الأقباط بيشتغلونا
بقلم: فادي يوسف
ياعم دول الأقباط بيشغلونا... الجملة دى سمعتها كتير قوى الفترة اللي فاتت؛ مرة في مترو، ومرة في شارع، ومرة في الفضائيات، وأخيرًا سمعتها من يومين في مؤتمر بين اتنين المفترض إنهم ممثلين أحزاب سياسية، بس المرة دي بالذات قولت أفهم، وسألتهم يعني إيه الأقباط بيشتغلوكم؟ رد واحد وقالي الأقباط بيعملوه كنايس عشان يحطو فيها أسلحة وبيعملو أديرة عشان يحطوه فيها أسود والهيكل بتاعهم ده بيت سحر والقسيس ده بيبوسو إيده عشان يديهم فلوس وبيخطفو بناتهم ويقوله إحنا اللي خطفنهم و .....و ..... و.
ودول كوم وبتوع المهجر كوم تاني، دول بقى عاوزين يولعوها نار وبيعملو هما الفتن دي عشان يدخلو الأجانب مصر وهما اللي بيحرقو في الكنايس وبيقتلو في الأقباط بتوع مصر، عشان يطلعو ويقولو عاوزين أمريكا تخش وخد من د كتير.
لا يا سادة الأقباط مش بيشتغلو حد الأقباط في معاناة وقمع بيسمي في اللغة العربية بمصطلح الاضطهاد، الكلمة اللي بيحاول كتير يخفيها عن الحقيقة والحقيقة اللي كتير بيحاول يدفنها في القبور، والقبور اللي كتير منها لسه مفتوح عشان يضم شهداء أقباط لسه بيعانو من الاضطهاد.
معادلة صعبة إنك تكتشف إن غيرك مش بس مش حاسس بيك وبمعاناتك، لكن معتقد إنك بتمثل أو بتشتغلو والأغرب كمان إنه بيعتقد إن الأقباط في نعيم ومميزين عن باقي المصريين!!! عنا يا عبد المعين.
بس فك ألغاز المعادلة دي سهل وبسيط لكن مين المفترض يحل المعادلة؟
المعادلة حلها في التوعية عن كل طرف ومن كل طرف من خلال كل قنوات، وطرق التوعية بس هى مسؤلية مين يا ترى؟؟!!
هل هي وزارة التربية والتعليم، لأنها مسؤلة عن تربية النشأ وتعليمه مبادئ وأصول كل ديانة، وتوضح للتلميذ أن الاخر ده شريك في الوطن مش ذمي، ولا درجة تانية وتعرفو تعاليم الآخر ده لأنها تعاليم سماوية سامية لا تخدش حياة البشر ولا تساهم في إرهاب العالم، وتعلم الطالب من صغره ازاي يقعد جنب زميله في الفصل، بصرف النظر ديانته إيه وميطلعش مدرس بعصايا ويقول المسيحيين يطلو بره دى حصة دين !!!
ولا هي مسئولية إعلام بيقدم قماشة واحدة من المجتمع، وناسي أو يتناسى باقي النسيج وكل مواضيعه وبرامجه عن طرف واحد، والطرف الآخر لا مصرح ولا مسموح له ببرنامج واحد للعامة، وكأنه بيقدم كفر والإلحاد، أعوز بالله.
أنا يوم الجمعة لما بفكر أفتح التيلفزيون بمسك سبحة وأعد بيها البرامج الدينية الإسلامية، ده غير الأيام العادية، وبمسك سبحة تانية يومين في السنة، يوم عيد الميلاد ويوم عيد القيامة، بس هما 3 حبيات بالعدد اللي بعدهم.
ومحتوى البرامج مشكلة أكبر من عددها، وعدم توازنها مع أي برامج أخرى أو حتى تقديم برنامج واحد يومي أو أسبوعي عن الآخر، ده اللي محدش يعرف عنه حاجة وفاكرينه بيشتغلهم، فالمحتوى فيه كم من الهجوم والتكفير في الآخر، والابتعاد عن أي شيء يخصه لأنه محرف كما ذكر فضيلة مفتي الديار المصرية على الفضائيات المصرية.
وفي مشكلة أكبر وهي الإعلام المجهول زي الإنترنت، ونشر أي إشاعة وتصديقها ويتعمل عليها مليون لايك، بدون حتى التأكد منها أو مراجعتها منطقيًا أو فكريًا ،وكأن بقت من المسلمات إن الكنايس فيها أسلحة وبتخطف وبتحتجز الناس. طيب ازاي وفين ومين اللي بيفكر كده؟ ومين أصلا اللي بيسمح بكده؟ ولو فرضًا قولنا آمين. فين الحاجات دي لما بيهاجمو الكنائيس أو يحرقوها زي ما حصل قريب في صول وإمبابة؟
وكمان الأزهر والكنيسة مسئولين إن أي إشاعة تطلع لازم تتقابل بحزم واستنكار، مش نقول خلي اللي يقول يقول. لا دي بقت سياسة خاطئة ومضرة للكل وبتساعد أكتر إن أي حد بنشر أكاذيب مدام محدش بيتصدر ليها وبعتبروها هيافات زي موضوع دولة أسيوط.
الإشاعات سهل انتشارها وسهل جد الاقتناع بيها، مدام في باب مفتوح للكراهية أو بث الفتن بين النفوس، أو الأهم عدم المعرفة عن الآخر شيء وتحريم من يعرف شيء وممكن توصل لأعلى الدرجات، زي ماحصل مع رئيس جمهورية مصر العربية السابق "أنور السادات"، وقال كلام غير منطقي بالمرة إن الأقباط عاوزين يكونوه دولة داخل دولة، والبابا شنودة يكون الرئيس بتاعها!! وكان رد البابا شنودة منطقي ازاي يحصل ده ونسيب تراثنا وأديرتنا الأثرية في كل مصر؟ ونقعد في أسيوط؟ وكان رده حيكم لما قال أمن الاقباط وسط أخوتهم المسلمين.
وثقافة الشارع دي لوحدها من أخطر أنواع الإشاعات، لأنه كفاية إن واحد وهو ماشي يتقال عنه كافر ولا ملحد ولا يهودي، زي ما عملو مع مذيعة التحرير "ماريان عبده" وزي ما بيعاني أي قبطي يمشي في الشارع دلوقتي، ويتقال عنه عضمة زرقة وكوفتس.
وكل ده وغيره ليه؟ عشان مفيش طريقة تواصل افكار وتوعية وحقائق من كل طرف للتاني. وبقى سهل تطلع إشاعة والكل يصدقها.
احنا فعلا محتاجين رؤية واضحة للتواصل ويكون في توعيات لكل دين والدين الآخر، عشان لما حد يطلع يقول الأقباط بيمارسو السحر جوه الكنايس نقول لا مش صح. والقداسات والصلوات اللي بتشوفها مفيهاش الكلام ده.
ولما يطلع يقول الأقباط بيشيلو أسلحة نقول لا واتفضلو كزوار شرفونا. ونكتة الأسود دي ملهاش صوت، ملهاش مكان، وهل يعقل نحطهم في كنائيس ولا الأحسن حديقة الحيوان!!!
كل جهة وكل مسئول، وكمان كل فرد في المجتمع عليه حفاظًا على البلد الغالية، والأم مصر، إنه يتصدى لأي اشتغالة، أو مسماها الحقيقي إشاعة ضد الآخر. لأن يا سادة يا عظام الأقباط مش بيشتغلو حد إنهم مضطهدين، لأنهم فعلًا مضطهدين، والأقباط مش بيشتغلو حد إنهم بيحبسو حد لأن الكنيسة مش سجن. والأقباط مش بيشتغلو حد إنهم عندهم أسلحة لأنهم مبيعرفوش يمسكو أسلحة أو حتى ليهم مكان يخزنو فيه. ولو فُرض ليه الأمن ممسكش أي أحراز أو أسلحة جوه الكنايس؟ وليه أساسًا رغم كم الاعتداءات على الكنايس مطلعش منها رصاصة واحدة؟ والأقباط مش بيشتغلو حد إنهم بيمارسو أي سحر أو شعوذة، ولا حتى مسمى الدجالين ده عندهم، والأقباط مش بيشتغلو حد إنهم بيطلبو أي حماية دولية لثقتهم أولًا في الحماية الإلهية، ثم حماية أخوتهم في الوطن المصريين المعتدلين اللي عمرهم ما قالو إن الأقباط بيشتغلونا.
المنسق الإعلامي لاتحاد شباب ماسبيرو
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :