الأقباط متحدون | النور الذي لن يخبو
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٤:٠٣ | الثلاثاء ٢٨ يونيو ٢٠١١ | ٢١ بؤونة ١٧٢٧ ش | العدد ٢٤٣٨ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

النور الذي لن يخبو

الثلاثاء ٢٨ يونيو ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: لطيف شاكر

تقول الدكتورة الرائعة ايزيس المصري في كتابها الاول من مجموعتها التسعة في الصفحة 16 الاتي:
في فجر الخليقة عندما سقط ادم وحواء في هاوية العصيان بغواية الحية حكمت عليهما عدالة الله بالنفي الي ارض الشقاء بينما حتمت عليه محبته ان يفتديهما وذريتهما بالدماء الذكية التي للابن الازلي .
ومن ثم وعد بان يرسل من نسل المرأة من يخلص بني البشر ويعود بهم الي حالتهم الاولي من القداسة وهكذا تم الوعد بمجئ المخلص بين الله والناس .
ولما كان الوعد الالهي قد تعاهد به الخالق مع ابي البرية فقد ظل الوعد كامنا في اعماق النفس البشرية يملأ اللاشعور عند الناس في كافة انحاء العالم .ولهذا السبب بعينه نقرأ عن المسيا (المخلص) المنتظرفي كل الكتب الروحية المنبعثة من قلوب الحكماء والفهماء علي اختلاف اجناسهم وتبعا للعصور التي عاشوا فيها(فجر الضمير لهنري بريستد).
وظل صدي انتظار المخلص يرن رنينا عاليا او خافتا وسط جميع الشعوب تبعا لحساسيتهم الروحية وتجاوبهم اللانهائي ....وهذا الادراك المبهم الغائص في اعماق اللاشعورعند معظم الشعوب كان واضحا محدد المعالم لدي المصريين وسري بريق من نورهم خلال التعاليم العبرية فتألف معها وتكون وهج ساطع انار السبيل للسمو امام الانسانية بأسرها .ومن الامثلة الناطقة بهذه الحقيقة الاية القائلة(ولكم ايها المتقون اسمي تشرق شمس البر والشفاء في اجنحتها)ملا 2:4 فكل مطلع علي التاريخ يعرف ان الشمس ذات الاجنحة صورة ابتكرها الخيال المصري في تعبيره عن القوي غير المنظورة .
واذا مااستنرنا بهذا الوهج وجدنا علي الرغم من ان الشعب المصري كان يتعبد لالهة والهات لاعدد لها فان الكهنة والحكماء من بينه كانوا يعلمون علم اليقين ان الله واحد, فاعترفوا به في جميع مؤلفاتهم الروحية, كذلك اعلنوا عن املهم في مجئ المسيا المنتظر وآمنوا بثالوث الهي ايمانا جعل المستشرق الفرنسي اميلينو يقول بأن روح الله القدوس في دستور الايمان المسيحي انما يقوم مقام "الالهة الأم" في علم اللاهوت المصري (يقول اميلينو:نجد في كتب مصر المقدسة الاعتراف بالخطية الاصلية والوعد بالاله المخلص وتجديد البشرية)
وفوق هذا فقد تعبد المصريون للام ايزيس وهي ترضع طفلها حورس وهذا الايمان سطع علي قلوبهم فمكنهم من اي يلمحوا قبسا من نور المسيحية قبل انبثاقه .وظل المصريون امناء علي تعاليمهم هذه فتطلعوا علي ضوئها نحو النور الحقيقي ,فلما تحققت النبوات وانبثق النور الذي يضئ لكل انسان آت الي العالم امتلأت قلوب بني مصر غبطة وحبورا واقبلوا علي التعاليم التي طالما ترقبوها واستساغوها لانهم وجدوها ملائمة لنزعتهم الروحانية (انتهي الاقتباس)
لعلني اكون قد ادركت الغرض من فكر العالمة الجليلة د. ايريس حبيب المصري من واقع كتابها ويأتي هذا من باب الرد علي زميلي المعترض علي الحلقة ببرنامج مصر التي لانعرفها بعنوان الجذور المصرية في العقائد الدينية والذي يقول سيادته ( ولا أوافق ان يقال ان الجذور المصرية أصل العقائد الدينية وخصوصا قولك انها الأصل وهذا الغاء لعمل الوحي الالهي)
وارجو ان يدقق القارئ الكريم في عنوان الحلقة ومنشورة حاليا في اليوتب الخاص وفي موقع قناة الكرمة وان العنوان لم يقل الجذور المصرية اصل الديانة وهذا تأويل واضح لصحيح العنوان بل كان الجذور المصرية في العقائد الدينية .
وعندما استشهد زميلي الطاعن في ماجاء بالحلقة عن الجذور المصرية واستشهد بانه (لأنني ارد علي هذه ألأفكار منذ كتبت استاذتي ايريس المصري كتابها لماذا نسينا ) مما دفعني الي اعادة قراءة ماكتبته العالمة الجليلة الذي يؤيد كلام استاذنا العالم الدكتور وسيم السيسي.
وفي معرض العظات التي القاها قداسة البابا الانبا شنودة والرد علي سؤال عن المراجع التاريخية فقد اشار بل اوصي قراءة كتب د.ايريس المصري بعد ان ذكر كتاب تاريخ المسيحية الشرقية للعلامة القبطي عزيز سوريال مشرقي واظن ان بعض الكتاب قد اشار واشاد بعظمة وروعة هذا الرجل العظيم الذي شغل اماكن كثيرة في جامعات مصر وامريكا.
فماذا قال هذا العالم العظيم:في ترجمة لكتابه المرجعي بعنوان تاريخ المسيحية الشرقية اصدار مكتبة المحبة ترجمة ارشيدياكون د.ميخائيل مكسي صفحة 12و13 يقول:
يميل المصري منذ اقدم العصور الي التدين بحكم طبيعته وتربيته وقد امتد ذلك الي العصرين المسيحي والاسلامي والي الان .وقد وجد تشابه بين العقائد القديمة والحديثة مما ساعد انتشار تعاليم السيد المسيح في مصر.
فاولا فكرة الاله الواحد لم تكن بعيدة عن ذهن المصري الذي عاش ثورة التوحيد التني قادها الملك اخناتون في الاسرة ال18 ومع انها كانت حادثة قديمة لكنها كانت مرحلة هامة في الفكر الديني المصري .
كما كان لاهوت وناسوت المسيح معادلا لاوزوريس الذي كان الها وانسانا وفي الواقع كان كل الفراعنة بشرا متألهين.
واما مبدأ التثليث في الايمان الجديد فقد كان له نظيره لدي قدماء المصريين عن طريق الثلاثي اوزوريس وايزيس وحورس وان اسطورة قيامة اوزوريس الخيالية من الموت كانت مشابهة لقيامة السيد المسيح من الامه وقبره الحقيقية .
وكان التصوير القديم لام النور هو اصدق تمثيل لرسم الام ايزيس وهي ترضع طفلها حورس وهو ماساد في الايقونة القبطية القديمة واما قصة البشارة وحلول الروح القدس علي ام النور والميلاد العجزي للمسيح من العذراء مريم فلم تكن امورا جديدة علي العقل المصري اذ ان بقرة بكرا قد نفخ فيها اله الخلق من روحه المقدسة فولدت الاله ابيس
من الامثلة الاخري المعروفة ايضا علي سبيل المثال قصة الفرعون المصري الاخير "حورمحب" الذي جبلت به امه عن طريق روح الاله امون وولد من عذراء كما تقول الاسطورة المصرية .
اما مسألة الحياة بعد الموت التي هي اهم جزء في التعليم المسيحي كانت هي نواة الفكر المصري وهي حقا عامل حيوي في تطور الحضارة المصرية .
واكتفي بهذا القدر لعدم الاطالة واحيل القارئ العزيز الي هذا المؤلف البديع حيث يتكلم في شتي الرموز التي تحققت في السيد المسيح وكأنها توصيفا للموصوف القادم وكما يقول بولس الرسول" الله بعد ماكلم الاباء بالانبياء قديما بانواع وطرق كثيرة كلمنا في هذه الايام الاخيرة في ابنه الذي جعله وارثا لكل شئ الذي به ايضا عمل العالمين" عب 1:1 ويعلمنا الكتاب :فتشوا الكتب ان نفتش الكتب لانكم تظنون ان لكم حياة ابدية وهي التي تشهد للرب يو 13:59 ويقول في رسالته الي اهل رومية: أن معرفة الله ظاهرة عندهم لأن الله أظهرها لهم لأن أموره غير المنظورة ترى منذ خلق العالم مدركة بالمصنوعات قدرته السرمدية ولاهوته رو19:1
ويقول بولس الرسول مع انه لم يترك نفسه بلا شاهد اع 17:14
وافضل مثل بشارة بولس الرسول بالسيد المسيح من خلال الاله المجهول (فوقف بولس....بينما كنت مجتازا وانظر الي معبوداتكم وجدت ايضا مذبحا مكتوبا عليه لاله مجهول فالذي تتقونه وانتم تجهلونه هذا انا انادي لكم به)اع 22:17
وكان يوجد في مصر اضافة الي المصريين اجناس اخري كاليهود واليونانيين والرومان ولم يؤمن بالسيد المسيح في ذلك الحين سوي المصريين وذلك لتحقيق الرموز القديمة عندهم مع المرموز الحقيقي وتطبيق النبوات والعلامات في شخص السيد المسيح..
وللسيد الطاعن ولكم جميعا وافر محبتي واحترامي




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :