كمال الهلباوى: هشاشة النسيج الاجتماعي من فتن طائفية وخلافات..أهم تحديات مصر الداخليه
كتب: عماد توماس
أوضح الدكتور "كمال الهلباوى"، مدير مركز دراسة الحضارات العالمية ببريطانيا والقيادى بجماعة "الاخوان المسلمين"، أن مستقبل مصر بعد الثورة يحتاج من الجميع إلى طرح الرؤي والافكار وان الادعاء بان تيار واحد هو المعنى وهو المستحق لصناعة مستقبل مصر هو ادعاء باطل وإننا كمسلمين مؤمورون بالتفكر والنظر في الكون من خلفنا وانه ما سبقتنا كل الأمم المتقدمة إلا بنظرة أبناءها المتعمقة في الكون من حولها واستلهام تلك الأفكار في صناعة الواقع والمستقبل بالشكل الأفضل الذي يلبى الطموحات ويحقق النجاحات.
وأشار "الهلباوى" خلال ندوة "مستقبل مصر بين الفكر والسياسة" والتى نظمها مركز دراسة الحضارات العالمية بالتعاون مع اتحاد الأطباء العرب ، إلى أن هناك محددات أساسية تصنع واقع ومستقبل مصر أهمها واقع القوى الفاعلة والمؤثرة وعلاقتها ببعضها من جيش وشعب واحزاب سياسية ومؤسسة الرئاسة التي طالما كانت قوى هدم ضد مصلحة البلد والمسجد ورجال الأعمال
وأوضح الهلباوى أن هناك تحديات داخلية تأثر على مستقبل مصر أهمها ضعف التفكير والرؤية وضعف البناء الداخلى وهشاشة النسيج الاجتماعي المليئ بالخروق من فتن طائفية وخلافات طبقية واجتماعية وضعف للاداء السياسى للمؤسسات السياسية وتغول وتوحش الدولة وضعف إدارة الأزمات والقابلية لتغليب العاطفة
وأشار الهلباوى إلى أن هناك أيضا تحديات خارجية من أهمها الهمينة الغربية والحركة الصهيونية والتفكك العربى المزعج وتبعية المؤسسات الدولية وانحيازها وقوانين الارهاب المحدة للحريات
واقترح الهلباوى من اجل بناء مستقبل مصرى أفضل أهمية نضج الرؤية المستقبلية لموقع مصر داخليا وتقوية الدور المصرى اقليميا عربيا وإسلاميا والبحث عن مفاتيح القوة وتملكها والاسهام في تشكيل المسقبل وحسن الاستفادة من نجاشية العصر من أبناء الغرب الذين يناصرون المسلمين في قضاياهم ضد استبداد الغرب ومثال على هؤلاء البريطانى الشهير جورج جالوى وغيره كذلك بث روح اليقظة في الامة
اولويات بناء اقتصاد مصرى
وأكد الخبير الاقتصادى "محسن خالد"، أن اولويات بناء اقتصاد مصرى قوى لابد أن تنتطلق من دراسة واعية لأهم مساوئ النظام البائد في ادارته للملف الاقتصادى لعقود طويلة وان النظام الضريبى في مصر خلال العقود الماضية على سبيل المثال حابى الاغنياء على حساب الفقراء فمصر من اقل دول العالم تحصيلا للضرائب على الاغنياء وتتساوى الضرائب التي تدفعها طبقة رجال الأعمال مع شرائح الطبقات الدنيا وهو ما نتج عنه تباين شديد في الدخول بين الطبقة الثرية وبين باقى الطبقات الاجتماعية فشاهدنا من يشترى الفيلات باكثر من 20 مليون جنيه ومن لا يجد ثمن ايجار شقة صغيرة تؤويه هو وأولاده أو تصلح لكى يتزوج فيها.
وتابع محسن خالد : نتج عن هذه السياسات الاقتصادية الفاشلة خلل في الإنفاق العام، فوجدنا أن الصحة والتعليم وانشطة الخدمات الأخرى لا يتعدى نصيبها من الميزانية الدولة 80مليار جنية كذلك ارتفعت نسبة الفقر في مصر إلى 40% من السكان لا يتعدى دخلهم اليومى 2دولار وكذلك وجدنا اندثار كامل للطبقة الوسطى نتيجة للتضخم في الأسعار الذي لم يوازيه أو حتى يقترب منه الارتفاع في المرتبات.
وفى رؤيته للحلول التي من شأنها أحداث انتعاشة اقتصادية على المدى القريب وأحداث نمو شامل على المدى المتوسط والبعيد دعا " خالد" إلى ضرورة دعم السياحة من خلال إعادة الأمن إلى الشارع المصرى بالدرجة الأولى كذلك دفع المتاخرات للمقاولين المتعاملين مع الحكومة وتصميم وتنفيذ برامج تدريبية سريعة لاعادة تاهيل الشباب الحاصلين على مؤهلات متوسطة وفوق المتوسطة بما يتناسب مع احتياجات سوق العمل الفعلية كذلك دعم قطاع التصدير من خلال إيجاد حلول باترة وسريعة لتوقف عجلة الإنتاج في الكثير من المصانع المصدرة بتيسيرات نقدية من البنوك لهذه المصانع
معالجة قصور التعليم
من جانبه، دعى الدكتور "شريف الهجان" الخبير التقنى ، إلى معالجة القصور الواضح في العملية التعليمية في مصر عن طريق تدريس مادة التفكير معتبرا ان ما ينقص العملية التعليمية في مصر ليس المناهج فباعتراف الخبراء وبشهادة كل الدارسين في الخارج من المصريين فان المناهج التي تدرس هنا قريبة إلى حد بعيد بما يُدرس في الخارج كذلك القدرات البشرية الموجودة في مصر هي ذاتها أن لم تكن أكثر كفاءة ومهارة في دول العالم وان الفارق الحقيقى بين المتخرج من نظام تعليمي غربى وبين المتخرج من نظام التعليم في مصر هو أن الأول يستطيع بمهارة أن يفكر ويبدع وينتج بينما الثاني يتخبط في دروب الإنتاج مخلطا بين الذكاء والتفكير غير مدرب ولا واعى ولا عارف باهمية التفكير العلمى البناء
واعتبر "هشام جعفر" الكاتب والباحث، أن نجاح الثورة كان لحظة مبدعة تبعها توافق مجتمعى مدنى عام نتج عنه تقارب كبير في صياغة الخطاب الاعلامى المصرى إلا أننا ومع طرح التعديلات الدستورية للاستفتاء العام في التاسع عشر من مارس الماضى وجدنا انقسامات في الخطاب الاعلامى تتجه بعضها إلى القفز فوق الأحداث من اجل تحقيق أهداف خاصة ووجدنا أشكال من الخطاب الاعلامى تعمل على تاجيج الانقسامات والدفع نحو زيادة حالة التشرذم
وطالب "هشام جعفر"، من الإعلام المصرى بعد الثورة بالقفز نحو الطفرة المرجوة في أهدافه من اجل تحقيق وفاق وطنى حول القضايا المصيرية و بناء شخصية مصرية تلهمها الثورة روح الإنتاج ونبذ الذاتية للخروج من النفق المظلم والتصدى لقاذفات العقول وراجمات الوعى وتقديم الثورة المصرية إلى محيطها الاقليميى .
واعتبر خبير التنمية البشرية الدكتور "أحمد عبدالله"، أن الثورة في مصر قامت خارج الأطر التقليدية للنظام السياسى والاجتماعى السائد وانه من المستحيل للثورة التي قامت ضد الأطر التقليدية أن تحقق أهدافها من خلال نفس الأطر التقليدية التي قامت ضدها
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :