لو غفلـنا لحظة ... هيبلعونـا في لمحة ..!!
بقلم: نبيل المقدس
ضجيج ... هوس ... إفتراءات ... قتل ... حرق ... ملاحقات ... تزييف مقالات ... إلصاق الإتهامات ... تكفيرات ... دعوات بالموت لكل من هو ضد التحديثات ... تقييد حريات ... سب وقذف علي الفضائيات لكل من خالف مالديهم من معتقدات ... كلام جميل عن الأقليات , لكن بنظرية التقيات ... مليونية اللحيات , والإسراع بتكملتها قبل رمضان والمسلسلات ... النزول بقوتهم إلي الفلاحين والفلاحات , ومعاهم اجندة الثعلب فات فات التى تشير إلي أن كل ما هو ليبرالي آخرته النار والحيّات ... هجوم علي رجل الأعمال الذي لم يتوقف عن خدماته لهم بالذات لمجرد نشر كرتون في موقعه سبق وانه نُشر في مواقع أخري بالعشرات ... ونسوا أنهم هم بالذات زحفوا بدل المرة عدة مرات إلي كاتدرائية العباسية للسب العلني لأكبر رموز المعتقدات , ودهس وحرق صوره بأقدام ذوي "الميني جيبات" ... اشخاص من جميع الطوائف تخرج كل يوم في الميديا لكي تبرأ نفسها من النظام الذي فات ... وفي المقابل نجد اشخاص تلقي الإتهامات علي الآخرين بمدي علاقاتهم بسابق الرئيسات ... اخبار مملوءة بلاوي قبل ما نذهب إلي النوم وتستيقظ معنا في الصباح ... البلطجة ... البورصات المتذبذبة ... والسياحة المضروبة ... معارك بين بعض المتظاهرين والشرطة في ميدان التحرير , وتكرار ماحدث ايام قيام الثورة ... فوضي ... خراب .....إلخ
هذا ما يحدث الآن ليس فقط علي المسرح السياسي فحسب , بل ايضا علي جميع مسارح الحياة في وطننا مصر. شكل مصر البديع تغيّر من بعد يوم 28 يناير ... روح مصر التي ساد بين شعبها فاضت وخرجت بعد 28 يناير ... قلنا ربما تكون هوجة وهتمشي ... "المهم ان المسيحي والمسلم يد واحدة" .. أخذتنا النعرة , وتوهمنا اننا قوة كبيرة , ووضعنا في حسباننا أن اللعب علي كلمة المواطنة هي أضمن الألعاب جاذبية للشعب المصري ... تناسينا , أن اغلب الشعب المصري متدين بالفطرة , والقليل متدين بالعقل والفهم الصحيح لدينه ولمواطنته... وهذا ما حدث وتحقق في إستفتاء 19 مارس ... استغلت القوة التي جاء لها الفرج علي طبق من ذهب وتتقدم إلي هذا الشعب المتدين بالفطرة لكي تستفزه بانه لا جنة إلاّ (بنعم) ... من لحظة ظهور نتيجة الإستفتاء غير الواقعية وقلنا عليكي السلام يامصــــر ..! وفعلا صدق كلامنا .
لا أنكر وعلينا أن نعترف أن اعداد اللحيات قد زادت .. سوف تصل إلي اكثر من مليون لحية .. لكنها لحيات مزيفة .. لحيات نبتت قصرا .. يتباهون بها , لأنها قبل ما تعطى لهم مظهر الورع , أعطتهم مظهر القوة الجنسية , كما افتي أحدي المشايخ في الفضائيات وتناقلتها وكالات الأنباء "العلمية "المحلية والعالمية والمواقع بطريقة لا أرضاها لأنها تجرح الكثيرين من أحبائي المسلمين المعتدلين الذين يعانون مثلي من تصرفاتهم , بإختصار تناولوها بالسخرية والضحك ..!
رأت جماعة "الحرية والعدل" أن هناك ثلاث عوائق عليها أن تتخلص منها لكي تصل إلي مرادها في السيطرة علي البلاد بدون منازع ولا منافس .. هذه العوائق تتمثل في السلفيين والأقباط مع الليبراليين وأخيرا وهو الأهم القوات المسلحة ومعهم الأمن الجديد .. فقد وعد المجلس العسكري جميع شعب مصر بأنه لا مكان لحكم خوميني آخر .. ولا مكان لمرجعيات دينية في الأحزاب وهذا يضر بمنافع الجماعة ... فبدأت جماعة "الحرية والعدل" تحرض السلفيين علي اقباط مصر بإختلاق أكاذيب لكي تبدأ المنازعات بينهما , وفعلا تكاد الآن تنجح في التخلص ليس فقط من الأقباط بل أيضا من السلفيين ... وتكون بهذا العمل الدنيء قامت بضرب عصفورين بحجر واحد. , اما مشكلة الليبراليين المسلمين , فهو أمر سهل عليهم لاقليتهم عدديا بالنسبة لباقي المسلمين غير المثقفين والذي يسهل إنقيادهم وتوجيههم .. فعلا هم في طريقهم إلي النجاح في تحقيق خطتهم ... حتي جاء الدور علي القوات المسلحة متمثلا في المجلس الأعلي للقوات المسلحة للتخلص منهم , بالرغم أن المجلس الأعلي له الفضل العظيم في تحركاتهم الجريئة وتصرفاتهم التي يغلب عليها صفة التعالي .. مما وصل الأمر إلي أن يتجرأ نائب رئيس حزبهم ويصرح " إذا تبني المجلس اعلي للقوات المسلحة " الدستور أولا " فسيعارضونه ... وفي منتهي الجرأة ومن منطلق تواجدهم بطريقة تكفير لكل من يعارضونهم , يكمل هذا النائب قوله موجها كلامه إلي المجلس الأعلي " إنه إذا غيّر في خريطة الطريق التي حددها الإعلان الدستوري سيكونون أول من يقف ضد المجلس الأعلي " .. لهجة فيها تعالي علي اكبر راس في الدولة بعد قيام الثورة .
ظن هذا الحزب أن بحكم اسمه الذي يندرج تحت "الحرية والعدالة" أن إنضمام بعض المسيحيين والذي يصل عددهم حوالي 93 عضوا مسيحيا , وللأسف الشديد أن أغلبهم بل جميعهم ينتمون إلي أعرق الكنائس المصرية ... لا أعرف ما الذي جذبهم في دخولهم إلي هذا الحزب الذي يبدي كل يوم عدائه لمسيحي مصر , وإصرار حزبهم علي منهج هدم وإذلال إخوتهم المسيحيين .. والغريب أن هؤلاء الأعضاء الذين انتموا إلي هذا الحزب لم يعلنوا عن اسمائهم جهرا .. لولا مجهودي الفردي لما تيقنت عن وجود بعض الأسماء من مختلف الطوائف بخلاف د. رفيق حبيب الإنجيلي ... نعم فوضي ومصائب تسقط علي اقباط مصر بجميع طوائفهم.
وآخر الخراب والفوضي ... ما حدث من تظاهرات في ميدان التحرير لا نعرف من هم القائمين بهم ... أهدافها مختلفة ... البعض يقول بسبب عدم الفصل في محاكمات قتلة المتظاهرين .. والبعض الآخر يقول هي ما إلا رد فعل علي ما فعلته قوات الأمن ضد المتظاهرين وشبهوا أعمال هذه القوات بما حدث يوم 25 يناير .. والبعض يقول هو رد فعل علي صدور حكم بحل المجالس المحلية .. والبعض الآخر بسبب عدم تقدير هالي الشهداء جميعهم , وما زلنا لا نعرف الأسباب الرئيسية لهذه التظاهرات وإلقاء الحجارة والتي بدأت من ماسبيرو إلي مسرح البالون إلي وزارة الداخلية إلي ميدان التحرير ... بالإضافة إلي نزول البلطجية واندمجوا مع المتظاهرين واختلطت الأمور ببعضها البعض .
هذا العنف والذي حدث امس الثلاثاء قد تم تحت تخطيط وتدبير لإبطال مليونية 8 يوليو , والذي تطالب بتصحيح وانقاذ الثورة .. وهذا مسار ضد مصالح هذه المجموعة والتي تنسب لنفسها أنها صاحبة " الحرية والعدل " .. كما انها ضد الأمن وأخيرا وهذا امر اكيد ضد القوات المسلحة حامية الديمقراطية والمواطنة .
علينا جميعا كأقباط مع الليبراليين أن نفوق ونستيقظ وأن نعيد حساباتنا مرة أخري .. كل هذه الفوضي هي فوضي خلاقة ومصطنعة لكي نحول إنتباهنا عن اساس الموضوع .. وهو علي الأقل تحديد إطار عام للدستور قبل اتمام العمليات الخاصة لإنتخابات المجالس النيابية .
الآن اسمع من المتظاهرين بمطلبهم بسقوط المشير .. وهذه مؤامرة خطيرة من "الحرية والعدالة" لكي تكمل هدم عائق المجلس العسكري والذي ما يزال مصمما علي ان يصل بمصـــر إلي دولة مدنية متقدمة ... والغريب وجدنا الكثير من التيارات الدينية موجودة بين مجموعات المتظاهرين ..!
فعلا احب انادي واصرخ إلي كل من يريد مصر أن تصبح دولة المواطنة أن لا نغفل لحظة ... علينا أن نقف مع المجلس الأعلي العسكري حامي المواطنة ... و خوفا من ان تبتلع مصـــر في لمحـــــة ......!!!
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :