المسيح يبكى دم
بقلم: مدحت ناجي
ومازال المسيح يبكى دم ......
+ على كل البشرية التى تصنع الخطية ، على كل إنسان يصير عبداً للخطية ، على كل من يصير جسده هيكلاً للأوثان ومخزناً للخطية مملؤ قتل زنى فسق دعارة ... " لأنه يأمر جميع الناس في كل مكان أن يتوبوا متغاضياً عن أزمنة الجهل التي اقترفوها ".
+ على الحروب التى يصنعها الإنسان ضد أخيه الإنسان من أجل تحقيق بعض الاطماع الشخصية مع أن العالم يمضى وشهوته تمضى ، ومع أن الوصية تقول " تحفظوا من الطمع " . من يقول ان الدول تحارب بعضها وتقتل أبرياء يريدون حياة السلام .
+ على عدم تنفيذ وصية " أثمروا وأكثروا وأملأوا الأرض " ، لقد قلب الإنسان الآية واستخدمها " أفنوا بعضكم بعض ...أنا أعيش وأخي يموت ...مسلسل قتل قايين لهابيل مازال مستمر .. قتل مادى للجسد وقتل معنوى للنفس .
+ على إنفاق الدول مليارات الدولارات من أجل تصنيع القنابل الذرية ، والتى لو أستخدمت هذه المليارات لأشبعت جياع وفقراء العالم في كل الدول النامية ، وما بقى فقيراً على هذه الأرض . يرون ان هذا تقدماً وعلماً ، لكنه ضد مبادئ الإنسانية حينما يستعملونه كقوة ضاغطة تبطش بالآخرين وتروع امنهم وسلامهم .
+على ظلم الإنسان لأخيه الإنسان ، على فساد الإخلاق والاباحية التى يعيشها العالم اليوم ، على انتفاخ الذات ومن يكون الأكبر والأقوى ، على الأنانية التى ترى أن مصلحتها فوق كل شىء فوق القيم فوق المبادىْ ...لكن الله ينظر ويطالب .. الرب مجرى العدل والحق .
+ على بمليارات الدولار من أجل زيارات الفضاء لاستكشاف هل يمكن أن تكون هناك حياة على القمر ام لا ، آه والف آه ...لو استخدمت هذه الاموال فى تعمير الصحراء او فى عمل مشروعات للشباب او فى علاج المرضى او فى رعاية الفقراء لكانت تكفى .
+ على المرضى الذين يموتون فى كل يوم ، وكانت تنقصهم الرعاية الصحية ولا يجدون شراء الأدوية ، ففى تقرير عن منظمة الصحة العالمية ذكرت فيه ان عدد مرضى السرطان فى عام 2030 يصل الى 75 مليوناً ، وعدد الوفيات يقدر ب7ملايين سنوياً . وأيضاً مرض الايدز الذى فتك بحوالى 42 مليون شخص على مستوى العالم . وعدد الوفيات بسبب التدخين 10 مليون فى العام الواحد... انها امراض كثيرة ...... .
+ على الدول التى تفتخر بأنها تعيش الديمقراطية ، لكنها تدعو للأباحية ، تحترم الإنسان لكنها لاتحترم الله ، لا مانع من ممارسة الرذيلة طالما انك لا تتعدى على الآخرين ، لكنك تتعدى على هيكل الله المقدس .
+ يبكى لأنه يجد مئات المليارات تنفق على الحيوانات ، ولا يجد من يستر الفقراء ويجبر خاطرهم ويضمد جروح المرضى ، لقد مات السامرى الصالح ولم يعد له مكان فى وسطنا .
+ يبكى لانه وجد ضحايا الحروب ، وجد أجسام مشوهة تصرخ وتبكى ، لماذا يكون هذا ,,ألا يوجد لهذه الأرض ضابط ...يصرخ إليه دم هابيل يومياً من الارض ...دم القديسين ...الى متى يارب تنتقم لنا .
+ يبكى على الأغنياء الذين يسيطرون على كل الأموال والممتلكات ولا يتذكرونه بشىء من شكر وصلاة ، يبكى لأنه يجد إنسان فقير لا يكون فى جيبه ما يكفى لشراء رغيف خبز ويبحث عن هذا الرغيف فى سلة الزبالة ، ويجد الغنى يبزر فى أمواله ولا يعطف على الفقير ، يستخدم أمواله فى شراء كماليات لا تفيد ، ولا يستر عرض فقير .
+ يبكى على من يعثرون الناس ، على من يتحكمون فى مصائرهم ، على من ينهون ويأمرون ، على من يحملون الناس احمال عثرة الحمل ولا يريدون ان يحركوها بأحد إصابعهم ، فالناس لا تخلص وهم لا يخلصون ابداً.
+ يبكى على الأرض التى لا تعود تعطى ثمرها ، لأن شر الإنسان كثر ، هى من ذاتها تعطى لكنها لا تعود تعطى ، لانها حزنت عندما علمت بأن بعض الدول تلقى بفائضها من القمح ، لكى تحافظ على سعره، هى تحافظ على السعر ولا تريد ان تحافظ على جياع وفقراء العالم .
+ يبكى على الذين يموتون بسبب الأرهاب بدعوى انهم يجاهدون فى سبيل الله ، يبكى على من يقتلون نفساً خلقها الله على صورته . يبكى لأن تعاليمه لم يعد ينفذها أحد ، يبكى على سيطرة الشيطان على العالم الذى خلقه وأحبه .
+ يبكى على الذين يجلسون فى مكان الشر والرذيلة ، ويحاول بكل الطرق ان يعيدهم لكنهم مثل فرعون الذى قسى قلبه ، يحاولون ان ينسونه ، لكنه يتذكرهم ، يفتقدهم لكنهم يفقدونه ، يحبهم لكنهم يبغضوه ... لكن مع ذلك فهم شغله الشاغل ...فمازال يبكى عليهم ...وينتظر رجوعهم.
+ يبكى لعدم وجود السلام فى العالم ، لا يمر يوماً واحداً بدون حوادث قتل او اغتصاب او... كلها موجودة على مائدة ابليس وتزداد يوماً بعد يوم . يسوع هو الذى قيل عنه " وعلى الارض السلام وبالناس المسرة " .. نعم يارب لقد انتشر الشر ولا نعلم من قام بتصدير السلام من على الارض ، ولا نعلم اين هو ...ابكى على هذا العالم الذى ضاع منه السلام والأمن ...ابكى دم حتى يعود الى
صلاة : يارب انا منتظرك انك تيجى وتخلصنى من خطاياى ، دا انا اللى بيربطنى بالحياة صلتى بيك ، ارجوك يارب ترجعنى اليك لأنى ابنك وحيدك ، وانك تحفظ العالم فى سلام وأمان ..."
إلى هنا أعاننا الرب
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :