مصر المباركة والآمنة
بقلم: فكري نجيب أسعد
حمت "مصر" وأعالت منْ لجأوا وفروا إليها ولاذوا بها هربًا من مجاعة أو من موت أو من شر، فيشير الكتاب المقدس بأن "إبراهيم" أبو الآباء وزوجته "سارة" و"لوط" ابن أخيه، لجأوا إليها ليتغربوا بها لأن الجوع كان في الأرض شديدًا، وقد أكرمهم فرعون ملك "مصر" فكان لهم الاستقرار والغنى، وخرجوا منها بخيرات عظيمة. وجاء إليها أيضًا "يوسف الصديق" الذي نجا من حسد إخوته وشرهم، لأنهم أرادوا أن يقتلوه؛ فدبَّر الله له الخلاص وأُنزل إلى "مصر"، وبذلك أصبح "يوسف" آمنًا مطمئنًا بوجوده في "مصر"، وعاش بين شعبها في سلام وتبوأ بها مناصب رفيعة. وجاء إليها أيضًا "يعقوب" هربًا من المجاعة، وتقابل "يعقوب" مع فرعون، وبارك "يعقوب" فرعون، وأكرم "يعقوب" فرعون كرمًا شديدًا، وأمر فرعون بأن يسكن "يعقوب" وإخوة "يوسف" في أفضل أرض في "مصر".
ومن بين الذين لجأوا إلى "مصر" طالبين الحماية شاب أدومي من نسل الملك "داود" هرب من "مديان" وتقابل مع فرعون ملك "مصر"، فأعطاه فرعون بيتًا وأمر له بالطعام، وأعطاه أرضًا. كما رحَّب أيضًا فرعون برجل يسمَّى "يربعام" في زمن الملك "سليمان"، هرب من "فلسطين" إلى "مصر"، فرحَّب به فرعون وأكرمه، ثم غادر "مصر" بعد ذلك وعاد إلى بلاده.
وفي عهود تالية، عندما كان يحدث غزو أو اعتداء من ملك "بابل" والكلدانيين على "فلسطين" و"أورشليم"، كان الشعب المقهور ومعهم رؤساء الجيوش يلجأون إلى "مصر"، فكانت "مصر" تأويهم وتحميهم.
ولقد جاءت العائلة المقدسة إلى "مصر"، فتباركت "مصر" بها أرضًا وشعبًا، هربًا من شر الملك "هيرودس" الذي يريد قتل الطفل "يسوع". ومكثت فيها حوالي ثلاث سنوات ونصف نالت خلالها مناطق عديدة في "مصر" بركة مرورهم بها ومكوثهم فيها، كما تبارك نهر "النيل" أحد أنهار جنة عدن بها، حيث أقلعت العائلة المقدسة مركب شراعي بالنيل. ولما مات "هيرودس" الملك رجعت العائلة المقدسة سالمة إلى "إسرائيل".
وتعيِّد الكنيسة القبطية لذكرى دخول العائلة المقدسة أرض "مصر" في الرابع والعشرين من شهر بشنس الموافق أول يونيه، ولأهمية هذه الذكرى؛ طالب البعض أن يكون عيد دخول العائلة المقدسة لـ"مصر" عيدًا قوميًا نتذكَّر فيه أن "مصر" بلد مباركة وآمنة.. تباركت بقدوم زائريها الذين نالوا فيها الأمان والسلام.
لقد أثبت المصريون دائمًا على مدى التاريخ الطويل أنهم شعب كريم ومضياف يرحبون بمن يلجأ إليهم ويلوذ بهم، ويحسنون معاملته ويشركونه في خيرات "مصر"، ويمنحونه حق الإقامة والعمل معهم دون تفريق أو تمييز. ونأمل أن تسعى "مصر" دائمًا في الحفاظ على هذه المكانة العريقة لقاصديها من الذين يسعون التعرف على حضارتها العريقة وزيارة مقدساتها، أو الذين يرغبون فيها التعليم أو الاستثمار فيها أو الحماية من أي خطر.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :