دلالات غياب الاخوان عن مؤتمر الوفاق القومى
بقلم: مجدي جورج
عقدت يوم السبت الماضى اولى جلسات مؤتمر الوفاق القومى الذى ناقش فى هذه الجلسة عدة مسائل دستورية هامة وسيستمر فى مناقشة هذا الموضوع فى الجلسات القادمة حيث رأى البعض ان لدينا تراث دستورى كبير يمكن الاستعانة به لاقرار اى دستور قادم .
ورغم ان هذا المؤتمر دعى اليه كافة اطياف المجتمع بما يمكن اعتباره جمعية تاسيسية يمكن ان تاخذ على عاتقها اقرار دستور جديد الا ان القائمين على هذا المؤتمر وعلى رأسهم د. يحيى الجمل اعلن بكل وضوح وصراحة ان ما سينتج عن هذا المؤتمر غير ملزم للجمعية التأسيسية التى سيشكلها البرلمان القادم وكما قال هو صراحة فى جريدة المصرى اليوم الاثنين 23.05 : " وللجمعية أن ترى فائدة فى هذه الدراسات وترى فيها ما يستحق أن تستعين به، ولها أن ترى أن ذلك كله لا جدوى منه وتطرحه جانباً، ولا تثريب عليها فى الحالتين، لأنها صاحبة الاختصاص الأصلى فى وضع مشروع الدستور."
واظن ان ماقاله د.يحيى الجمل هذا راجع لسببين :
- ان هناك اعلان دستورى (متسرع) نص صراحة على ان هناك جمعية تاسيسية سيشكلها البرلمان القادم لوضع الدستور الجديد والرجل لا يريد ان يحلق خارج سرب الحكومة التى هو عضو فيها خصوصا ان هذه الحكومة تعمل بامرة مجلس عسكرى هو الذى اصدر هذا الاعلان الدستورى .
- ان الرجل لايريد ان يصطدم ثانية مع جماعة الاخوان المسلمين لان صداماته معهم كانت كثيرة حتى انهم دعوا الى اقالته من الحكومة .
ورغم ان جماعة الاخوان كانت من بين من دعى الى هذا المؤتمر فانها قد غابت عنه بحجة ان فى عقد هذا المؤتمر افتئات على مجلس الشعب القادم ومحاولة من المؤتمرين لفرض اشياء ضد رغبة الشعب كما صرح بذلك د.عصام العريان .
ولكنى ارى ان كلام عصام العريان جانبه الصواب لان شرح د.يحيى الجمل لسبب انعقاد هذا المؤتمر واضح لا لبس فيه ففى تصريح الرجل السابق كل تاكيد على ان قرارات هذا المؤتمر غير ملزمة لاى جمعية تاسيسية قادمة واظن هنا ان غياب الاخوان عن هذا المؤتمر يحمل لغويا ثلاث دلالات هامة منها :
1- انها لغة استعلاء واستكبار من جماعة الاخوان المسلمين التى ظنت فى نفسها انها قادرة على حصد الاغلبية المريحة هى ومن حالفها وسار على دربها كى تقر دستور يتناسب مع خطتها فى بناء دولة دينية فى مصر . ولغة الاستعلاء والاستكبار هذه ليست جديدة على الاخوان فقد صرحوا من قبل بانهم سيتنافسوا على 30%- 35 % من مقاعد مجلس الشعب ولكنهم خرجوا بعدها قائلين : باتهم قادرين على حصد اكثر من 70% ولكنهم سيكتفوا باقل من نصف عدد المقاعد .ناهيك عن تصريح احدهم من انهم سيربوا الشعب المصرى حتى يطلب بنفسه تطبيق الحدود وتأمل معى عزيزى القارئ لفظ يربوا الشعب فالتربية لا تتم الا من الكبير للصغير ولا تتم الا لاناس قليلى التربية ( وهنا المقصود عامة الشعب المصرى ).
2- انها لغة استئثار او محاولة استئثار من الاخوان باقرار الدستور القادم فالهدف من عدم المشاركة هو الاستئثار باقرار الدستور الجديد كى ياتى على مزاجهم وعلى هواهم . وهم بعدم مشاركتهم فانهم يقولون لجميع القوى ان التوصيات التى ستنبثق عن هذا المؤتمر لن تكون ملزمة او غير ملزمة لنا على الاطلاق ولن نلتفت اليها عن اقرار الدستور الجديد . لان الاخوان فى تصورهم انهم سينجحوا فى حصد مقاعد مجلس الشعب القادم بكل الوسائل الشريفة وغير الشريفة ومن ثم سيستطيعوا هم وحلفائهم من سلفيين وجماعات اسلامية ان يشكلوا الاغلبية وبذلك سيتحكموا فى تشكيل الجمعية التاسيسة ومن ثم سيتحكموا وينفردوا باقرار الدستور الجديد.
3- انها لغة مغالبة لا مشاركة : فالاخوان الذين صدعوا رؤؤسنا بقولهم انهم يسعون الى المشاركة لا المغالبة هاهى نتائج الاستفتاء الاخير وهاهو المد السلفى يشجعهم على تغيير كلامهم وتعهداتهم ( وان كان تغيير كلامهم وعهودهم لا يحتاج فى الغالب عندهم الى اسباب ) بانهم سيدخلوا الانتخابات القادمة بمنطق المشاركة لكل القوى الوطنية فى بناء مصر وليس بمنطق المغالبة . ولكن الاخوان هم الاخوان لن يتغيروا ابدا فبمجرد ما شعروا بالانتشاء من نتائج الاستفتاء الاخير فانهم تعالوا على القوى الثورية والوطنية الاخرى ورفضوا مشاركتهم فى العديد من الانشطة والوقفات الاحتجاجية وهاهم يرفضون مشاركتهم فى مؤتمر الوفاق الوطنى .
فى النهاية اوجه رسالة الى جميع القوى الثورية والوطنية فى مصر ان تنتبه هذه القوى للخطر القادم المحدق بمصر من جماعة الاخوان لان الاخوان بتصرفهم هذا وبتصريحاتهم ومواقفهم المختلفة الخارجة عن اجماع كل القوى الوطنية والثورية قد كشفوا عن وجههم وكشفوا عن شكل الدولة المعتزمين تشكيلها وكشفوا عن نيتهم فى تربية الشعب المصرى وفق قناعاتهم ورؤيتهم الضيقة .
رسالتى تقول للكل اعملوا . ناضلوا .تظاهروا .احتجوا واعتصموا للعمل من اجل اقرار دستور جديد قبل كل شئ .قبل اى انتخابات سواء تشريعية او رئاسية .فلا يعقل ان نبنى الادوار العليا قبل وضع حجر الاساس لهذا البناء وحجر الاساس لبناء اى دولة حديثة هو الدستور .
وكذلك لا يعقل ان نجرى انتخابات ونحن لا نعرف اى نظام سنتبع هل جمهوريتنا ستكون رئاسية ام برلمانية ام مختلطة ؟ وهل سنجرى انتخابات بالقائمة ام انتخابات فردية ام مختلطة ؟
وهل سيشارك المصريين فى الخارج فى الانتخابات التشريعية والرئاسية ام فى احداهما فقط ؟ وهل سيستمر العمل بنظام 50% عمال وفلاحين ام لا ؟ وهل ستستمر كوتة المرأة ام لا ؟ وهل وهل ...... من عشرات بل مئات الاسئلة التى تحتاج الى اجابات واضحة وصريحة ولكن مجلسنا العسكرى الموقر يتناسى كل هذا ويتماهى مع جماعة الاخوان المسلمين لكى يقدم لها الحكم على طبق من ذهب .
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :