بقلم: حليم اسكندر
" أقباط بلا قيود " حركة شبابية عالمانية خالصة أسسها مجموعة من الشباب المصري الوطني المسيحي المحب لبلدة والغيور عليها وعلي كنيسته وهي حركة تستمد قوتها من الشارع ولكنها في ذات الوقت تدين بالولاء للكنيسة أي إنها ليست تمرداً ضد الكنيسة أو انشقاقاً وخروجاً عليها ، إنما تري تلك الحركة أن دور الكنيسة هو الدور الرعوي والخدمي والروحي فقط ، دورها هو القيادة الروحية لأبنائها وبناتها والاهتمام بالفقراء والمحتاجين والأرامل والأيتام .
وهذه الحركة ولدت من رحم اعتصام ماسبيرو (الأول)، وتضُم عدداً من الشباب ممن حملوا على عاتقهم مسئولية تنظيم الاعتصام الأول بساحة ماسبيرو وشاركوا في تمثيل المُعتصمين في كل اللقاءات التي عُقدت مع المسئولين بالدولة سواء من قيادة الجيش أو الحكومة ، إلى جانب التمثيل الإعلامي والتحدُث باسم الاعتصام لكافة الوسائل الإعلامية من فضائيات وصُحف ومواقع إلكترونية..
وهذه الحركة تعد دون شك خطوة هامة نحو النضج والوعي السياسي والفكري للشباب القبطي والذي طالما كان يعيش داخل جدران الكنيسة ويعبر عن مشاكله وآلامه وهمومه داخل جدرانها ، نعم لقد آن الأوان لفك وكسر القيود وأن يتصرف الشباب القبطي من منطلق مصريته أولا وأخيراً ، فنحن قبل كل شئ مصريون لنا كافة الحقوق وعلينا كافة الواجبات ومن ثم ليس من المنطق أو المقبول أن نظل نصرخ ونطالب بحقوقنا من خلف جدران وأسوار الكنيسة ، بل يجب النزول إلي الشارع كمصريين قبل كل شئ !
وقد نظمت تلك الحركة وقفة بالشموع لـتأبين شهداء إمبابة في ذكري الأربعين لانتقالهم لفردوس النعيم – أول أمس الأربعاء الموافق 15 يونيو 2011 ، وقد نالت تلك الوقفة إعجاب كل الذين حضروها أو شاهدوها على الهواء من خلال الفضائيات ، وهذا اقل ما يمكن تقديمه تقديراً منا لأرواح الشهداء الأبرار الذين ضحوا بحياتهم من اجل إيمانهم ودفاعاً عن كنيستهم ومقدساتهم ومشاركة منا لأهلنا أهالي الشهداء لكي يشعروا أنهم ليسوا بمفردهم بل أنهم جزء منا نشعر بآلامهم ، نفرح لأفراحهم ونحزن لأحزانهم لأننا جميعاً أعضاء في جسد واحد رأسه المسيح
فَإِنَّهُ كَمَا فِي جَسَدٍ وَاحِدٍ لَنَا أَعْضَاءٌ كَثِيرَةٌ، وَلكِنْ لَيْسَ جَمِيعُ الأَعْضَاءِ لَهَا عَمَلٌ وَاحِدٌ، هكَذَا نَحْنُ الْكَثِيرِينَ: جَسَدٌ وَاحِدٌ فِي الْمَسِيحِ، وَأَعْضَاءٌ بَعْضًا لِبَعْضٍ، كُلُّ وَاحِدٍ لِلآخَرِ. رومية 12: 4، 5
وتنفيذاً للوصية الكتابية:-
فَرَحًا مَعَ الْفَرِحِينَ وَبُكَاءً مَعَ الْبَاكِينَ. رومية 12: 15
وقد شارك في هذه الوقفة عدد كبير جداً من المرنمين المعروفين الذين شاركوا الحضور في الترنيم والتسبيح ، كما شارك الشاعر المتميز رمزي بشارة والذي القي علي الحاضرين احدي قصائده الرائعة بعنوان : قدام جلال عرشك أنا باعمل مظاهرة !
كما شارك في هذه الوقفة أهالي شهداء إمبابة ، كما حضر خصيصاً للمشاركة في هذه الوقفة الأستاذ كمال ناشد والد الشهيد ابانوب " شهيد نجع حمادي " قاطعاً مسافة 553 كم من نجع حمادي القاهرة مشاركة منه لأهالي شهداء إمبابة !!
كما حضر للمشاركة في هذه الوقفة الكاتب الرائع الأستاذ نبيل شرف الدين صاحب الفكر الراقي والمتميز والموضوعي والذي وقف ومازال يقف مواقف بطولية رائعة معلناً تضامنه وتعاطفه وتفهمه لمشاكل الأقباط وأعرب في كلمته عن إحساسه بأحزان وألام ومشاعر أهالي الشهداء واعتزازه بقداسة البابا ومواقفه الوطنية مشدداً علي أن كل المصريين أهل!! وتقدم بتعازيه القلبية لأهالي الشهداء، كما طالب بالدستور أولاً وان تكون مصر دولة مدنية !!

تحية حب وتقدير واحترام وإعزاز وشكر لكل من ساهم وكان له تعب في تلك الوقفة الرائعة سواء بالتنظيم أو الدعوة أو الحضور أو المشاركة أو الصلاة، تحية حب واحترام وتقدير ورسالة عزاء لكل أهالينا أهالي الشهداء ، ودعوة لكل الشباب القبطي للخروج والمشاركة في العمل العام كمصريين أولاً وأخيراً ، وكلنا ثقة أن الرب لن يتخلي عن بلادنا المحبوبة والتي وعدها بالبركة بحسب الوعد الإلهي القائل : -

مُبَارَكٌ شَعْبِي مِصْرُ أشعياء 19 : 25

كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها

تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :