الأقباط متحدون | لم تقم ثورة
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٨:٢٧ | الخميس ٩ يونيو ٢٠١١ | ٢ بؤونة ١٧٢٧ ش | العدد ٢٤١٩ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

لم تقم ثورة

الخميس ٩ يونيو ٢٠١١ - ٢٣: ١١ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: مينا ملاك
كم هو عنوان مزعج عزيزي القارئ! كم هو عنوان منفر أن تقرأ ما هو تحته! وقد يكون عنوان جاذب لحضرتك لتعرف كيف لم تقم ثورة في مصر؟ نعم في مصر. هو حضرتك فاكر إني حاضحك عليك لا قدر الله، وأقعد أقول كلام كتير وفي الآخر أقول لك عليك واحد، أنا كان قصدي على تانزانيا مثلاً،لا لم تقم ثورة في مصر.
بما أن حضرتك وصلت لهذه الكلمات، إذن أنت ضغط ودخلت المقالة، وعندك استعداد تام لتقرأ، فاهدأ، والأمر يحتاج للكثير من الحكمة والعقل عزيزي القارئ، إن الثورة هي التغيير ليس فقط في الأشخاص كأن يذهب مبارك ويأتي المجلس العسكري، ويذهب شفيق ونظيف ويأتي شرف، ويذهب علان ويأتي ترتان، فإن سلمنا بهذا فهو أمر مخزي إن كانت ثورتنا قامت وشهدائنا سقطوا لأجل تغيير الأشخاص، فحاشا وماشا وبلا وكلا، فمصر كما هي لم تتغير، سياساتها الغامضة مستمرة، تحتاج لآلاف المحللين لتفهم ما يجري وراء الأحداث، وما الذي يعيد جاكلين لأهلها، ويبقي على طفلة وطفل في بني سويف مخطوفين للآن، وما الذي يعيد جاكلين لأهلها ويمنع الشرطة من إعادة فتاة أسوان لأهلها رغم أنهم وجدوها، سياسة البلاد تحتاج ألف محلل ومحلل لتفهم وتكشف الغموض الذي يكتنف أفعال الكل، فيثور شعب قنا على المحافظ فيسافر رئيس الوزراء ويعطيهم أو يعطي نفسه مهلة ل3 أشهر، ولا نعرف ماذا جرى فيهم؟ وماذا يجري بهم، وماذا ينتوي هل سيقبل أن تنفذ مطالبهم الطائفية أم سيقنعهم أم ماذا؟ يثور الأقباط ويعتصموا في ماسبيرو، فيسافر رئيس الوزراء أيضاً ولا أعرف ما سر ارتباط سفر رئيس الوزراء بالاعتصامات؟ هل الدكتور مش كاتب له على اعتصامات ولا ممنوع منها ولا إيه؟
حضرتك تعلم، أن قبل الثورة بسنة قتلوا ست مسيحيين ومسلم يعني سبعة مصريين في نجع حمادي، وبعدها بسنة حكموا عليهم. وفي حادثة كنيسة القديسين استشهد حوالي خمسة وعشرون فرد والأصابات اقتربت من المئة، ولم يقدم أحد للمحاكمة. فها هي العدالة البطيئة، وتزداد العدالة بطاً وعمى في حادثة كنيسة صول التي بعد الثورة، وكأن الثورة لم تقم، ولم تغير من إيقاع العدالة، ولم تقوي من نظرها، وتتوه العدالة في زحمة إمبابة، وتقبض على الأقباط وتحاكمهم،لأنهم أشعلوا النار هناك، وتحاكم ثلاث في عين شمس لأنهم نفذوا القانون وفتحوا الكنيسة، وعايز تقنعني إن الثورة قامت،يا راجل يا طيب، لم تقم ثورة صدقني، فما حدث لا يزد عن كونه رغبة في التغيير للأشخاص، أما نحن فكما نحن وسياساتنا كما هي، وعدالتنا لازالت بطيئة لا ترى وإن رأت ترى بعين واحدة، وبقلب العاشق الذي لا يرى في محبوبته عيباً.
ولكي لا تقل أنني مهتم بالشأن المسيحي ومتعصب ومتطرف فأقول لك الأخيرة في هذه المقالة على وعد إن عشنا نلتقي في ظروف أحسن من كده، الأخيرة بقى هي إن حضرتك تستفتي قلبك وعقلك ويختار الشعب المصري رغم تحفظي الشخصي على اختياره أن يوافق على الاستفتاء بالتعديلات الدستورية فيصدر المجلس العسكري إعلاناً دستورياً لا يحمل بين طياته أياً من تلك التعديلات المقترحة والتي وافق عليها الشعب المصري وهنيئاً لنا بالتغيير.
أخيراً عزيزي القارئ لا تنزعج فما قلته من أنه لم تقم ثورة بمصر لا يعد إحباطاً لك وإنما تحذير ألا تقف عند هذا الحد وتظن أنك وصلت نهاية الطريق فالطريق طويل فنحن لم نغير سوى أشخاص ويبقى لنا الأهم السياسات والمبادئ العامة وثقافة الشعب وفكر وعادات وتقاليد وحاجات كتير تحتاج المزيد من الوقت والجهد والصبر.
المختصر المفيد لا تحسبن المجد تمراً أنت آكله لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبر.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :