مسجدٌ وكنيسة فى خطر!
منشأتان مصريتان فى خطر! أمرٌ مخيف. ومبعثُ الخوف ليس فقط كونهما داريْ عبادة، بما يعنى أنهما خيطان قدسيان يحققان التواصل بين إنسان مصري، وبين السماء، بل كذلك لأنهما - المنشأتين - جزءٌ من إرث مصر وثروتها التى علينا الذود عنها بكل ما نملك من قوة ووعى وتحضّر. من واجبنا أن نخاف على كل مكتسبات مصر الحديثة، مثلما نحافظ بدمنا على إرثنا الفرعونى الذى سيظل يبهر البشريةَ إلى أن يرث اللهُ الأرضَ بما عليها. فمصرُ النبيلة لا تسامح، ليس فقط أيادى المخربين، بل كذلك لن تسامح الصامتين عن حقوقها غير المدافعين عنها من أبنائها. حتى سفارة إسرائيل، مكمن وجع مصر، علينا الذود عنها، فقط باعتبارها منشأةً مصرية! إن أردنا قطع التطبيع مع إسرائيل، فليس علينا إلا العمل على طرد السفير، وليس تحطيم السفارة، حتى ولو كان البروتوكول الدولى يعتبرها جزءًا من أرض العدوّ إسرائيل على أرضنا الشريفة، مثلما كل سفارة مصرية، فى كل دول العالم، جزءٌ من أرض مصر منتثرةً فى بلاد الله، وحتى ولو كانت إسرائيل من المكر والدهاء بحيث اختارت أن تكون سفارتها ضمن عمارة سكنية آهلة بالمصريين، كتقية خبيثة تكرّس الحماية لها، على أنها فى النهاية مكانٌ ينتمى لأرض مصر الطيبة التى فرْضُ عين علينا جميعًا الدفاعُ عنها بأرواحنا.
وصلتنى الأسبوع الماضى هاتان الرسالتان، أنقلهما، تقريبًا، كما وردتا إلىّ، وأرفعهما للمسؤولين فى مصر وصانعى القرار فى هذه الفترة الحرجة التى نمرُّ بها، وتمرُّ بها مصرُ. تلك الفترة التى نصلّى لله الرحيم أن نخرج منها بأقل خسائر ممكنة، برحمة الله، وبعدله. أرفعهما علّ مَن يجب عليه التحرّك أن يتحرك قبل أن تقع الواقعة. ذاك أن تحضُّر الأمم يُقاس، فيما يُقاس، بدرء المخاطر قبل وقوعها، وليس فقط فى حسن التعامل معها بعد الحدوث.
يا وزير الأوقاف، أهالى الفتح يصلّون فى الشوارع. نحن أهالى عزبة الفتح مركز ميت سلسيل دقهلية نستغيث بوزير الأوقاف. المسجد الوحيد بعزبة الفتح متصدّع متهالك ومياه الأمطار تهطل على المصلين من سقف المسجد. وقد حصلنا مرتين على موافقة المديرية بعمل إحلال وتجديد للمسجد. مرة عام 2006، والأخرى عام 2010. وفى المرتين أقرت المديرية بأن المسجد آيل للسقوط ولا يصلح لإقامة الشعائر الدينية، وفيه خطورة داهمة على المصلين. ورغم صدور قرار إزالة من قِبَل المجلس المحلى بمركز ميت سلسيل بمعرفة اللجنة العليا بالمحافظة، وكذلك قرار بإغلاق المسجد، ورغم موافقة وزير الأوقاف (السابق) على الإشهار، (إحلال وتجديد)، لا شيء تم! علمًا بأن مساحة المسجد 200 متر وبتكلفة 400 ألف جنيه وقد قدمنا جميع المستندات بذلك. ونحن الآن نصلى فى الشارع لأنه ليس لدينا إلا هذا المسجد. وإذا حدث ودخلنا المسجد للصلاة نظل نبتهل لله سبحانه وتعالى ألاّ تكون الصلاة الأخيرة، لأننا نترقب بين لحظة وأخرى سقوطه فوق رؤوسنا. نناشد السيد الفاضل وزير الأوقاف بناء مسجد الفتح، مركز ميت سلسيل دقهلية. عنهم: عبده البحيرى - مركز ميت سلسيل دقهلية.
أما الرسالة الثانية فجاءت تقول: «أرفعُ إليك ككاتبة مصرية غيورة على مصر هذه المحنة الطائفية الوشيكة. وصل تهديد لكنيسة «مارمرقس الرسول» بالجيزة بتدميرها وحرقها، وذلك بزعم أنها تزاول أعمال السحر والشعوذة. وهى كنيسة أثرية تعدُّ من كنوز مصر التى يجب الحفاظ عليها. والمهلة أسبوع واحد، حسبما ورد فى التهديد. وتم إبلاغ الشرطة العسكرية والشرطة المدنية بذلك، لكننا ارتأينا وجوب رفع الأمر للمسؤولين عبر الإعلام لوضعه أمام الرأى العام. البلاغ مقدم من المحامي/ خالد خليل نسيم. والتهديد كان مكتوبًا على ورقة تم تعليقها على سور الكنيسة من الخارج. ولدينا صورة من هذا التهديد، بوسعنا إرسالها لكم رهن طلبكم. ليتنا نتحرك قبل وقوع الكارثة، بدل أن ننتظر وقوعها ثم الشروع فى التعامل معها إعلاميّا والتنديد بمرتكبيها كعادتنا. نرجو التحرك قبل وقوع كارثة طائفية لأن أقباط الحى لن يقبلوا هدم كنيستهم، وما أحوجنا لتجنيب البلد مزيدًا من الدماء والاقتتال. عنهم: أسامة حنين جرجس».
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :