عقد الشقة!
بقلم: مينا ملاك عازر
اشترى صديقي شقة، وطلب من مالكها أن يوقعا عقدًا سويًا يضمن لصديقي حقه في الشقة، فرد واحد واقف بجوار مالك الشقة القديم: "لا داعي للعقد، وبعد ماتوضب الشقة وتسكنها نبقى نعمل عقد". فرد صديقي: "أنا دافع فلوس وعايز أضمنها، أنا دافع تمن الشقة من دمي ودم عيالي، ليه ما تعملوش عقد؟". فرد الشخص إياه وقال: "لا، وضب الشقة الأول وجهزها ونبقى نعمل عقد". فقال صديقي: "طب أضمن منين لا مؤاخذة إني بعد ما أخلص توضيب الشقة وتجهيزها حضرته- مشيرًا للمالك القديم- تحلو في عينه ويأخذها وتروح عليَّ". فرد صاحبنا اللي واقف: "يعني إنت مش مستأمن الراجل، وبعدين يا سيدي هو مش عايز يقعد فيها، وعايز يسافر شقته إللي في المصيف يستريح فيها من تعب السنين إللي فاتت كلها".
فصمت صديقي لوهلة، وقال: "أنا ضامنه وكل حاجة، بس عايز عقدي". فقالوا له: "طب نسأل البواب ونشوف لو قال نعمل عقد نعمل لك عقد". فسألوا البواب قائلين: "نغضب ربنا ونعمل عقد ولا نرضيه وننفذ كلمة صاحب الشقة". فرد البواب قائلًا: "ربنا!! لا ما حَدِش يغضب ربنا أعوذ بالله، مين ده إللي يغضب ربنا وأنا أدبحه يا بيه". فابتسم صاحب الشقة القديم، وقال: "شفت بقى البواب قال إيه؟ إحنا نكتب لك عقد ينظم إدارة الشقة الآن ونبقى كده نكون قد احترمنا إرادة البواب". فانتفض صديقي، وقال: "لما هو قال لا ما تكتبوش عقد وإنت حاتكتب عقد تبقى كده احترمت إرادته؟! وبعدين عقد إيه إللي ينظم إدارة الشقة؟ الشقة شقتي وأنا حر فيها". فقال صاحبها القديم وهو يتكئ على كتف الرجل إللي جانبه: "لا ما أنا حافضل قاعد فيها حبة لغاية ما أسلمها لك، فمش معقولة توضب فيها على غير مزاجي أو توضب فيها وتضايقني، وتهد أو تحط حاجات أنا مش عايزها، فلازم ننظم إدارة الشقة لغاية ما أسيبها". فسأل صديقي صاحب الشقة القديم: "طب حاتسيب الشقة لمين؟"، فقال وهو يبتسم: "لصاحبي".. قالها وهو يكاد ينام برأسه على صدر حبيبه، مغمض عينه عن السلاح الذي رفعه صاحبنا تجاه صاحبي ليجبره على القبول بطلبات صديقه صاحب الشقة القديم.
ودلوقتي، حد يرضى بكده بالذمة؟ مش لازم العقد عشان نضمن حق صاحبي في الشقة ولا نسيبه ويبقى راح عليه تمن الشقة إللي دفعه من قوته وقوت عياله؟ حد يقف مع صاحبي يا جدعان، هو منهار ونفسه ياخد شقته، ومش عارف يعمل إيه؟ وكل ما يقترب من العمارة ليأخذ شقته يقف له البواب ويقول له حرام يا فندي، تاخد شقة غيرك وتعصي ربنا!!
هل من مجير؟ هل من ناصف لصديقي؟ أم أنتم كلكم ستقفوا مكتوفي الأيدي أمام ما يجري في شقة صديقي؟! أرجوكم فكروا وقرروا قبل أن تفوت الفرصة، وما حدث لصديقي يحدث لنا جميعًا، دعونا نكتب عقد شققنا قبل ما تسلب منا.
المختصر المفيد، إللي أوله شرط آخره نور.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :