بقلم: حليم اسكندر
استبشرنا خيرا بثورة 25 يناير لما شاهدناه فيها من توحد لجموع الشعب المصري بكافة أطيافه والهتافات الجميلة التي رددها الثوار ومنها " أيد واحدة " ورفع المتظاهرين للهلال والصليب تعبيراً عن الوحدة والتوحد والمساواة بين المواطنين بصرف النظر عن الأصل أو الجنس أو الدين !!
وبعد الثورة حاول الكثيرون أن يروجوا لفكرة أن النظام السابق هو المسئول عن تدبير كل الحوادث الطائفية السابقة بغية الهاء الناس وشغلهم عن أحوال البلاد السيئة ومحاولة نشر الفتنة عملاً بمبدأ فرق تسد !! وتمهيد الطريق وتهيئة الجو العام لخطة التوريث !!

وأنا هنا لا أبرئ النظام السابق من الضلوع في كثير من هذه الفتن فهو بالقطع مدان في كل الأحوال ، فان لم يشترك بالتنفيذ والفعل فقد شارك بالتحريض أو المساعدة وان لم يشترك بالتحريض والمساعدة فقد شارك بالصمت وعدم اتخاذ موقف جاد وحازم وحاسم تجاه مرتكبي تلك الجرائم ، كما اخطأ في طريقة معالجة تلك الفتن لتصميمه علي جلسات الصلح العرفية والتي أسميتها في مقال سابق " جلسات الفشل المخزية " فعلي الرغم من عدم فعالية تلك الجلسات والتي لا أقول لم تمنع ولكنها لم تحد من تلك الأحداث الطائفية بل العكس هو الصحيح !!

فقد ساهمت تلك الجلسات في زيادة الحوادث الطائفية والعنف تجاه الأقباط وكنائسهم وممتلكاتهم بشكل كبير !! و لما لا والجناة يعلمون علم اليقين أنهم حتماً ولا بد سيفلتون من العقاب بل وسيظهرون في نظر البعض كأبطال مجاهدين ضد الكفار !! " بحسب زعمهم ورؤيتهم " بكل أسف !!
و كم كنت أتمني أن يكون النظام السابق ذهب وكل مساوئه معه !! وان يكون هو بالفعل المسئول الأوحد عن أحداث الفتنة والأحداث الطائفية !! ولكن بكل أسف أقول بل أؤكد جازماً أن النظام السابق لم يكن هو المسئول الوحيد عن تلك الأحداث الدامية بل كان الجهل والتعصب والكراهية ورفض الأخر شريك أساسي في كل تلك الأحداث ومن يدعي عكس ذلك عليه أن يرد علي هذه التساؤلات :-

1- هل النظام السابق مسئول عن تفجير كنيسة رفح في 5 فبراير 2011؟
2- هل النظام السابق مسئول عن مقتل القس داود بطرس بأسيوط في 22 فبراير 2011؟
3-هل النظام السابق مسئول عن هدم كنيسة اطفيح ؟
4- هل النظام السابق مسئول عن أحداث المقطم الدامية؟
5- هل النظام السابق مسئول عن رفض أهالي قنا للمحافظ القبطي؟
6- هل النظام السابق مسئول عن أحداث إمبابة؟
7- هل النظام السابق مسئول عن أحداث عين شمس ؟

المؤسف أن المجلس العسكري وحكومة الدكتور عصام شرف تسير علي نهج النظام السابق في التعامل مع الأحداث الطائفية ومازالت تصر علي جلسات الصلح العرفية بدلاً من تنفيذ القانون ! فقد تعاملوا مع أحداث اطفيح وهدم الكنيسة عن طريق ذهاب الشيخ محمد حسان لإقناع أهالي القرية من الأخوة المسلمين بترميم الكنيسة وبقائها في نفس المكان ولم يتم عقاب أي شخص ممن هدموا الكنيسة وحرقوها وحرقوا ممتلكات الأقباط وقاموا بترويعهم رغم معرفتهم جميعاً وبالاسم لكل الجهات المعنية ، هذا إن كانت بالفعل " معنية " بالأمر !!
ولأنه لم يتم عقاب احد فلم يكن من الغريب أن تقع أحداث إمبابة والتي راح ضحيتها 15 شخص وجرح فيها ما يقرب من 200 أخرين !! ومع ذلك لم يتم القبض علي الجناة والمحرضين مما أدي إلي اعتصام الأقباط بماسبيرو مطالبين بالقبض علي الجناة والمحرضين وعقابهم حتى يكونوا عبرة لمن يعتبر !!

وهاهي الفتنة تطل برأسها من جديد في عين شمس ، فبعد أن صدر قرار من الحكومة بفتح بعض الكنائس المغلقة ومنها كنيسة العذراء بعين شمس ، ثار المتطرفون وخرجوا بالالاف رافضين افتتاح تلك الكنيسة !! وكأن الكنيسة شئ محرم أو رجس من عمل الشيطان والعياذ بالله !!

و قد تم عقد جلسة صلح عرفي لحل تلك الأزمة !! و قد انتهت هذه الجلسة والحمد لله بالفشل !! وأقول والحمد لله لأن الجلسة التي عقدت مساء أمس السبت 21 مايو 2011 انتهت إلى أن يكون القانون هو الفيصل، في إقرار فتح المقر المتنازع عليه، على اعتبار انه كنيسة، أم مصنعا للغزل، أو الإبقاء عليه مغلقا.

مع العلم أن هذا القرار يحمل بين طياته حكماً مسبقاً ونية مبيتة بعدم افتتاح الكنيسة نظراً للحالة الأمنية!! وهذا القول ليس من عندياتي حتى لا يتهمني البعض بالتشاؤم أو بالتحامل علي احد أو بسوء النية ، ولكنه رأي رئيس لجنة فض المنازعات !!! و عمار يا مصر ولا عزاء للأقباط !!

رابط الخبر المنشور بجريدة الدستور بعنوان :-
الجلسة العرفية بعين شمس تحيل النزاع للقانون..ورئيس اللجنة:الأمن سيرفض بناء الكنيسة

كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها

تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :