الى متى يستمرابتزاز الاخوان المسلمين للمجلس العسكرى الحاكم فى مصر؟؟
بقلم: صبحي فؤاد
منذ تولى المجلس العسكرى الحاكم برئاسة المشير محمد طنطاوى مسئولية ادارة شئون البلد وحتى لحظة كتابة هذه السطور لم نجد جماعة على مستوى مصر كلها حققت كل طلباتها ورغباتها واعطت اذانا صاغية لها من قبل قيادات الجيش وكبار المسئولين فى الحكومة اكثر من اى جماعة اخرى من ابناء الشعب المصرى مثل جماعة الاخوان المسلمين رغم انهم رفضوا فى البداية المشاركة فى الثورة ضد النظام السابق. مباشرة عقب سقوط النظام ورحيل مبارك كلف المشير طنطاوى عدد منهم للمشاركة ورئاسة اللجنة الدستورية التى كلفت بادخال تغيرات على الدستور المصرى ثم بعدها تم السماح لهم بعمل حزب سياسى رغم تعارض هذا الامر مع الدستور المصرى وتصريحات قيادات الجيش بانهم لن يسمحوا باحزاب دينية .
وخلاف ذلك فقد كان من الملفت للنظر ان الاخوان المسلمين كان لهم تأثيرا واضحا على قيادات الجيش وخاصة فيما يتعلق باجراء الانتخابات البرلمانية قبل اعداد دستور جديد وفتح الحدود مع غزة ووضع مصر فى موقف "المتكفل" برعاية واطعام مليون ونصف فلسطينى فى غزة واعادة العلاقات مع ايران رغم انها سوف تكون على حساب مصالحنا وعلاقتنا بدول الخليج . ناهيك عن العديد من القرارات التى اتخذت واخرها كان رفض المجلس العسكرى شروط صندوق النقد الدولى لان الاخوان اقترحوا فرض ضريبة زكاة وقدرها 2.5 فى المائة على كل مواطن مسلم فى مصركبديل عن الاقتراض من الخارج !!
ونتيجة لكل هذا التدليل من قبل المجلس العسكرى لجماعة الاخوان المسلمين والرضوخ لمطالبهم الاستفزازية رغم انها تتعارض تماما مع تطلعات ورغبات الغالبية العظمى من المصريين اننا رأينا وسمعنا منذ ايام قليلة عصام العريان وهو واحد من كبار قيادات الاخوان والمتحدث الرسمى باسمهم يهدد ويتوعد قيادات الجيش المصرى بمواجهتهم ومعارضتهم اذا استجابوا لملايين المصريين المطالبين بالدستور اولا وقاموا بتأجيل الانتخابات حتى الانتهاء من اعداد الدستور الجديد.
والمدهش فى الامر ان المجلس العسكرى التزم الصمت حيال هذا التهديد الخطير الذى وجهه لهم عصام العريان رغم انه كان من المفروض الرد بقوة على ما صرح به ومواجهته بحزم ومحاسبته مثلما فعلوا مع بعض الافراد الذين كانت جريمتهم مجرد التعبير عن اراءهم او الخروج فى مظاهرة سلمية .
ان تدليل الاخوان ورضوخ المجلس العسكرى الحاكم فى مصر لابتزازهم اصبح يثير البلبلة والشك فى عقول ونفوس العديد من المصريين وجعل البعض منهم يشك بوجود اتفاق سرى وتفاهمات بين الطرفين بمقتضاها يسلم الجيش الحكم للاخوان. وجعل البعض الاخر يتصور ان الاخوان تغلغلوا داخل الجيش المصرى واصبح لهم رجالهم داخل المجلس العسكرى نفسه وهو امر اشك فيه تماما واجد صعوبة فى تصديقه .
على اى حال اننى اقدر موقف قيادات الجيش من اعطاء الفرصة كاملة لجميع المصريين بما فيهم الاخوان المسلمين للمشاركة السياسية وفى نفس الوقت اتفهم الدوافع والاسباب لتدليهم وتلبية جميع طلباتهم ووضعهم فى المقدمة رغم عدم استحقاقهم ولكن بعد تصريحات عصام العريان وتهديداته الوقحة ضد الجيش اذا استجاب لرغبات الشعب ارى ان الاستمرار فى سياسة ارضاء الاخوان بهدف احتواءهم ادت الى نتائج عكسية وجعلت الاخوان يتصرفون ويتكلمون من منطق قوة او كما لو انهم بالفعل يحكمون البلد ولذلك اعتقد انه على المجلس العسكرى اعادة النظر فى طريقة تعامله معهم والتوقف عن تدليلهم وعدم الرضوخ لتهديداتهم وابتزازهم والتعامل معهم مثلما يتعاملون مع بقية الاحزاب والتجماعات الاخرى الموجودة فى مصر.
ان مصر امانة فى رقاب جميع قيادات الجيش المصرى لايجب عليهم التفريط فيها تحت اى ظرف من الظروف وتسليمها الى الاخوان المسلمين ليفعلوا بها مثلما فعل الطالبان بافغانستان ورجال الدين بايران والشباب بالصومال وحماس فى غزة .
مصر فى حاجة الى من هم افضل واشد حرصا على مصلحتها ومصلحة ابناءها الطيبين ومستقبل اجيالها القادمة من جماعة الاخوان المسلمين وهوما نامل ان تكون نفس وجة نظر قيادات المجلس العسكرى الحاكم حاليا فى مصر .
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :