مليونية اللحى ومليونية النقاب
بقلم :مجدى جورج
اطلق السلفيين فى الايام الماضية دعوة على كافة مواقع التواصل الاجتماعى كالفيس بوك وغيرها تحمل عنوان " حملة لاطلاق مليون لحية " قبل شهر رمضان القادم .وايد هذه الدعوة العديد من مشايخ السلفية فى مصر وعلى راسهم الشيخ محمد حسان الذى تمنى ان يكون هناك 80 مليون ملتح فى مصر , ولا نعرف كيف يتمنى الشيخ محمد حسان ان يصل عدد الملتحين الى 80 مليون مع ان مصر على اكثر التقديرات عدد سكانها لايزيد عن 80 مليون نصفهم على الاقل من النساء ناهيك عن الاطفال " ربما لان الشيخ حسان احتسب السيدات كذوى لحى لان دولته الجديدة ستغلق كل محلات الكوافير وتصفيف الشعر لانها من المحرمات لديهم اعتمادا على حديث يقول: لعن الله النامص والمتنمصة "
ولم يكتفى السلفيين بمطالبة الشباب باطلاق اللحى فقط بل طالبوا المجلس الاعلى للقوات المسلحة بترك الحرية للمجندين لاطلاق اللحى دون اى عقاب .
وقد رد الاخوان المسلمين على دعوة السلفيين المليونية بمليونية اخرى دعى اليها د. صفوت حجازى وهى دعوة الى " مليون نقاب " قبل رمضان القادم .
وهاتان الدعوتان من السلفيين ومن رمز من رموز الاخوان المسلمين تدلان على ان هؤلاء سوف يستمرون فى السير على دربهم الذى ارتضوه لانفسهم منذ نشاتهم وحتى الان وهو الاهتمام بمظاهر الدين والشكليات المصاحبة له دون اى اهتمام بقيم الاديان الاساسية التى وضعت لسعادة الانسان من عدالة واخاء وحرية وحب .
فالاخوان اثبتوا فى تجربتهم البرلمانية الماضية التى امتدت لخمس سنوات من 2005 وحتى 2010 انهم لا يسعون دائما ابدا الا وراء الشكليات فلم نسمع انهم تقدموا باستجوبات جادة تسأل او تتسائل عن الفساد والظلم الذى كان يعانى منه الناس وقتها بل كان جل اهتمامهم بقضايا شكلية تحرك عواطف الناس الدينية فقط .
وهاهم الان يعودون بعد الثورة لنفس الاداء فزعمائهم يركزون فى احاديثهم على انهم بصدد تشكيل دولتهم التى ستطبق الحدود الشرعية بدون ان يكلف احدهم خاطره ويقول انهم مثلا سيتمكنوا من خلال برنامج اقتصادى واضح من القضاء على الفقر خلال خمس او عشر سنوات مثلا قبل ان يفكروا فى قطع يد السارق او فى توفير متطلبات الزواج للشباب قبل التفكير فى اقامة حد قذف المحصنات . والسلفيين الداعين لمليونية اللحى هم الذين هددوا المتبرجات بتشويه وجهوهن بالقاء ماء النار عليهن .
هذا الاهتمام بالشكليات من الاخوان والسلفيين يدل على انهم سيستمروا فى السير على نفس دربهم وهو زغزغة عواطف الجماهير الدينية حتى يستطيعوا ان يسيطروا على الناس وهو نفس الاسلوب الدنئ الذى كان يستخدمه حسنى مبارك. فاسلمة الشارع والاهتمام بالتدين الشكلى هى موروث من ايام حسنى مبارك يحرص عليه الاسلاميين هذه الايام لضمان سيطرتهم على الناس .
ان مظاهر التدين الشكلى من نقاب وحجاب واطلاق لحى لم تجعل من المجتمع السعودى جنة فاضلة على الارض بل هو مجتمع فاسد واكثر فسادا مما نظن او نفتكر والدليل ان السعوديين هم اكثر الشعوب تصفحا للمواقع الجنسية على مستوى العالم .والدليل ان هناك حالة طلاق كل خمس دقائق هناك .والدليل ايضا ان هناك انتشار رهيب لزنى المحارم والانتهاك الجنسى للاطفال .
ياسادة ان مظاهر التدين الشكلى فى مصر لم تمنع ايضا الشيخ السلفى محمد محمد فتح الله من قتل الشيخ ومحفظ القران القعيد أحمد محمود عامر وزوجته منى سعيد عبداللطيف في مسكنهما بمنطقة الهرم وذلك بعد اغتصاب الزوجة وسرقة مصوغاتها .
مظاهر التدين الشكلى لم تنجح كذلك فى مكافحة الفساد والرشوة المنتشرين بمصر حتى وصلنا الى المرتبة 115 على مستوى العالم من حيث الشفافية وفقا لتقارير المنظمات الدولية .
مظاهر التدين الشكلى المفروضة فى بعض الدول لم تنجح فى انتشالها من اوضاعها البائسة فافغنستان لازالت تعانى من شبه حرب اهلية والصومال مقسمة الى دويلات وتعانى من حرب اهلية والسودان قسمت الى دولتين وهكذا .
ياسادة كنا نتمنى من شيوخ السلفية ومن شيوخ الاخوان ان يتوجهوا بدعواتهم لرجال الدين بالعمل كى يدعوا الى نبذ العنف وقبول الاخر المختلف دينيا حتى تتحقق العدالة والمساواة بين الجميع بمصر. او حتى اطلاق دعوة للتأخى والمحبة بين المصريين . ولكن هؤلاء لن يقدموا على اطلاق مثل هذه الدعوات لان هذه الدعوات تقرب بين الناس وهم لا يريدون ذلك بل يريدون تقسيم الناس الى قسمين قسم مؤمن وقسم كافر. والكافر هنا ليس الاقباط فقط بل هو كل من يرفض سلوكهم ويرفض الانطواء تحت لوائهم ولقد ضاقت الان التصنيفات لديهم وفقا لمقولة المحامى صبحى صالح الخالدة : ان المجتمع مقسم الى قسمين اثنين فقط هما مجتمع الاخوان ومجتمع الفلاليط (جمع فلوطة) .
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :