تطويب البابا يوحنا بولس الثاني.......(7)
بقلم : د. ممدوح حليم
دوره في انهيار الكتلة الشرقية الشيوعية:
يجمع المراقبون على أن فكاك دول وسط وشرق أوربا من قبضة الأحزاب الشيوعية الحاكمة، والذي انتهى بتفتيت الاتحاد السوفيتي نفسه، كان بتعاون وثيق ما بين الرئيس الأمريكي رونالد ريجان ( كاثوليكي) ومارجريت تاتشر رئيسة وزراء بريطانيا آنذاك والبابا يوحنا بولس الثاني بابا الفاتيكان.
لقد أدركت الولايات المتحدة الأمريكية أن هناك قوة عظمى ثالثة غيرها وغير الاتحاد السوفيتي والكتلة التابعة له. هذه القوة هي الفاتيكان بما يمثله من قوة روحية وكثرة أتباعه البالغ عددهم نحو مليار نسمة (آنذاك) منتشرين في كافة أنحاء العالم.
كانت بولندا هي نقطة الانطلاق، وهي ذات أغلبية كاثوليكية، وهوذا البابا بولندي منهم، إنه يعرف معاناتهم وطموحاتهم. لقد نشأت حركة التضامن العمالية هناك بتشجيع من البابا و بدعم من وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية C I A .
كان البابا بطل وملهم وحامي حركة التضامن، ولولا مجهودات الكنيسة في بولندا ما حدث تطور في حركة المقاومة البولندية. وكانت هيئات أمريكية تمول.
في 2 يونيو 1979، قام البابا بأول زياراته لبولندا، وكانت أول زيارة يقوم بها بابا لبلد شيوعي أوربي، وما أن وصل البابا أرض المطار حتى أخذت أجراس الكنائس تدق بقوة في كافة أنحاء بولندا، ركع البابا وقبل أرض المطار. أقيم قداس في ميدان كبير في العاصمة وارسو حضره نحو 300 ألف بولندي، في العظة قال البابا:
" إلى بولندا أحضرت الكنيسة المسيح، فهو الذي يرشدنا لتفهم الحقيقة العظمى والجوهرية ألا وهي الإنسان.. لا يمكن استبعاد المسيح من تاريخ البشرية في أي بقعة من العالم، لأن استبعاده من تاريخ البشرية هو خطية ضد البشرية".
واستطرد قائلا بصوت عال: " سيظل يسوع المسيح كتابا مفتوحا ً للأبد من أجل الإنسان، من أجل كرامته، ومن أجل حقوقه. وفي نفس الوقت سيظل كتابا يعلمنا الكرامة وحقوق الأمة. في هذا اليوم أطلب معكم جميعا أن يظل المسيح كتاب الحياة المفتوح من أجل المستقبل ومن أجل بولندا الغد".
ألهبت هذه الكلمات الجموع الغفيرة الحاضرة للقداس، وأخذوا يهتفون لنحو 10 دقائق متصلة بصوت تهتز له الجبال أناشيد الانتصار والتصميم قائلين: " المسيح ينتصر، المسيح يملك، المسيح يحكم".
أدرك القادة السوفيت خطورة الموقف، وكانت تقارير الاستخبارات الروسية KGB قد حذرت من عواقب هذه الزيارة، لاسيما وأن البابا كان يختتم عظاته هناك دائما بالقول: " فليحل علينا الروح القدس، فليجدد الله وجه الأرض"، الأمر الذي فسره قادة الكرملين على أنه دعوة للثورة على الأنظمة الشيوعية.
وفيما بعد حضر للفاتيكان وليم كيزي (كاثوليكي)مدير الاستخبارات الأمريكية ومعه صور لهذا القداس التقطتها أقمار التجسس الأمريكية، ولم تكن هذه الزيارة سوى البداية للقاءات تالية متعددة – تضمنت لقاء البابا بريجان في الفاتيكان- وذلك لتعميق تحالف بين الفاتيكان والولايات المتحدة أحدث تغييرا دراماتيكيا في منظومة الحكم في وسط وشرق أوربا ، أدى إلى انهيار الكتلة الشرقية الشيوعية و حلف وارسو وسور برلين وانتهاء الاتحاد السوفيتي والحرب الباردة.
( انتهت الحلقة الأخيرة)
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :