الأقباط متحدون | الصعود وباكورة الحصاد
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٩:٣٣ | الأحد ٥ يونيو ٢٠١١ | ٢٨ بشنس ١٧٢٧ ش | العدد ٢٤١٥ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

الصعود وباكورة الحصاد

الأحد ٥ يونيو ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: لطيف شاكر

"وأخرجهم خارجاً إلى بيت عينيا ورفع يديه وباركهم وفيما هو يباركهم أنفرد عنهم وأصعد إلى السماء" (لو 5:24). قال القديس يعقوب السروجى [ لقد جمع السيد المسيح تلاميذه على جبل الزيتون،ومن الزيتون يخرج زيت المسحة،ومن هناك أعطاهم سر المسحة ، لقد جمعهم إلى ذلك الجبل ليزودهم بالزيت ليرشم كل الأرض . أعطى المسحة من جبل الزيتون ولتكون لخلاص العالم كله.]

وعندما نتأمل فى جبل الزيتون نجد أن هذا الجبل هو الذى ذهب إليه السيد المسيح فى طريقه إلى الموت موت الصليب، هو هو نفس الجبل الذى صعد من عليه إلى السماء.

لكى يعطينا درساً إنه لايمكن أن ندخل نعبر إلى السماء إلا من خلال جبل التجارب والضيقات [إنه بضيقات كثيرة ينبغى أن ندخل ملكوت الله]( اع22:14)

عند الصليب كانوا في خوف وتفرقوا كل واحد عن أخية لكن بعد القيامة وصعود المسيح رجعوا ومكثوا كل في الهيكل في وحدة عجيبة وجرأة فريدة . إن قوة القيامة ومجد الصعود حولهم الي أبطال في الإيمان ، وعرفوا أن المسيح المقام هو رأس الكنيسة التي هي جسده المبارك : وأخضع كل شئ تحت قدميه وإياه جعل رأساً فوق كل شئ للكنيسة " ( أف 1 : 22


صعد الرب يسوع المسيح إلى السماء ليؤكد حقيقة أنه ليس ملاكاً ولانبياً بل هو الله ذاته الذى هو بهاء مجده ورسم جوهره وحامل كل الأشياء بكلمه قدرته بعدما صنع بنفسه تطهيراً لخطايانا جلس فى يمين العظمة فى الأعالى ( عب 1 : 3 ) إذ [ليس أحد صعد الى السماء إلا الذى نزل من السماء إبن الإنسان الذى هو فى السماء] (يو13:3).

ودعا نفسه إبن الإنسان ليؤكد حقيقة انه بالرغم من ألوهيته إلا أنه أخذ جسد تواضعنا من السيدة العذراء جسد بشرى كامل وليس جسد هيولى لذلك دعا نفسه بإبن الإنسان بحسب الجسد لكنه هو إبن الله بحسب الطبيعة الإلهية فلما أخذ جسدنا وصار بيننا أكد أنه هو هو الله ولكنه ظهر فى الجسد وقد أكد أنه من فوق بقوله [أنتم من أسفل أما أنا فمن فوق أنتم من هذا العالم أما انا فلست من هذا العالم ] (يو23:8).

لقد صعد رب المجد يسوع المسيح إلى السماء عينها بقوة لاهوته الذى لم يفارق ناسوته لحظة واحدة ولاطرفـة عين من بعد الأتحاد وقد ظن البعض أن صعود رب المجد يسوع المسيح إلى السماء من وحى الخيال ولكن أيوب الصديق أعلن بروح النبوة تصديقاً لصعود الرب صعود حقيقى وهو يتنبأ عن سر الثالوث القدوس قائلاً [من صعد إلى السموات ونزل ؟ من جمع الرياح فى حفنتيه؟ من صر الماء فى ثوب؟ من ثبت جميع أطراف الأرض؟ وما إسمه ؟ وما إسم إبنه إن عرفت ] (ام4:30).

فصعد الرب إلى السماء موطنه الأصلى مؤكداً الإشارات والنبوات التى تمت فيه وكان صعوده من قمة جبل الزيتون الذى كان فى مواجهة الباب الشرقى لأورشليم وحالياً يوجد على هذا الجبل كنيسة باسم الصعود.


لذلك الكنيسة فى صلواتها وكافة طقوسها تتجه إلى ناحية الشرق تجاه مكان صعود الرب ومجيئه الثانى مؤكداً ذلك ما قاله الملاكان للتلاميذ [أيها الرجال الجليليون مابالكم واقفين تنظرون إلى السماء أن يسوع هذا الذى أرتفع عنكم إلى السماء سيأتى هكذا كما رأيتموه منطلقاً إلى السماء] (اع11:1).

صعد الرب إلى السماء لكى ما يصعد قلب الإنسان إليه فى الأعالى كما يردد الشعب عند سمعه قول الكاهن فى القداس الألهى أين هى قلوبكم ؟ فيجاوب الشعب ويقول هى عند الرب وليرفع نظر الإنسان من الأرضيات إلى السمائيات ( غير ناظرين إلى الأشياء التى ترى بل إلى الأشياء التى لا ترى لأن التى ترى وقتية وأما التى لا ترى فأبدية ) ( 2 كو 4 : 18).

لقد امتلأت ألسنتهم بترنيمات الحمد والهتاف وهم يشهدون للجميع بقيامة المسيح وصعوده الي السموات . وليس ذلك فقط لكنهم كانوا ماكثين في أورشليم حسب قول الرب : ينتظروا موعد الآب " ( أع 1 : 4 ) ، الذي تم في يوم الخمسين ، شكراً لله لقد صعد الي السماء ليعد الطريق ، ويفتح باب السماء بدمه الكريم ، وبعد السماء كي تكون مسكنا للخطاة المرشوشين بالدم حيث دخل يسوع كسابق لأجلنا " ( عب 6 : 20 ) .

وجلس عن يمين أبيه تتميماً لقوله على فم داود النبى قائلاً[قال الرب لربى أجلس عن يمينى حتى أضع أعدائك موطئاً لقدميك ] ( مز 110 : 1) وقد شرح السيد المسيح هذه الأية الدالة على صعوده وجلوسه عن يمين أبيه ليؤكد لجماعة الفريسين أنه هو المكتوب عنه فى الأنبياء والمزامير بقوله لهم كيف يدعوه داود بالروح رباً قائلأ [ قال الرب لربى إجلس عن يمينى حتى أضع أعدائك موطئاً لقدميك ] أى كيف يدعوه رباً إلا إذا كان مؤمناً انه هو نفسه الرب الذى نزل من السماء.


وفى موضع أخر رد الرب يسوع على رئيس الكهنة قائلاً [من الأن تنظرون ابن الإنسان جالساً عن يمين عرش الله] (عب2:12) وكلمة عن يمين الله لايقصد بها أن الله محدود بحدود يمين ويسار وأمام وخلف حاشا لله أن يكون محدوداً بحدود فهو مالىء كل مكان ولا يحويه مكان ولكن كلمة يمين قالها الرب كوسيلة أيضاح للمعنى الذى يقصده وهى المقصود منها القوة والعظيمة والمقام الملكى السماوى.


لقد اعطت القيامة والصعود قوة إيمان للتلاميذ وبهذا أيضا كان من أكبر المشجعات لهم علي احتمال أقسي الآلام وأشد الاضطهادات . لقد شاركوا السيد في شرب كأسه والاصطباغ بصبغته لتكون لهم شركة مجده . لذلك رحبوا بالآلام . وفرحوا بالاضطهادات . ولقد انتصروا علي كل ما اكتنفهم من ضيق إذ كانت الضيقات ولا تزال هي المؤهل للملكوت والمجد شكراً لله لأن التلاميذ لم يرجعوا مكتئبين لأجل صعود سيدهم ، لأن فرح القيامة قد ملأ قلوبهم ، وبركة حضور المسيح معهم قد ملأت كيانهم . يا له من فرح عظيم ، لا ينطق به ومجيد . لقد تأكدوا أن المسيح قام من الأموات ، وصعد الي السموات ، وجلس عن يمين العظمة فوق كل رياسة وسلطان ، وسيأتي ثانية لكي يأخذهم إليه ، إلي الأمجاد السماوية والأفراح الأبدية . فهل يحزنون لهذا الأمر إن قوة قيامة المسيح ومجد صعوده غير كيان التلاميذ وفتح بصيرتهم للحقائق الأبدية والتعاليم السماوية . يقول معلمنا لوقا البشير أيضا لإن التلاميذ بعد رجوعهم من مشهد الصعود كانوا كل حين في الهيكل ( لو 24 : 53 ) .


يحتفل اليهود بعيد باكورة الحصاد ويستمرون في حصاد الأرض فيحصدون سبعة أسابيع كاملة وفى نهايتها يكون عيد الحصاد ويسمى عيد الأسابيع أو عيد الخماسين (عيد الخمسين) وفيه تقدم باكورة القمح رغيفين من أنقى أنواع الدقيق مع ذبائح سرور وشكر لله، وذبائح هذا العيد سبعة حملان وعجل وكبشين وخروفين ذبيحة سلامة وماعز ذبيحة خطية، ثم بعد ذلك ذبائح اختيارية من الشعب وكان هذا العيد محفل عام مقدس للرب لا يعمل فيه عمل ما يلتزم كل ذكر من إسرائيل فوق الثانية عشرة من عمره أن يحضره في أورشليم. ولابد لنا أن نعرف انه في السنة التى صلب فيها السيد المسيح له المجد، احتفل اليهود بيوم الفصح في يوم الجمعة وكان أول أيام الفطير يوم السبت ولذلك كتب يوحنا عن ذلك السبت انه كان يوم (سبتا) عظيماً (يو 19: 31) لأنه كان علاوة على انه سبت كان أول أيام الفطير وكان غير ذلك السبت وهو ثانى أيام الفطير هو يوم باكورة الحصاد وهو بعينه يوم قيامة الرب وبعد خمسين يوما من قيامته كان عيد الخمسين لليهود وفيه اجتمعت جماهير غفيرة من اليهود لتحتفل بالعيد فحل الروح القدس على التلاميذ وتكلموا بألسنة ولذلك اصبح يوم الخمسين من الأعياد المسيحية


ثم أخيراً علي جبل الزيتون تجاه أورشليم صعد ربنا بعد ما أكمل خلاصنا إلى الأبد وهناك سيكون منظر رجوعه المجيد فهل أنت مستعد أن ترحب به وتقبله فرحاً إذا ظهر الآن . إسأل نفسك ؟

ليت أمجاد القيامة وبركات الصعود تغمر قلوبنا ، فنشهد له وننتظر مجيئه . وله المجد والسجود من الآن والي الأبد آمين




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :