم ظالمة، قاسية، قسمت أولادها ما بين أغلبية متميِّزة لها كافة الحقوق، وأقلية مرفوضة منتقصة الحقوق! آسف بالنيابة عن كل من فسَّر أن الديموقراطية هي فرض عقيده الأكثرية على الأقلية. آسف بالنيابة عن كل منْ رفعوا أعلامًا ليست علمك. آسف بالنيابة عن كل منْ صعد على المنابر وأصرَّ إلى العودة بك إلى عصر البادية، وصوَّر نتيجة الاستفتاء على أنه "غزوة الصناديق". آسف بالنيابة عن كل مسئول جعل منك دولة رخوة ضاعت هيبتها على طاولة المجالس العرفية..
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :