الأقباط متحدون | توقعتُ شمجرا من ماسبيرو .. علي الزيرو .. ليكون لنا هيرو ...!!!
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٤:٠١ | الخميس ١٦ يونيو ٢٠١١ | ٩ بؤونة ١٧٢٧ ش | العدد ٢٤٢٦ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

توقعتُ شمجرا من ماسبيرو .. علي الزيرو .. ليكون لنا هيرو ...!!!

الخميس ١٦ يونيو ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: نبيل المقدس
ربما البعض لا يعرف الكثير عن "شمجر بن عناة " فقد جاء ذكره في سفر قضاة 3 : 31 .. كان شمجر راعي بقر , وكان لا يملك سلاحا عندما داهمه في مزرعته 600 من الغزاة , وتلفت حوله, فلم يجد سوي منساس البقر بين يديه , فأمسك به ورفض أن يتراجع , وقاوم هؤلاء الغزاة حتي هزمهم وفروا جميعا خارج ضيعته بهذا المنساس . والمنساس هو عصا غليظة يستخدمها الراعي في توجيه ابقاره . والله قادر أن يستخدم القليل كما الكثير .. و يستخدمنا مهما كانت إمكانياتنا . ففي أعماق كل واحد منا قوة عظيمة علينا أن نخرجها خارجا لنكتشف حقيقة أنفسنا .
منذ فترة قرأت قصة عن رجل وجد فرخا من النسر , فحمله وأخذه إلي بيته , ووضعه بين أفراخ الدجاج , وأطعمه من طعامها .. وكان فرخ النسر يتبادل النظرات مع فراخ الدجاج , وكان الوضع بالنسبة له أمر غريب , فبعد ما إبتدأ ينمو في حجمه , وجناحاه يطولان .. مالبث أن اصابه الضمور .. فأخذه هذا الرجل وصعد به إلي أعلي البيت " السطوح" , ولكنه لم يلبث أن عاد من هناك إلي وسط الفراخ . اتت فكرة للرجل أن يأخذ هذا النسر الصغير ويصعد به إلي قمة جبل عالي جدا .. ووجه رأس النسر إلي الشمس , وشعر النسر بوجود نسمه عظيمة تصطدم بوجهه .. وإذ بشيء عجيب حصل في داخله.. فقد رفع النسر عينيه نحو السما , ومد جناحيه في الفضاء وإرتعش بكامله , وصعد إلي اعالي السما .. عندئذ ادرك النسر أنه لم يخلق للأرض بل للسماء.
وهذا ما فعله شمجر .. وهذا هو ما يجب علينا أن نعمله بعد ما أدركنا الحقيقة التي كانت غائبة عن حياتنا سنوات طويلة , وعشنا وما نزال نعيش فيها اسري للنبذ والإضطهاد واليأس كفرخ النسر في عشش الدجاج .
بدأ شمجر يخرج القوة الموجودة في أعماقه , هذه القوة تتمثل في تاريخ أجداده المملوء انتصارات . لم تكن هذه القوة في ذواتهم .. ولكنهم إستمدوها من الله القادر علي كل شيء.. وهذا ما حدث مع شعب كنيسة العمرانية بالجيزة يوم 24 نوفمبر 2010 .. فنتيجة الظلم والضغط من الأمن لوقف تكملة بناء الكنيسة .. تذكر شعبها أمجاد تاريخهم .. تذكر أول شهيد من اجل كلمة الإنجيل وهو الشاب البطل إستفانوس .. ومن بعده الرسل مع إستشهاد الآلاف من شعب الرب أيام الرومان .. تذكر شعب الكنيسة قوة الرب التي كانت تعمل في أجدادنا لنشر الحق .. وأدرك أن الذي يعطي جناحيه القوة هو الإيمان بعمل الرب .. فالإيمان ليس ببعيد عنه , وأنه لايزيد عن تغيير حالة قلب .

إنطلق شعب كنيسة العمرانية إلي أعالي السماء , ورفض واصر علي أن يقف حائلا ضد الطغيان والهجوم التتاري من قبل الأمن , لم يهتموا ولم يخافوا الموت أو الحبس أو الإعتقال .. فقد كانت مرارة السنوات التي عاشها في تمييز وعنصرية وذل أصعب بكثير بأن يقدم نفسه ذبيحة الحرية لأجيال المستقبل.
وصل النسر إلي ماسبيرو لكي يكمل تحقيق مطالبه .. لكن في هذه المرة كان موجودا في ظل حماية القوات المسلحة , ولا أنسي كان ممزوجا بإخوته المسلمين المعتدلين .. كان شعب الكنيسة في خلال هذه اليام من أعظم حالتهم الحماسية .. كان المسيحييون أكثر عندا وإصرارا لتحقيق مطالبهم المشروعة . لكن لم يطالبوا بالحقوق الأساسية .. فقد تغلبت الغيرة الوقتية علي الغيرة المستقبلية .. وعلي ما أتصور أن هذا التوجه في الطلبات أوقعتنا فيه القوة السلفية .. فقد احست هذه القوي أن مسيحيي مصر هم الأكثر إصرارا علي تطبيق الحياة المدنية علي اساس المواطنة .. وتأكدوا أن المسيحيين لهم القدرة علي أن يصبحوا عوامل ضغط علي تسيير الدولة إلي دولة مدنية , فبدأوا ييتدعون الفتنة , والعمل علي إستفزازنا من حرق كنائس وكلمات جارحة ومستفزة في الإعلام الخاصة بهم , وترويعنا بخطف بناتنا , والحشود التي كانت تزحف إلي الكاتدرائية لسب البابا تحت حجة مطالبتهم بأخواتهم اللاتي اسلمن ومحتجزات في الأديرة .. ترويج إشاعات بأن كنائسنا ملغومة بالأسلحة .. كل هذه الأعمال جعلتنا ننصرف عن المطالبة بدولة مدنية وحذف المادة الثانية من الدستور .. كان المسيحييون عقبة أمام السلفيين في جعل مصر دولة مواطنة , بلعنا نحن الطعم , وذهبنا إلي ماسبيرو نلتف حولها مطالبين بإعادة بناء الكنائس , وعودة بناتنا اللاتي أختطفن .. وفعلا تم البناء , وافتتحنا الكنائس المحروقة في إحتفال مهيب , والأغرب من هذا كانت جماعة السلفية هم نجوم الحفل .

كنت أتمني أن يستمر روح حماس ماسبيرو في المطالبة بالدولة المدنية .. صحيح كانت هناك بعض الهتافات تشير إلي ذلك .. لكن المطالبة بأمور وقتية كانت هي الأغلب. اتصور بل اثق تماما لو كنا إستمرينا بالمطالبة السياسية , لم يكن حالنا هكذا اليوم . اكيد بين التظاهر بالمطالبة بدولة مدنية .. كان سيظهر رجال كثيرون من وسط ماسبيرو لهم موهبة السياسة وخفاياها .. نحن نريد رجال يعملون علي توحيد صفوف المسيحيين بجميع طوائفهم .. والعمل علي تكوين كيان لهم .. انا لست ضد اندماجنا في المجتمع .. بل العكس أنا اشجع ان تتوحد جميع القوي السياسية في مصر لكي يحققوا هدف واحد وهو الذي يهمنا كثيرا الا وهو تطبيق المواطنة.
نحن نريد تكتل مسيحي يناهض هذا التكتل الذي ظهر بعد الثورة .. وجعل من نفسه الفزاعة للمسيحيين ... لكي يُخضعنا ان نضع ألسنتنا داخل افواهنا ونرتضي بالدولة الدينية او الشبه دينية " دولة مدنية ذات مرجعية دينية " . نريد لوبي مسيحي , وهذا ليس عيبا ولا غير قانوني .. فطالما ظهرت قوة تعاكسنا تماما بل وتتمادي في إستفزازنا وقهرنا , فعلينا أن نسير بالقانون الذي يقول " لكل فعل رد فعل مساو له في التفعيل علي الحياة العامة".

ترقبت بزوغ شخصيات عامة غير كهنوتية من قلب ماسبيرو تتكلم عن الدولة المدنية , واصرارنا عليها باي حال من الأحوال . ترقبت قيادات شابة وتآلفات داخلية مسيحية , لكي تتحدث عننا في الفضائيات ليس فقط عن مشاكلنا الخاصة .. بل عن مشاكل مصر عامة .. كل مانراه الآن شخصيات غير مسيحية هي التي تتكلم عن مواضيع الساعة .. لم اسمع أو أقرأ او اشاهد شخصية مسيحية في وسائل الإعلام إلا في المواضيع التي تخص قضايا الخطف وهدم الكنائس وقفلها وفتحها . لم يظهروا إلا في المناسبات الإحتفالية التي تشير إلي الوحدة , وكأننا بنعيد ونكرر المشاهد المسرحية التي كانت تُعرض علينا ما قبل الثورة .
نريد عدد من " شمجر" لكي يصبحوا ابطال في المحافل والمجادلات السياسية .. نريد شخصيات جديدة " علي الزيرو " موديل ماسبيرو و لهم روح شباب التحرير لكي يكونوا علي الأقل شخصيات لها قيمة في المستقبل في أمور المسيحيين.
ينقصنـــــــا لوبي مسيحي يتعامل مع القوي المدنية الأخري ويغوص معها في ترتيب البيت المصري , الذي يقوم علي الحياة المدنية فقط لاغير وبدون تحايلات لفظية . حتي نصل إلي مرحلة لا يتجرأ فيها أحد من القوى السلفية أن يصرح علنا بوجوب عمل استفتاء بـ "هل يجوز القبطي والمرأة ان يتوليا الحكم ؟؟؟ " .
لم يصل بنا الحال أن نكون أو لا نكون ... بل نحن المسيحيين كنا ولازلنا نكون وسوف نكون إلي الأبد.... !!!!!




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :