الأقباط متحدون | اسلمي يا مصر
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٩:١٨ | الاثنين ١٣ يونيو ٢٠١١ | ٦ بؤونة ١٧٢٧ ش | العدد ٢٤٢٣ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار
طباعة الصفحة
فهرس ميدان التحرير
Email This Share to Facebook Share to Twitter Delicious
Digg MySpace Google More...

تقييم الموضوع : *****
١١ أصوات مشاركة فى التقييم
جديد الموقع

اسلمي يا مصر

الراسل: إيهاب الهادي | الاثنين ١٣ يونيو ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

لقد واجه المسيح في تعاليمه على الجبل، اﻻحتيال الديني الذي كان منتشرًا في ذلك الوقت. وما أشبه اليوم بالماضي، فنحن نحتاج إلى الرجوع لتعاليم المسيح، ونقرأها بطريقة معاصرة، فقد احتال اليهود قديمًا وأظهروا علامات إيمانهم وتشددهم في إقامة شعائرهم وطقوس عبادتهم، وخصوصًا في طريقة الصوم والصلاة، وكشف المسيح حيلتهم بأنهم كانوا يفعلون ذلك لكي يظهروا للناس. فها هم في الميادين وزوايا الشوارع يصلون كما هم عابسون، ويغيرون وجوههم في صومهم، كما يضعون علامات على جباههم لإعلان تقواهم عن غيرهم.
ومواقف المحتالين باسم الله قد كثرت اﻵن، فكم من الخطايا واﻵثام ترتكب تحت عبائة التدين والتشدد الديني، من سرقة وقتل واغتصاب فكري وجسدي، ومحاوﻻت للاحتلال السياسي والغزو الثقافي العكسي، والعبث الشديد بالوطن مع استغلال رغبة الجميع للتغيير، مما أدى إلى انهيار أمني وأخلاقي، وانتشار للبلطجة وفرض النفوذ. فهل هذا الذي يحدث يقتادني إلى كراهية الوطن؟ هل أقولها بصوت عالٍ كرهت مصر و25 يناير؟!
لقد وجدت المشاعر التي أجتاز بها نتيجة لكل ذلك تحملني على كراهية الوطن، ولكي ﻻ تزداد حالتي سوءً قررت اﻻمتناع عن اﻻستماع إلى المحطات الإخبارية، وقاطعت برامج "التوك شو"، كما امتنعت عن تصفح النت والجرائد، وذلك طلبًا لهدنة نفسية، وفي المقابل -ولكي أحصل على جرعة تنشيطية تعيدني لعشق الوطن، وترفع من مستوى حبي وغيرتي عليه- بحثت عن الأغاني الوطنية القديمة، فهي ساحرة في تأثيرها، وكان من بين ما استمعت إليه نشيد "اسلمي يا مصر" وهو كان النشيد الوطني الذي تغنى به أجدادنا وآباؤنا في الفترة من 1923 حتى 1936، ويستخدم النشيد حاليًا كشعار لأكاديمية الشرطة، ومن كلماته :
اسلمي يا مصر إنني الفدا
ذي يدي إن مدت الدنيا يدًا
أبدًا لن تستكيني أبدًا
إنني أرجو مع اليوم غدًا
ومعي قلبي وعزمي للجهاد
ولقلبي أنتِ بعد الدين دين
لكِ يا مصر السلامة
وسلامًا يا بلادي
إن رمى الدهر سهامه
أتقيها بفؤادي
واسلمي في كل حين

وهذا النشيد أتمنى أن يعود مرة ثانية للاستخدام، بديلًا للنشيد الوطني الحالي، فالنشيد الحالي يحتاج إلى مطربين لغنائه، لتعدد درجاته الموسيقية، ومن يتغنى به يهمس همسًا خجلًا، وﻻ يغنيه بحماس وغيرة وطنية.
ومع تجولي بين تلك الأناشيد، وﻻرتباطها بفترات الطفولة، حملتني بحماسها في رحلة إلى الماضي، فتذكرت أيام النكسة والحزن واﻻنكسار في العيون والنفوس، تذكرت الملصقات الحماسية في شوارع مدينتنا، وهي تتوعد العدو باﻻنتقام واسترجاع الأراضي، وتذكرت حرب الاستنزاف وقصص البطولة، وكيف كنت أنتظر بشوق أن يزورنا أي شخص من أقاربنا المجندين، لكي يروي لنا بفخر عن بطوﻻتهم هم أو زملائهم، كما تذكرت كيف كنت ألهو صغيرًا في ساحات المدينة، حيث كانت تربض بها مناضيد عملاقة، وكنت أنتظر لكي أشاهد الجنود وهم يطلقونها في سماء المدينة عصرًا إلى ارتفاعات شاهقة، لكي تحرم العدو من الإغارة ليلًا علينا بالطيران المنخفض. كما كنت أتمشى بين المدافع المضادة للطائرات، الموضوعة فوق خزان المدينة لحراسة نيلنا العظيم، ولكن يبدو أن هذا كان غير كافيًا.
فتذكرت يوم اهتزت المدينة على دوي انفجارات قوية، وشاهدت بعدهما الطائرات الفانتوم وهي تمرق فوق رؤوسنا، وصوتها المرعب يدوي ويصم الأذن، وكيف بتصرف طفولي التقطت حجرًا من على اأرض لكي أرميها به، وعدت سريعًا إلى المنزل لأجد جارنا وهو ممسك بمسدس في يده ويصيح ويقسم، أنه كاد أن يصيب الطائرة لولا تصرف الطيار الماكر، الذي أطلق دخانًا وهوى بين النخيل وكأنه يسقط، ثم ارتفع ولاذ بالفرار، وفرحت ﻻنتصارنا على الطائرة المغيرة وهروبها من قوتنا المتمثلة في حجر بيدي ومسدس جاري!! وتمضي لحظات قليلة لندرك الحقيقة المفجعة، لقد تم تدمير مخازن الذخيرة الرئيسية، وأن عمي المسئول عن عهدة المخزن قد استشهد هو ومن معه، وكيف أن والدي لم يستطيع التعرف على أي أحد منهم، حيث وجدهم أشخاص امتزجت وسالت دمائهم معًا، وتداخلت أشلاء أجسادهم لتصنع جسدًا واحدًا، ويجمعهم في وحدة واحدة، وحدة المسلم والمسيحي، المدني والعسكري، الغني والفقير، وحدة مصر .
إنها قصة بسيطة من آلاف القصص المجيدة للشعب المصري، فمصر وطننا، سنظل نحبه، لقد دفعنا فيه الغالي والنفيس، وأيضًا يستحق أن ندفع ما هو أغلى وأثمن أجل الحفاظ عليه، لن نتركها فريسة لأي قوى مهما كانت شدتها أو تنظيمها، سندافع عنها وعن وحدتها، عن كيانها وكرامتها وكرامة كل مصري، سنقف أمام المحتالين ودعاة الفتنة والإرهاب، ضد الفقر والجهل، ضد المرض والجوع، فهي وطني الذي أحبه ولن أكرهه.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :