- آدم وشجرة الحياة
- في حفل تكريم فريق "سي تي في" بـ"التحرير".. "إيليا باسيلي": بسببكم عرف العالم معنى كلمة "مسيحيين"
- حقوقيون: إحالة الصحفيين للمحاكم العسكرية بعد الثورة استمرار لسياسة تكميم الأفواه في عهد مبارك
- "عمرو بقلي": الحكم الاستبدادي معروف ومتوارث منذ القدم
- "محمد عادل": النظام الفردي يشمل كل مساوئ الأنظمة الانتخابية الأخرى
لماذا لا ينتخب الأقباط العوا والاسلاميون ؟!!
بقلم : زكريا رمزى زكى
الأقباط فى مصر كما ذكرت فى مقال سابق أنهم الأقلية المسالمة أو كما يحلو للإسلاميون تسميتهم الأقلية السعيدة ولكن سعادتهم ( اى الأقباط ) فى أشياء أخرى لا يستطيع هؤلاء إستيعابها . فالأقباط يريدون أن يعيشوا فى سلام فقط يمارسون حياتهم وصلواتهم فى سلام ، لا يقدمون على إلحاق الضرر بأحد ولابد لهم أن ينزعجوا إذا لحق بهم الضرر . وعندما ينزعجوا ويبدون إستياءهم نجد فى الجانب المقابل من يصف هذا الإنزعاج بالتمرد وأنه يثير الفتنة الطائفية وأن الأقباط يرغبون فى زعزعة الأمن ولا ينظر هؤلاء الى أصل المشكلة وهو التحرشات المتلاحقة بالأقباط . قامت الثورة واشترك الأقباط فيها بالرغم من تحزيرات الكنيسة واستشهدوا وسالت دماؤهم ومع ذلك نجد من يخرج علينا وينكر عليهم هذا أيضا . الأقباط الذين حرقت وهدمت كنائسهم ولم يردوا بمثل هذه الأفعال . وكانت كل طلباتهم الأمان وتطبيق القانون ، كل هذه السعادة التى يحياها الأقباط فى احتضان من التيارات الإسلامية لهم ووصفهم بالكفر وأن ليس لهم حق فى الترشح لمنصب رئاسة الجمهورية ومن يتجاوز هذا الى ضرورة فرض الجزية على الأقباط ، ويأتينا الرجل المقدام بالخبر اليقين عندما يقول أن الكنائس ممتلئة بالأسلحة ويعرج لينكر كل هذا عندما ينوى الترشح لرئاسة الجمهورية ظناً منه أنه يستطيع أن يضحك على الأقباط السعداء ويأخذ أصواتهم وهو يبشرهم بأنه سيملأ الدنيا كنائس فى إعتراف منه أن عدد الكنائس فى مصر لا يكفى عدد الاقباط وهو الذى قال قبلا أنهم يريدون تحويل مصر الى لبنان وعدد الكنائس يتفوق على عدد المساجد فى مصر . هنا يجدر السؤال لماذا لا ينتخب الأقباط العوا والأسلاميين ؟ قد ينتخب القبطى مسلم فهو أمر عادى وطبيعى ولكن هذا المسلم يتميز بالإعتدال ولكنه لا ولن ينتخب التيارات الاسلامية التى تتاجر بالدين وتجمل نفسها حين تضم بين جنبات أحزابها عدد من المتسلقين من الشخصيات القبطية ، الأقباط لا يرغبون فى الحكم أو فى المناصب ولكن يريدون من يحكمهم يكون رجل يتميز بالعدل لا يحيد ولا يميل عن حقوق الانسان وحريته ولا يميل لبنى دينه كما يفعل هؤلاء . هل يمكن لقبطى أن ينتخب من تثار حولهم الشبهات فى اشعال فتنة امبابة وغيرها واحراق الكنائس وقتل العشرات من الأبرياء ؟ هل يمكن أن يعقل أن يعطى القبطى صوته لمن هو السبب فى كل هذه الفتن حتى الآن عندما أطلق شائعته المغرضة بوجود أسلحة فى الكنائس ؟ لو أغمضت عينيك لمدة دقيقة وتخيلت أن العوا هو رئيس الجمهورية ماذا تتوقع أن ترى فى ظلام رؤيتك الدامس إنك لن ترى الا أشباح وخيالات سوداء لا وجود للنور فيها ، ماذا سيقدم هؤلاء للأقباط وهم دائما يذكرونا بأننا أهل ذمتهم أى أننا مواطنين من الدرجة الثالثة . سيقدمون لنا ما يجول بخواطرهم المريضة كل جهل وتخلف ومرض لأنهم لا يملكون شيئا ولو كانوا يمتلكون رؤية ما كفروا الآخر . الأقباط لا يعنيهم أن يصير كل الشعب متدين فهو أمر حميد لكن لا ينقلب هذا التدين من فعل الخير الى مهاجمة الأقباط فى كل كبيرة وصغيرة . لا لفتح الكنائس المغلقة ، لا لتجديد الكنائس المتهدمة ، لا لبناء كنائس جديدة . وكأنهم يدفعون من أموالهم لبناء هذه الكنائس ، وهم الذين يجوبون الشوارع ووسائل المواصلات فاتحين صناديقهم بحجة ( تبرعوا لبناء مسجد ) . فتيات فى عمر الزهور لا يعرف اهلهم عنهم شىء ثم يفاجأ الجميع بخروج هذه الفتيات فى أحد الفيديوهات المفبركة لكى تشهر اسلامها , فتاة فى عمر السادسة عشر تغير دينها وماذا تفهم وتعى هذه الطفلة فى الأديان لكى تختار بينهم وهو ما يجرمه القانون ـ اذا كان مفعلا ـ ، وأصبح مسلسل بغيض وكأن هذه المسلسل بدأت حلقاته بعد الثورة ولم يكن له ممثلين قبل الثورة أو هم مختبئين تحت الأرض ، وكأن من يفعل ذلك هم الفتيات الصغيرات فقط أما الرجال فلا . الاقباط يعرفون نية هؤلاء ومهما تخفوا حول وعود كاذبة فهم كالكتاب المكشوف بالنسبة للجميع ، لكن الأقباط وهم يسلكون مسلك العاقل فى معالجة الأمور يسايرون هؤلاء حفاظا على الوطن من الانجراف الى فخ الطائفية البغيضة . ويضعون ايديهم فى يد أخوتهم المسلمين الأفاضل الذين يعرفون مدى الوحدة والمواطنة الذين يقدرون قيمة الأخوة بعيدا عن تضليلات هؤلاء ، ليعبروا بالوطن الى بر الأمان وينتشلوا سفينته من بحر الظلمات .فهل من الممكن أن ينتخب الأقباط أمثال هؤلاء وكلا يعرف مدى تأثير أصوات الأقباط وخاصة فى انتخابات نزيهة محترمة لا تلعب على أوتار الدين . أعتقد أن هذا السؤال يحتاج الى كثير من التعديلات فى منهج هذه التيارات وهذه الشخصيات وليس بالكلام ولكن على الأرض حتى يصلوا الى عقول وقلوب الأقباط .
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :