الأقباط متحدون | أشكال قمع حرية الرأي والتعبير مازالت مستمرة حتى بعد ثورة 25 يناير
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١١:٢٦ | الثلاثاء ١٤ يونيو ٢٠١١ | ٧ بؤونة ١٧٢٧ ش | العدد ٢٤٢٤ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار
طباعة الصفحة
فهرس حوارات وتحقيقات
Email This Share to Facebook Share to Twitter Delicious
Digg MySpace Google More...

تقييم الموضوع : *****
٩ أصوات مشاركة فى التقييم
جديد الموقع

أشكال قمع حرية الرأي والتعبير مازالت مستمرة حتى بعد ثورة 25 يناير

الثلاثاء ١٤ يونيو ٢٠١١ - ٤٦: ١٠ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

الكاتب"محمد بركة": الحرية الناقصة لا تصنع إبداعًا.
الكاتب "يسرى السيد": الكتب والأفكار لها أجنحة لا يستطيع أحد أن يمنعها من الطيران.
الكاتب "حلمي النمنم": مصر تعد البلد العربي الوحيد الذي له عضوية في الاتحاد الدولي للناشرين.
الكاتب "فايز فرح": يطالب بفصل الدين عن الإبداع.


تحقيق: ميرفت عياد

أعربت لجنة الحقوق الثقافية بالمجلس القومي لحقوق الإنسان عن رفضها قرار الرقابة على المطبوعات الأجنبية، التابعة للهيئة العامة للاستعلامات، بمصادرة ثلاثة كتب هي الأعمال الكاملة لـ"جبران خليل جبران"، و رواية "هورجادة" للمخرج السينمائي "رأفت الميهى".

كما أصدر مجموعة من المثقفين والأدباء بيانًا يستنكرون فيه منع هيئة الرقابة على المطبوعات عودة بعض الأعمال التي تم منعها قبل ثورة 25 يناير، منددين بكافة أشكال قمع حرية الرأي والتعبير التي مازال يتم ممارستها، مؤكدين على أنه من حق كافة المواطنين أن يتمتعون بحقوقهم المدنية والإنسانية ومن بينها حقهم في المعرفة، ومطالبين بالإفراج عن كافة الإصدارات التي تم منعها، وفى نفس الوقت يطالب العديد من الفنانين والمثقفين في مصر إلغاء هيئة الرقابة على المصنفات الفنية بدعوى أنها تحد من الإبداع المصري، و تؤدى إلى تأخره و تحد من وصوله إلى العالمية، كما طالب عدد من أصحاب المكتبات بإلغاء الرقابة خاصة على الكتب الدينية نظرًا لما يتعرضون له من مضايقات أمنية و مصادرات للكتب، وفي هذا السياق أكد الدكتور "عماد أبو غازي" وزير الثقافة على انه سيعمل على تقليص دور جهاز الرقابة على المصنفات الفنية بحيث يقتصر على القيام بأمرين فقط و هما التحديد العمري للعروض، وتسجيل حقوق الملكية الفكرية.

و حول الرقابة على المصنفات الفنية و أهميته في الحفاظ على القيم الأخلاقية للمجتمع المصري، و مدى معاناة الكتاب و المبدعين منها كان لنا هذا التحقيق.


قيد حديدي على الإبداع


قال "محمد"- طالب جامعي- إن الرقابة على المصنفات الفنية تعد قيد حديدي على إبداع المبدعين، وتجعلهم سجناء الخوف من رفض أعمالهم أو تعرضهم للمسائلة القانونية أو المسائلة من قبل رجال الدين، مطالبًا بتحرير جميع إشكال الفنون من هيمنة الوصاية التي تفرضها عليها الدولة بجميع مؤسساتها، وأن يتركوا للمواطن المصري حرية الاختيار و الفرز حتى ينضج و يستطيع أن يختار الأفضل له .

بينما ترى "سعاد"- ربة منزل- أنها مع الرقابة على الأفلام و الكتب حتى لا نسمح بأفكار غريبة عن مجتمعنا المصري تتسلل إلى أبناؤنا الصغار، أو نرى مشاهد غير لائقة في وسط الأعمال الدرامية تخدش حياء الفتيات، لهذا لابد من وجود مصفاة تقوم بتنقية هذه الأعمال من الشوائب هذا -على حد تعبيرها-.


تنفس عبير الحرية

وتخالفها الرأي "مريم"- خريجة حديثة- و تقول أن ثورة 25 يناير جاءت لترفع عن الشعب المصري ممارسات القمع و الظلم و الهوان، و قد آن الأوان أن يتنفس عبير الحرية، و لعل أولى الناس بهذه الحرية هم المثقفين و الفنانين و الكتاب و المبدعين التي كانت تمارس الرقابة عليهم ضغوط كثيرة، بادعاء الحفاظ على قيم المجتمع من الانحلال و لكن الحقيقة هي الحفاظ على أنفسهم من أي محاولة لكشف فسادهم و قبحهم.

وأكد "رامي"- مهندس مدني- على أن الرقابة على المصنفات الفنية سيف مسلط على رقاب المبدعين الذين كانوا يضطرون إلى الانسحاب من المعركة، حتى لا يصابوا بأذى فعيون الرقابة المسلطة دائمًا على أعمال هؤلاء المبدعين أدت إلى تحجيم هذا الإبداع و تشويهه، حتى لا يقول كلمة حق تكشف الأعيب نظام الحكم السابق و تفضح فساده.


الرقابة الخفية والظاهرة

ومن جانبه، أوضح الكاتب الصحفي "محمد بركة" إن الرقابة على المصنفات الفنية لا تحدث إلا في الدول الديكتاتورية فقط، وهذه الرقابة تحدث بطريقتين طريقة ظاهرة وهي من قبل جهاز الرقابة على المصنفات الفنية، وطريقة خفية وهي رقابة أمن الدولة التي تراقب جميع وسائل الإبداع، سواء كانت كتب أو أفلام أو اغتنى، مطالبًا بإلغاء جميع أشكال الرقابة و استبدالها بحالة من الوعي الاجتماعي، مشيرًا إلى أن الحرية الناقصة لا تصنع إبداعًا.

وأضاف إلى أن وجود هذا الجهاز يؤدى إلى تحجيم الإبداع، و لكن لكي يتم هذا نحن في حاجة إلى مرحلة انتقالية يتم فيها التمهيد لهذا الإلغاء، وذلك من خلال عمل آلية مؤقتة و بديلة و محددة بتوقيت زمني و ليكن مدة ستة أشهر، حتى لا تخرج الأعمال الإبداعية المرئية أو المكتوبة عن سياق أخلاقيات المجتمع المصري .


المرونة الفكرية والجدلية

وفي سياق متصل؛ رأى الكاتب الصحفي "يسرى السيد" إن زمن المنع والمصادرة لأي أعمال إبداعية قد انتهى تمامًا، لان الكتب والأفكار لها أجنحة لا يستطيع أحد أن يمنعها من الطيران خاصة مع العولمة و تقدم التكنولوجيا الحديثة، وبالتالي أصبح لا مجال لسلطة الرقابة، حيث أن التاريخ يثبت لنا أن الكتب الممنوعة كانت الأكثر توزيعًا، فعلى سبيل المثال رواية "أولاد حارتنا" للأديب العالمي "نجيب محفوظ" كانت أكثر كتبه مبيعًا.
وطرح "السيد" العديد من الأسئلة الملحة للنقاش العام وهى هل سنقبل مع إلغاء الرقابة أي نوعية من الإبداع لا تتوافق مع أخلاقيات و قيم المجتمع المصري ؟ وماذا سيكون اثر هذا على قيمنا الاجتماعية ؟ فإذا كان الخاصة من المفكرين المصريين و رجال الدين لديهم من المرونة الفكرية و الجدلية لاستيعاب الآراء المتناقضة مع أرائهم، فهل ستكون هذه المرونة متاحة لدى عامة الشعب؟، مؤكدًا على أن الرقابة مثل الديمقراطية تحتاج إلى تربية وتعليم لسنوات طويلة من حرية الرأي و الاختلاف، إلى أن يحدث هذا يطالب بان يكون هناك لجنة رقابية يتولاها أدباء و مفكرين و مثقفين و رجال دين مستنيرين إذا تطلب الأمر هذا، لكي تقوم هذه اللجنة بمنع التصادم بين الأعمال الإبداعية وأفراد الشعب إلى أن يصل المجتمع إلى حالة النضج المطلوب.


الوصاية على الشعب المصرى

وعلى الجانب الآخر؛ أكد الكاتب الصحفي "حلمي النمنم" على أن لا توجد رقابة قانونية على الكتب حيث تم إلغاء الرقابة على النشر في مصر بعد حرب أكتوبر 1973، و يرجع الفضل في هذا إلى الرئيس الراحل "أنور السادات" لذلك مصر تعد البلد العربي الوحيد الذي له عضوية في الاتحاد الدولي للناشرين، أما بالنسبة للرقابة على المصنفات الفنية والأعمال السينمائية فهو ضد وجودها و قد تم في وقت سابق ترشيحه لمنصب في جهاز الرقابة على المصنفات الفنية، و لكنه اعتذر عن قبوله لأنه ضد وجود هذا الجهاز الذي يشكل نوع من الوصاية على الشعب المصري و مع هذا يجب على المبدعين و الفنانين أن يلتزموا في أعمالهم الإبداعية بمواد الدستور المصري، والاتفاقيات الدولية و القيم العامة للمجتمع و من يخالف هذا فمن حق إلى فرد في المجتمع أن يرفع دعوى أمام القضاء المستعجل للتعبير عن وجهة نظره في أي مخالفة ما في أي عمل إبداعي.


الحرية المطلقة


وأضاف الكاتب والمفكر "فايز فرح" على انه ضد الحرية المطلقة لان هذا معناه فوضى فحرية الإنسان تنتهي عندما تبدأ حرية الآخرين، كما يجب أن يحترم الإنسان العقل الذي يميزه عن الحيوان، و من هنا يضم صوته إلى من يطالبون بإلغاء جهاز الرقابة على المصنفات الفنية و لكن مع الالتزام بالقيم الأخلاقية للمجتمع، و لكنه في نفس الوقت يطالب بفصل الدين عن الإبداع لان الإبداع محتاج أن يحلق في السماء و له شطحاته و لكن الدين يحجم الإبداع و يقيده هذا -على حد تعبيره- .




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :