- "ناشيونال جيوجرافيك" ترصد تاريخ إهدار الحقوق الاجتماعية والاقتصادية للأمازيغ
- في اليوم العالمي للحراك على كوكب الأرض: أمن "مصر" الغذائي ومواردها المائية في خطر
- "التيار الرئيسي".. مباردة توعية سياسية لتمكين الشعب
- الدبة اللى قتلت صاحبها
- جمهور الساقية يؤكد على أهمية المسرح في نزع فتيل الفتنة الطائفية قبل انفجارها
الكنيسة القبطية.. هل تساهم في إعادة ريادة مصر للقارة الأفريقية وحل أزمة النيل؟!
د.جوزيف رامز: الكنيسة القبطية تستطيع أن تقوم بدور سياسي وطني في أفريقيا
د. عماد جاد: في ظل وجود الأزمات الطائفية تراجع دور الكنيسة المصرية
الأنبا مرقس: العلاقة القوية بين الكنيسة القبطية والأثيوبية قد يكون مدخل لحل أزمة مياه النيل
د. عدلي أنيس: 80% من مصادر مصر المائية تأتي من أثيوبيا
المؤرخ عبد العزيز: على الكنيسة القبطية توطيد علاقتها مع بلاد حوض النيل لإحداث تنمية شاملة
د. عايدة نصيف: الكنيسة القبطية لن تتردد في أداء دورها الوطني على الإطلاق
الأنبا أنطونيوس: الوحي الإلهي يقول "مبارك شعبي مصر".. أي مبارك شعبي أفريقيا
تحقيق: ميرفت عياد
"مصر هبة النيل" هكذا قال المؤرخ "هيرودوت"، ولكن مصر تتعرض لأزمة مائية إذا تقلصت حصتها من المياه من بناء سد أثيوبيا، ولهذا قام الدكتور "نبيل العربي" وزير الخارجية وأمين جامعة الدول العربية، بزيارة لقداسة البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، لعرض نتائج زيارته إلى أثيوبيا والفاتيكان، ومناقشة دور الكنيسة المصرية في حل أزمة مياه النيل، وكيفية تدعيم الحوار وتعزيز العلاقات مع الدول الأفريقية.
وحول دور الكنيسة القبطية في حل أزمة المياه، وفي أفريقيا بوجه عام من حيث أنها أقدم كنيسة في القارة هذا إلى جانب تشعب علاقاتها مع معظم الدول، كان لنا هذا التحقيق.
التقارب والتفاهم بين الشعوب
في البداية يشير دكتور "جوزيف رامز" -مدير عام الإعلام الأفريقي بالهيئة العامة للاستعلامات- إلى أن الكنيسة القبطية تستطيع أن تقوم بدور سياسي وطني في أفريقيا، وقد برز هذا الدور بصورة واضحة في أفريقيا في عهد البابا "كيرلس الرابع" الملقب بأبي الإصلاح، حين ساءت العلاقة بين مصر وأثيوبيا، طلب الخديوي سعيد من البابا كيرلس الرابع أن يتدخل في الأمر، الذي بدوره لم يتردد من أجل إزالة سوء التفاهم.
وعن دور البابا "كيرلس السادس" يقول "رامز" أنه من قيادات الكنيسة القبطية الهامة التي لعبت دورًا محوريًا في أفريقيا مع الرئيس "جمال عبد الناصر"، والإمبراطور "هيلاسلاسي"، الذين شكلوا مثلثا لخدمة قضايا السلام والعدل في المنطقة، وبلورة حركة التقارب والتفاهم بين مصر والشعوب الأفريقية، هذا إلى جانب الزيارات المتكررة التي قام بها البابا شنودة الثالث إلى العديد من الدول الأفريقية، ومن ضمنها أثيوبيا والسودان وليبيا، ومن هذا يتضح أن هناك العديد من العوامل والأسباب التي تساعد الكنيسة القبطية على إجراء اتصالات موسعة مع الكنيسة الأثيوبية بشان حل أزمة مياه النيل.
إعادة بناء الوطن
ويخالفه الرأي دكتور "عماد جاد" -رئيس وحدة العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية- الذي يرى أن العلاقات بين الكنيسة المصرية والأثيوبية، شابها بعض التوترات خاصة على خلفية مشكلة ملكية دير السلطان على الرغم من صدور حكم من المحكمة الاسرائيلية باحقية مصر فى ملكية هذا الدير الذى تشرف عليه اثيوبيا منذ عام 1970، إلا أنه بوجه عام فالعلاقات بين الكنيستين طيبة وقوية، وممكن الاستفادة منها بشكل كبير في حل أزمة مياه النيل، ولكن يجب إعادة بناء الوطن وترتيبه من الداخل، حتى تفعل أدوار جميع مؤسسات الدولة المصرية ومن ضمنها الكنيسة القبطية، وخاصة أنه في ظل وجود الأزمات الطائفية، تراجع دور الكنيسة المصرية لهذا يجب حل هذه المشكلة سريعًا عن طريق سيادة القانون.
طاولة المفاوضات
أوضح نيافة "الأنبا مرقس" -أسقف شبرا- الخيمة أن العلاقة القوية بين الكنيسة القبطية الأثيوبية، قد يكون مدخل لحل أزمة مياه النيل التي ازدادت بعد شروع أثيوبيا في بناء سد على منابع النيل، وذلك من خلال دفع الكنيسة الأثيوبية لإقناع الحكومة الأثيوبية بالجلوس على طاولة المفاوضات مع كل من مصر والسودان، بشأن الوصول لاتفاق حول حصص مياه النيل مرضى لجميع الأطراف، وتجنب الصدام والصراعات بهذا الشأن.
تغيير المصالح السياسية
وعن السدود المائية يقول الدكتور "عدلي أنيس" -أستاذ الجغرافيا- بآداب القاهرة أن لها العديد من الفوائد منها الحماية من الفيضان والمجاعات، إلا أن لها العديد من السلبيات أيضًا، منها منع الطمي الذي يجدد خصوبة الأراضي الزراعية، عدم تطهير وتنظيف المجرى المائي، هذا بصفة عامة، أما بالنسبة لسد أثيوبيا الذي أقرت الحكومة الاثيوبية أن الهدف منه توليد طاقة كهرومائية رخيصة فقط، وليس حجز المياه خلف السد يعرض مصر في حالة تغيير المصالح السياسية لتهديد قوي على حصتها المائية من مياه النيل والتي تبلغ 55 مليار متر مكعب، لهذا يجب أن يتم كتابة وثيقة رسمية تعتمد من جميع دول حوض النيل، بعدم المساس بحصة مصر من المياه، خاصة وأن 80 % من مصادر مصر المائية تأتي من أثيوبيا.
خبرة مصر في بناء السدود
لا توجد أزمة مياه بل هي مشكلة إدارة لحصتنا من مياه النيل.. هكذا يراها المؤرخ "عبد العزيز جمال الدين"، مؤكدًا على أن طبيعة حوض نهر النيل تنحدر طبيعيًا من الجنوب إلى الشمال باتجاه مصر، كما أن الدولة الأثيوبية تريد بناء سد لتوليد الكهرباء، وليس لاحتجاز المياه خلفه لاستخدامها في الزراعة، لأنها ببساطة لا تحتاج إلى مياه النيل في الزراعة، لأنها تقع في مناطق مطيرة، ومن هذا المنطلق يجب أن تقدم مصر خبرتها في بناء السدود إلى أثيوبيا، من أجل تبادل المصالح، أما بالنسبة لدور الكنيسة القبطية في أثيوبيا، فهو دور هام في توطيد العلاقات الثقافية بين مصر ودول حوض النيل، لإحداث تنمية شاملة تستفيد منها جميع الدول.
مراعاه مصالح مصر والسودان
أما أستاذة الفلسفة المسيحية بكلية آداب القاهرة د. "عايدة نصيف" فأشادت بالدور الذي قام به الوفد الدبلوماسي الشعبي المصري، المكون من قيادات سياسية وشعبية وشخصيات عامة، قاموا بالسفر إلى "أثيوبيا" للتوصل إلى اتفاق مع رئيس الوزراء الأثيوبي بتأجيل اتفاقية النيل التي قامت أثيوبيا بالتوقيع عليها، لحين الانتهاء من الانتخابات البرلمانية والرئاسية في مصر، مشيرة إلى أن الكنيسة القبطية لن تتردد في أداء دورها الوطني على الإطلاق، من أجل صالح الوطن والمصريين، كما أشادت بموقف رئيس الوزراء الأثيوبي، الذي أكد على أن مشروع السد المقام من أجل الحصول على الطاقة الكهربائية، إذا تأكد أنه يضر بمصالح مصر والسودان سوف يتم تعديله.
مشيرة إلى أهمية دور الكنيسة القبطية في المرحلة الراهنة، وإعادة ريادة مصر للقارة الأفريقية.
الكنيسة القبطية هي الأم
ويشير الأنبا "أنطونيوس" -أسقف جنوب أفريقيا- في مقدمة أحد الكتب الذي يقع تحت عنوان "دور الكنيسة القبطية في أفريقيا" إلى أن الكنيسة القبطية تعد الكنيسة الأم في أفريقيا، وهي التي تأسست في القرن الأول الميلادي بكرازة القديس "ما مرقس" الرسولي، وهي ذات دور قوي وفعال في أفريقيا منذ القرن الأول وحتى الآن، ويزداد هذا الدور ويتعمق يومًا بعد يوم، فمن المؤكد تاريخيًا أن إشعاع الكنيسة القبطية الروحي والكنسي، امتد إلى العالم كله عن طريق قانون الإيمان الذي أعده أثناسيوس الرسولي، واعتمده مجمع نيقية مدافعًا عن لاهوت المسيح، وكذا عن طريق الرهبنة التي أسسها "أنطونيوس الكبير"، وامتدت إلى العالم كله، فإذا كان هذا هو دور الكنيسة نحو المسيحية العالمية كلها، فكم وكم هو دورها نحو أفريقيا التي استقبلت المسيح والعائلة المقدسة في العام الثاني الميلادي، والتي يشير إليها الوحي قائلاً: "مبارك شعبى مصر"، أي مبارك شعبي أفريقيا.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :