- لم يبق سوى تطبيق الشريعة الإسلامية وتكتمل أهداف الثورة المصرية !!
- بالعدل والمساواة ووقف التطرف نمنع مخطط تقسيم مصر
- إسقاط الجنسية عن "موريس صادق" والحكم بسجن المدافعين عن كنائسهم!!
- "روزاليوسف" تكشف بالوثائق الإتصالات السرية بين الإخوان المسلمين وإسرائيل وأمريكا!!
- لا يصح أن تكون ديكتاتورية الأخوان المسلمين وإرهابهم وأكاذيبهم بديلًا لمبارك
بالعدل والمساواة ووقف التطرف نمنع مخطط تقسيم مصر
بقلم: صبحي فؤاد
يوم الجمعة الماضية، وفي اجتماع عدد من قيادات المجلس العسكري الحاكم حاليًا في مصر بشباب ائتلاف الثورة، صرَّح واحد من هذه القيادات العسكرية أن لديهم وثائق تؤكد وجود مخططات داخلية وخارجية لتقسيم "مصر" إلى ثلاث دويلات واحدة نوبية في الجنوب وأخرى مسيحية في الصعيد وثالثة إسلامية في شرق البلاد. أما "سيناء" فطبقًا للوثائق فسوف ينزح إليها الفلسطينيون الموجودون في "غزة" بعد طردهم منها بمعرفة "إسرائيل" وتصبح وطنًا دائمًا لهم.
هذا الكلام الذي تردَّد في اجتماع المجلس العسكري والشباب ونقلته وسائل الإعلام المصرية المقروءة والمرئية، لم يحمل حقيقة أي جديد، ولم يكن مفاجئة لعدد كبير منا، فقد نشر من قبل مرات ومرات في العديد من المواقع الإليكترونية الإسلامية والصحف التي يغلب عليها الطابع الديني المتشدِّد، ويقوم بتحريرها والكتابة فيها بعض المتطرفين المتأسلمين.
ولكن الجديد في الأمر أن يصدر مثل هذا الكلام الخطير عن قيادات عسكرية كبيرة لها وزنها وشأنها في اجتماعهم الأخير مع الشباب، رغم أنه كان من الأولى أن يعلن للعامة من أبناء الشعب المصري في خطاب يوجَّه مباشرة إلى الشعب المصري من قبل المشير "طنطاوي" بصفته قائد الجيش المصري والمسئول عن إدارة شئون البلاد، حتى يتم انتخاب رئيس جديد خلفًا للرئيس "مبارك"..
وحقيقةً، لا أعرف كيف غاب عن قيادات الجيش المصري أن ما صرحوا به للشباب بوجود وثائق سرية تؤكد وجود مخطط خطير لتقسيم "مصر" قيل ونشر من قبل في عدد من المواقع الإسلامية على الإنترنت، ووصلني على بريدي الإليكتروني عشرات من هذه الوثائق التي تارة نسبها الإسلاميون إلى الموساد الإسرائيلي، وتارة إلى الأمريكان والأوروبيين، رغم أنها لا تدخل دماغ أي واحد عاقل، ولا أقول ناس كبار متعلمين ويحتلون مواقع المسئولية!!
على أي حال، ولنفترض أن هناك مخطط حقيقي لتقسيم "مصر" وتمزيقها أكثر مما مزقها وفككها وخربها "مبارك" و"العادلي" و"الإخوان المسلمين".. ولنفترض أن هذا المخطط الشيطاني بدأ بالفعل يخرج إلى حيز التنفيذ من قبل هذه القوة الجبارة المجهولة الموجودة في الداخل والأخرى الموجودة في الخارج، فما الذي سوف تفعله قيادة الجيش والحكومة المصرية لوقف هذا المخطط وتفويت الفرصة على أعداء "مصر" لتقسيمها إلى دويلات صغيرة؟؟ وإذا كانت هناك خطوات أُتخذت بالفعل للتصدي لهذا المخطط، فما الداعي للخوف والقلق وترديد هذا الكلام الخطير الذي قد يؤدِّي إلى نشر الذعر بين الناس وتحريض المسلم على المسيحى والمسيحى والمسلم على النوبي، وأهالي "سيناء" على أبناء "غزة"؟؟ وإذا لم تكن هناك خطوات عملية أُتخذت بالفعل من قبل القيادة العسكرية، فما الذي ينتظرونه لتأمين "مصر" ضد من يتربصون بها ويحاولون تمزيقها وتقسيمها إلى أربع دويلات؟؟
وإذا كانت قيادات الجيش المصري واثقة مائة في المائة من صحة الوثائق التي في حوزتها، فلماذا لا يعرضونها على الشعب المصري من خلال وسائل الإعلام المرئية والمقروءة للإطلاع وأخذ الحيطة؟؟ ولماذا لا يتقدَّمون بشكوى إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن لإدانة هذه الدولة أو الدول التي تخطِّط من أجل التدخل في شئون "مصر" الداخلية والسعي لتمزيقها إلى دويلات..؟؟
بصراحة، إنني أرى بدلًا من لوم الآخرين على عجزنا وفشلنا والأوضاع المتردية التي تعيشها "مصر" بعد ثورة أو انقلاب يوم 25 يناير، يجب أن نلوم أنفسنا أولًا وأخيرًا لأننا نفتقد شجاعة الاعتراف بالخطأ ونرفض التعلم من أخطاءنا، ولذلك نعاود تكرارها المرة تلو الأخرى بغباء شديد ولذة عجيبة..
ولو كان عندنا قليل من الشجاعة لأدركنا أن "مصر" صار يأكل قلبها وعقلها التطرف والتعصب.. التطرف في "مصر" أصبح مثل السرطان القاتل يستحيل أبدًا أن نعالجه بالمسكنات أو المهدئات أو برفع الأيادي للسماء والدعاء والبكاء، ولكن بالبتر من الجذور تمامًا إذا كنا حقًا جادين وصادقين النية، ونتمنى بقلوب صافية وضمائر حية رؤية "مصر" سليمة متعافية من جديد.
إنني على ثقة أن "مصر" لن يمزقها الأمريكان أو الإسرائليون أو أموال السعودية، وإنما تطرُّف وعنصرية وتعصب بعض أبناءها ورفضهم العيش بسلام مع الآخر سواء من أبناء الوطن في الداخل أو أبناء الشعوب الأخرى.
"مصر" لن يمزِّقها سوى الاستمرار في اللعب بالدين، والخلط بين السياسة والدين، وتميز وتعصب الدولة ومؤسساتها ضد الاقليات، وإنكار حقوقهم القانونية والإنسانية المشروعة.
"مصر" سوف تتمزَّق إذا استمر المسئولون عنها في الاستماع إلى أنفسهم أو المنافقين لهم أو أخذ مشورة أصحاب المصالح وتجاهل بقية أبناء الشعب.
ليت السادة الكرام أعضاء المجلس العسكري يدركون أن نشر العدل والمساواة بين الناس والحكم بشفافية، واحترام حقوق الأقليات وحمايتهم، والفصل التام بين الدين والسياسة ومؤسسات الدولة، هم الضامن القوي لتماسك "مصر" وصمودها بقوة أمام أي مخططات أجنبية تحاول تمزيقها.
أخيرًا وبصفتي مصري أولًا ومسيحي ثانية، أرفض قيام دولة قبطية على أرض "مصر"، وبنفس القدر أيضًا أرفض قيام دولة إسلامية حتى لو كانت في شرق البلاد فقط أو دولة نوبية في الجنوب.. ولا يعني إذا كان هناك البعض من المسيحيين أو المسلمين يريدون دولة خاصة بهم، لا يعني أبدًا أن الغالبية العظمى من المصريين يؤيدهم في تحقيق هذا المطلب، بل على العكس أعتقد أن غالبية المصريين مثلي لا يريدون سوى مصر المصرية وبس.. مصر المصرية المتسامحة التي تحتضن في صدرها الجميع من كل ألوان وأنواع البشر، وتوفِّر لهم الأمن والأمان والكرامة ولقمة العيش.
صبحى فؤاد
sobhy@iprimus.com.au
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :