الأقباط متحدون | الحماية الإلهية ودور الإنسان؟
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٢٢:٣٦ | الاثنين ٢٧ يونيو ٢٠١١ | ٢٠ بؤونة ١٧٢٧ ش | العدد ٢٤٣٧ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

الحماية الإلهية ودور الإنسان؟

الاثنين ٢٧ يونيو ٢٠١١ - ٠٨: ٠١ م +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم منير بشاى

فى تعليق على مقالى السابق بعنوان ”الحماية الدولية حق يفهم به باطل” كتب أحدهم مستنكرا: "وهل تغفل عنا العناية الالهية حتى نطالب بالحماية الدولية؟" وقبل أن أتعرض للرد بالتفصيل على السؤال أقول كرد سريع للقارىء: إن العناية الالهية لا ولن تغفل عنا فنحن دائما فى حماية الله، ولكن هذا لا يلغى دور الانسان لأن لله غالبا ما يستخدم البشر لتنفيذ مخططاته.
الفكاهات عن الصعايدة ووصفهم بالسذاجة تملأ صفحات الانترنت. ومع انى صعيدى أبا عن جد ولكن تصلنى هذه الفكاهات وأضحك عليها. ولا أظن ان هذه الفكاهات تمثل الحقيقة ولكنها وسيلة للفرفشة البريئة. ولا أستبعد ان يكون من ألف الكثير من هذه الفكاهات هم الصعايدة أنفسهم فقمة الثقة بالنفس ان تضحك على نفسك. ومن هذه الفكاهات ما قيل عن ذلك الصعيدى الذى استمر يدعو الله لمدى سنوات ان يرزقه بولد ولكن الله لم يستجيب له الدعاء. وفى النهاية نزل للرجل ملاك من السما يقول له: فى عرضك ..إعمل معروف..روح اتجوز الأول!!
هذه الفكاهة البسيطة تحمل معنى عميقا وهو انه مع ان الله هو الرازق والمانح للخيرات ولكن الانسان يجب عليه ان يقوم بدوره أولا. وفى حالة هذا الصعيدى ان الله فعلا هو الرازق للبنون ولكن الله لا يرسل البنون للانسان فى طرد بريدى ولكن عن طريق العلاقة الزوجية المشروعة التى رسمها الله. وفى النهاية إنه الله الذى يعمل والفضل كله يعود اليه.
أما فكر القائلين اننا يجب أن نترك الامر كله لله ونقف مكتوفى الأيادى لا نفعل شيئا وننتظر من الله ان يقوم بمعجزة ويتمم العمل كله فهو فكر مغلوط. وهو فكر يتماشى مع تكاسل الانسان وعدم استعداده أن يقوم بواجبه. و قد يكون ناتجا عن خوف الانسان من تبعات عمله فيلجأ للتظاهر بالتقوى المقنعة بينما هو فى الحقيقة هارب من المسئولية.
اصرار الله ان يقوم الانسان بدوره يتمشى مع ارادته من ناحية الأنسان. لقد خلق الله الإنسان كائنا حرا يختار طريقه بارادته ويتحمل تبعات اختياراته. والله لم يجبر الانسان يوما على شىء أو يفرض ارادته عليه ولكنه كان ينتظر حتى يعلن الانسان عن رغبته أولا ثم بعد ذلك يأتى دور الله. وقد رأينا هذا عندما سأل السيد المسيح المريض المطروح على بركة بيت حسدا "أتريد أن تبرأ؟" (يوحنا 5: 1-9) قبل ان يشفيه. كان الرجل ملقي على البركة لمدة 38 سنة فى انتظار ان ينزل ملاك ليحرك الماء فمن ينزل أولا كان يشفى. وكان انتظاره هو اعلان منه انه كان مستعدا ان يعمل ما هو مطلوب منه. ولكن لأن الرجل لم يكن فى امكانه أن يقفز الى الماء ولم يجد من يقوم بهذا العمل له فلذلك تدخل الرب يسوع وشفاه . ولم يفعل يسوع نفس الشىء مع الآخرين لأنهم كانوا يستطيعون القيام بالعمل.. ولذلك فان قول الله لشعبه "الرب يدافع عنكم وانتم تصمتون" خروج 14: 14 انما يصدق فقط فى حالة عجز الانسان عن القيام بشىء. أما من يستطيع القيام بشىء فعليه ان يقوم به أولا .وهناك أمثلة كثيرة توضح هذه الحقيقة.

الله يشبع الآلاف ولكن على الناس تقديم الخمسة ألارغفة والسمكتين
كانت الجموع تتبع السيد المسيح أينما ذهب. وفى ذات مرة تبعته الجموع الى مكان نائى. وبدأ النهار يميل وظلمة الليل تغطى الكون. ولم يفكر أحد من الجموع الشاخصة الى السيد المسيح والمرهفة الاسماع لما يقوله أنهم لم يأكلوا شيئا. وبدأ القلق يظهر على التلاميذ الذين طلبوا من السيد المسيح أن يصرف الجماهير ليذهبوا الى القرى المحيطة ليشتروا طعاما . ولكن فوجئوا بقول المسيح "لا حاجة لهم أن يمضوا اعطوهم انتم ليأكلوا" ونظروا الى ما حولهم فلم يجدوا غير خمسة خبزات وسمكتين فماذا تفعل هذه للآلاف من الناس. كما لم يكن معهم من المال ما يكفى لشراء الطعام للجموع. قال لهم المسيح "إئتونى بالارغفة والسمكتين" وباركهم واشبع بهم الجموع وتبقى اثنتى عشرة قفة. وكان الرب يسوع فى امكانه أن يشبع الحموع دون حاجة الى الخبزات والسمكتين ولكنه قصد ان يعلمنا درسا ان نقدم ما عندنا أولا وهو يقوم بالباقى. (متى 14)

الله يقيم لعازر من الموت ولكن على الناس ان يرفعوا الحجر
مرض لعازر ثم مات بينما كان المسيح فى فى مكان آخر. وعندما وصل كان قد مر على لعازر أربعة أيام فى القبر. قالت أختى لعزر للمسيح فى أسى: "لو كنت ها هنا لم يمت لعازر" كانتا تظنان ان قوة المسيح قاصرة فقط على الشفاء من المرض ولا تصل الى الاقامة من الموت. وكان قصد االمسيح أن يريهم انه قادر على كل شىء. وطلب المسيح من الناس أن يرفعوا الحجرثم صلى وصرخ قائلا "لعازر هلم خارجا" فقام لعازر فى الحال من الأموات. (يوحنا 11) والسؤال الذى يفرض نفسه : الم يكن فى مقدرة المسيح الذى أمر الميت فقام من الموت أن يأمر الحجر فيتزحزح من مكانه؟ نعم كان بستطيع. ولكنه أراد من البشر أن يعملوا ما فى طاقتهم أولا وهو يعمل ما تبقى.

الله ينقذ السفينة من الغرق ولكن على النوتية ان لا يهربوا
كان الرسول بولس فى رحلة من رحلاته فى البحر. وهاجت على السفينة الزوابع الشديدة فتحطمت وتعرضت للغرق مع كل ركابها. ووقف الرب ببولس قائلا له ان لا يخاف لأن الله سينقذه من الموت حتى يستطيع أن يقف أمام قيصر. ووعده أنه أيضا قد وهبه أنفس جميع المسافرين معه (اعمال 27). بعد ذلك لاحظ بولس ان النوتية (البحارة) يحاولون أن يقوموا بخديعة ويهربوا. فقال بولس لقائد المئة والعسكر "ان لم يبق النوتية فى السفينة فانتم لا تقدرون أن تنجوا". وفعلا بقى النوتية ونجا الكل. ولكن السؤال: اذا كان الله قد وعد بولس ان الجميع سينجوا ألم يكن فى هذا ما يكفى لتتميم النجاة سواء هرب النوتية أم لم يهربوا؟ الجواب واضح ان البشر مسئولون ان يقوموا بدورهم قبل أن ينتظروا من الله أن يقوم بالعمل.
خلاصة القول أن أعمال الله ومشاركة الانسان دائما يسيران جنبا الى جنب. هذه هى طريقة الله ان يعمل من خلال البشر اذا كان البشر قادرا على المشاركة. وهو امتياز عظيم لنا كبشر أن نشارك الله فى أعماله. وفى نفس الوقت هو اختبار لصدق ايماننا واثبات أن لنا فكر الله. فابناء الله يتكلمون بكلام الله ويفكرون بفكر الله ويعملون أعمال الله. أما أبناء ابليس فيعملون أعمال أبيهم "وبهذا أولاد الله ظاهرون وأولاد ابليس" 1 يوحنا 3 : 10




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :