الأقباط متحدون | قداسة البابا.. ومثلث برمودا الأســــقفي
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٣:٢٢ | السبت ١٨ يونيو ٢٠١١ | ١١ بؤونة ١٧٢٧ ش | العدد ٢٤٢٨ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

قداسة البابا.. ومثلث برمودا الأســــقفي

السبت ١٨ يونيو ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: ميشيل فهمي * العرضحالجي المصري
استفزني، ومعي غالبية لا بأس بها من المهتمين بل المُغتمين بالشأن القبطي، خبر نشر اليوم مفاده، أن: الكنيسة تطالب "اتحاد شباب ماسبيرو" بعدم الاعتصام مجددًا وترفض مشروعه الخاص بـ " الوعي السياسي"، وطالب الأنبا "أرميا" أعضاء الاتحاد بعدم الاعتصام مجدَّدًا في "ماسبيرو"، مؤكِّدًا أن ذلك سيضر الأقباط، وقال: "البابا والأساقفة زعلانين منكم علشان مسمعتوش الكلام وفضيتوا الاعتصام".

ونسأل بدورنا: هل البابا والأساقفة زعلانين منهم لأنهم لم يــكونوا من (((الخاســـــرين)))؟ واستمروا في الزئير أمام "ماسبيرو" ليصل زئيرهم لرؤوس القائمين على أمر الدولة المصرية، ويُشكِّل لهم صداعــًا كليًا، فهبوا ليتلاقوا مع جزء من متطلبات حقوق الأقباط التي نادى بها هذا الشباب، والذي إلتف حوله جموع هائلة من مختلف الأعمار السنية والطوائف وشركاء الوطن من الأقبــاط المسلمين.

وكنت قد كتبت منذ فترة أن روح التغيير التي هبت رياحها على "مصــر" في 25 يناير لم تصل بعد إلى القصر البطريركي والقائمين علي شئون الأقباط في "مصر"؛ لأن خلط الأوراق والأدوار ما بين السياســة (الأمور الدنيا)، والدين (الأمور الروحية السمائية) مازال قائمًا بل وفي ازدياد، ومراكز التمركز السلطوي متمركزة بشدة...

وهذا فيه إضــــرار- كل الإضــرار- بل كل الإضعــاف لحقوق الأقباط المصريين، ووضعهم الذي تتقاذفه الأنواء والأمــواج التي تعصف بالإقباط في وطنهم مُنْذِرةّ بخطـــورة كبيرة عليهم وعلى كنيستهم، واستمرارًا على أرواحهم وممتلكاتهم.. إلخ. ويكفي أن أحد شـــــــيوخ الأساقفة الأجــلاء، وهو صاحب النيافــة أســقف الشباب بالكنيسة القبطــية المصريــة الأرثوذكسية، يُطالـب بل ويؤيــد قيــام الدولــة الدينية الإســـلامية بمصـر (إسـلامية.. إســلامية)، حيث قال نيافته بالنص ((إن أقبــاط مصــر في حماية الله والمسلمين)).

ونتسائل بكل الغيظ وبكل ارتفاعات ضغط الدم الناتجة عن مثل هذه التصريحات السياسية الساذجة، إننا في حماية الله فعلًا وفي وطننا تحت حماية الشرعية والقانون، وأن مثلي مثل المسلمين في الوطن.. شرط أن يكونوا من المتنورين العاقلين الواعين بصحيح مبادىء الإســلام وشريعته وعقيدته..

وحائط الصد المُقِــام حول قداسة البابا من مثلث برمـــودا الأســــقفي لا يترك ثغرة ينفذ منها الشعب، وخاصة الشباب، لإيصال صوته إلى زعيمه الــروحي فقط بكل الاحترام والإجلال والتبجيل.. والأسقف الأنبا "أرميا" يتكلم للشباب باسم الكنيسة، ويعمم تعميمًا مُخِلاً بأن البابا والأساقفة زعلانين منكم!! بدلًا من أن يقول لهم إنهم يباركون جهودكم بالصـــلاة من أجلكم ومن أجل كل الشعب، وإن البابا قد يقول لهم: من يمسكم يمس حدقة عيني..

ألم يعلم الأنبا "أرميا" أن الشباب ثار بعد أحداث "العمرانية"، وقبلها الشهداء الـ25 بكنيسة الشهيدين بـ"الإسكندرية"، وأن الشباب ثار لهدم كنيسة "أطفيح" وتهجير أسر مسيحية من قرية "صول" تحت الروع والترويع؟! إن الشباب عندما ثار لذلك ارتجت "مصر" والدول الأجنبية في الخارج من صوت زئيرهم، ومن خوف أركان الدولة هاجمهم الجيش بالتعاون والتنسيق مع البلطجية، وحدثت أحداث "المقطم" الناجمة عن هبتهم أمام "ماسبيرو"، واستشهد 7 من ورود شباب الأقباط.

ألم يعلم الأنبا "أرميا" أن الشباب ثار مرة أخرى بعد الأحداث المؤلمة في "إمبابة" وحرق كنيستين واستشهاد عدد آخر من الأقباط؟!.. ألم يعلم الأنبا "أرميا" أن الشباب ثار لعدم القبض علي أي فرد من المتسببن في هذه الأحاث المآساوية (في حينه)؟!!

وألم يعلم الأنبا "أرميا"- هو وبقية أعضاء مثلث برمودا الأسقفي، وبقية أعضاء حائط الصد الكنسي- أن في كل هذه الملمات بل المصائب والنزلات، لم يصدر حرف واحد عن الكنيسة إلا بيان بضرورة فض اعتصامتهم، وإلا فهم من ((((الخاســرين)))؟!! ثم كارثة تثبيت هذا البيان مرة أخرى بمطالباتهم أمس بعدم الاعتصام مرة أخرى لكي لا "يزعلوا البابا والأساقفة" على حد قول نيافته؟!!

ألم يعلم الأنبا "أرميا" أن مظاهرات واعتصامات الأقباط أمام مديرية أمن "المنيــا" وإغلاق طريق الكورنيش من الجانبين، لمطالبة أقباط "المنيا" بعودة الفتاتين المختطفتين "كريستين عزت"- 17 سنة- و"نانسي مجدي"- 14 سنة- أثناء توجههما لحضور القداس الإلهي يوم الأحد الماضي؟! وكانت مظاهرات الأقباط للمطالبة بسرعة وضرورة القبض على مختطفي الفتاتين، وإعادتهما؟ ولم تحرك الكنيسة ساكنًا!! لكـــــــن تلك المظاهرات والاعتصامات القبطية بـ"المنيــا"، والتي استمرت يومين متتاليين، قد أثمــــرت عن عـــــودة الفتاتين أمــس 16 يونيو. فألف مبروك لكل من شارك في الاعتصام والإحتجاج، والــرب يكافؤهم على تعبهم وتضحياتهم وجرأتهم.

تتناول الكنيسة السياسة وملف حقوق الأقباط علي مدى (40) عامًا، فمـــاذا حققنـــا؟ أيستطيع إجابة ذلك السؤال أحد أضلاع مثلث برمودا الأســقفي؟

طوال الأربعين عامًا من الصمت كان حصادها مزيدًا من الاضطهادات والحروقات والتدميرات والاختطافات...الخ..

وفي نفس الوقت يرفضون ويأبون أن يتناول غيرهم ذلك الملف الحقوقي!!
أخشى أن ينطبق عليهم فعلًا الآية المقدسة (متى 23).

وإلى أشبال وأسود "ماســـبيرو"،
وشابات وسيــدات "ماســــبيرو"،

فأقول لكم: أنتــم صــوت الحق لأنكم على حــق ومطالبكم هي حــق.. وصوتكم وصرخاتكم وصلواتكم التي أقمتموها أمام "ماسبيرو" تدخل وتصل إلى السماء مباشـــرة دون وســاطات أرضية بشرية، ودون استئذان من أي من أضلاع مثلث برمودا الأســقفي..

أنتم أول من طالب بحقوق الأقباط بجرأة وبسالة وشجاعة، فكنتم روادًا وباكورة عمل المجتمع المدني القبطي، أنتم أول صوت حـــق بعد اختفاء صوت الزعيم القبطي الراحل الزعيم "مكرم عبيـــد" صاحب المقولة الخالــــدة التي بها كل المعاني والمشاعر الوطنية، وهي مقولة "إن مصــر ليس وطن نعيش فيه، بل هو وطن يعيش فينا".

لم يذهب جهدكم- بل جهودكم- هباءًا، لكن هزت أركان الدولــة المصريــة الحالية.. كما لم يحدث من قبل طوال (40) عامًا.

إن لوحاتكــم الجهادية التي شــكلتوها أمام "ماســبيرو" وأنتم حاملين صلــيب الفداء، والتشكيل القبطي المصري من المسيحي والمسلم بشبابه وشيبانه وشيوخه وشيخاته، بل وأطفالــه، لن ينســـاها لكم تـــاريخ مصر المشـــرِّف.

لأن الكنيسة ركَّزت كل نشاطاتها وعظاتها على مشاكل زواج البنات وإلقاء النكات وســـط عواصف من التصفيقات والزغرودات.. وكأن ليس بنا نحن الأقباط خطر يحدق بنــا في كل عصر وأوان وحتي الآن وغد الغد!

يجب تكريمكن وتكريمكم لتشجيع غيركم ليحذو حذوكم أيها الأبطــال، ويكفيكم فخــرًا أنكــم الـــرواد..




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :