ماذا يحدث فى حزب الهلال والصليب؟!!
بقلم: جرجس وهيب
حزب "الوفد" هو حزب الأمة والذي قاد البلاد في أروع فترات الحكم اللبيرالي التي شهدها تاريخ "مصر" الحديث، وحكم "مصر" قبل ثورة 23 يوليو 1952. وحزب الوفد هو أيضًا حزب الوحدة الوطنية، وصاحب شعار "الهلال مع الصليب" ومؤسسه الزعيم الوطني "سعد زغلول" صاحب المقولة التي نردِّدها كلما احتجنا أن نؤكِّد على مدنية الدولة، والفصل بين الدين والسياسية ووحدة عنصري الأمة، وهي "الدين لله والوطن للجميع". وخلال فترة حكم الوفد لـ"مصر" وصل الأقباط إلى أعلى المناصب السياسية، فشغل قبطي منصب وزير الخارجية، كما كان رئيس مجلس النواب قبطيًا، كما استطاع الأقباط خلال فترة حكم "الوفد" الفوز في انتخابات مجلس النواب دون الحاجة إلى تزوير أو مساعدة من أحد. فهذا الحزب الذي كنا نطلق عليه حزب الوحدة الوطنية أصبح حزبًا يعكِّر صفو الوحدة الوطنية!!
فالمتابع الجيد لأداء حزب الوفد خلال الفترة الأخيرة، وخاصة بعد تولي الدكتور "السيد البدوي" رئاسة الحزب، يرى تحولًا كبيرًا في اتجاه الحزب، فما إن تم انتخاب الدكتور "السيد البدوي" رئيسًا للحزب، وفي أول نشاط للحزب تم رفع الصليب من شعار الحزب أثناء احدى قوافل المساعدات المقدَّمة إلى قطاع "غزة"، وبرَّر ذلك بالحرص على مشاعر الإخوة في "غزة"، فلا أعرف ماذا يضير الإخوة في غزة وجود الصليب على المساعدات المقدَّمة لهم من حزب الوفد؟
وأيضًا من المواقف التي لا تُنسى لحزب "الوفد" خلال الفترة الأخيرة، وأثناء مظاهرات "ماسبيرو" الثانية، نشرت جريدة "الوفد" الناطقة بلسان حزب الوفد موضوعًا مفبركًا وغير مبرَّر عن قيام أقباط "ماسبيرو" بخطف احدى الفتيات المسلمات وتُدعى "رغدة" من أجل إجبارها على ترك الإسلام والتحوُّل إلى المسيحية، وإجبارها على رسم صليب على يدها، وسماع وترديد الترانيم والقداسات!!
هذا الموضوع كان دعوة صريحة للهجوم على متظاهري "ماسبيرو" وتخليص الفتاة المسلمة من أيدي الأقباط الطغاة!!
والغريب أنه بعد نشر الموضوع الذي كان من الممكن أن يتسبَّب في معركة دامية بين الأقباط والمسلمين في وقت محتقن، والتأكد من عدم صحة الموضوع- لم نسمع عن التحقيق مع المحرِّر أو رئيس التحرير! فهناك فرق كبير بين حرية التعبير والدعوة إلى العنف وإثارة الفتنة الطائفية، وهذا الموضوع لا يندرج بأي حال تحت بند حرية التعبير، وإنما يندرج تحت بند التسخين وإثارة الفتنة الطائفية.
هذه عينة بسيطة جدًا للتحوُّل الخطير في إتجاه جريدة الوفد التي تعبِّر عن رأي واتجاه حزب الوفد.. لا أعرف مبررًا لذلك التحوُّل، فأنا كنت من قراء جريدة الوفد لأكثر من 12 عام خلال فترة رئاسة المرحوم "فؤاد سراج الدين"، وكان رئيس تحرير الجريدة في هذه الفترة الراحل "جمال بدوي" ومن بعده "عباس الطرابيلي"، وكان من أبرز كتاب ومحرري الجريدة في هذه الفترة؛ الراحل "محمد الحيوان"، والمبدع الراحل "مجدي مهنا"، والأستاذ "فؤاد فواز"، و"عبد النبي عبد الباري"، و"رمزي زقلمة"، وغيرهم من كتاب الوفد العظماء، وكانت بالفعل الجريدة معبِّرة عن اتجاه حزب الوحدة الوطنية.
والسؤال الذي أسأله ويسأله معي الآلاف من الأقباط: لماذا يفعل حزب الوفد ذلك؟!! وما الأسباب التي تدفعه إلى ذلك؟!! هل من أجل التقرُّب من الشارع المصري الذي تسيطر عليه التيارات الدينية الإسلامية المتشدِّدة؟! والتقرُّب من الإخوان المسلمين والسلفين؟ وهل تقرب حزب الوفد من هذه التيارات والقوى لا يحدث إلا بالهجوم والتجني على الأقباط؟!
فحزب الوفد يخسر يوميًا الكثيرين من أعضائه أو من الساعين للإنضمام للحزب، كما حدث مع أحد أصدقائي الذي كان ينوي الإنضمام للحزب وافتتاح وحدة حزبية للحزب على نفقته الخاصة باحدى القرى، وما أن قرأ موضوع احتجاز "رغدة" بصحيفة الحزب حتى صرف نظرة تمامًا عن الإنضمام للحزب. فهل هذا ما يسعى إليه رئيس الحزب من تطفيش الأقباط من حزب الهلال والصليب؟! بالفعل "مصر" تمر بمرحلة مجهولة الهوية ومجهولة الأهداف، وفي منتهى الغموض، وتغير في اتجاهات وأفكار الكثيرين ليتواكبوا مع المرحلة الحالية.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :