إعلان "أمريكا" الحوار مع "الإخوان" يثير الغضب بين القوى الليبرالية
* "إسحق حنا": سعي "أمريكا" للحوار مع الجماعة إهانة للمجلس العسكري.
* القس "رفعت فكري": الجماعة تمارس التمييز وليس لها صفة للحوار مع "الولايات المتحدة".
* د. "نبيل عبد الفتاح": "أمريكا" تسعى للحوار مع "الإخوان" لأنها تعلم أن الجماعة لديها "أذرع فى الوطن العربي".
* راعي الكنيسة الإنجيلية بـ"شبرا": لو كانت "أمريكا" جادة في معالجة قضايا الأقليات والمرأة لتحاورت بالطرق الشرعية.
كتب: هاني سمير
تسبَّب ما أعلنه مسئول أمريكي رفيع المستوى لوكالة "رويترز"، أن "الولايات المتحدة" قرَّرت استئناف الإتصالات الرسمية مع جماعة الإخوان المسلمين في "مصر"، وما صرَّحت به "هيلارى كلينتون"- وزيرة الخارجية الأمريكية- بأن تلك الإتصالات ستكون محدودة وتتناول حقوق الأقليات والمرأة- ردود أفعال غاضبة في الأوساط الليبرالية الداعية لتأسيس دولة مدنية، واصفةً الجماعة بأنها "تمارس التمييز ضد الأقليات".
طرق شرعية للحوار
بدايةً، طالب القس "رفعت فكري"- راعي الكنيسة الإنجيلية بـ"أرض الشريف" بـ"شبرا"- بأن تسلك "أمريكا" الطرق الشرعية للحوار مع "مصر"، من خلال المجلس الأعلى للقوات المسلحة ومجلس الوزراء. وقال: "لو أرادت أمريكا الحوار مع مصر لابد لها من الحوار بالطريقة الرسمية"، مشيرًا إلى أن جماعة الإخوان ليس لها صفة، بل إنها جماعة لها مرجعية إسلامية ضد المرأة والأقباط وتمارس التمييز، ولو كانت الحكومة الأمريكية جادة في معالجة قضايا الأقليات والمرأة لتحدَّثت مع المجلس العسكري ومجلس الوزراء، ولكنها تحاول إنشاء تيار سني قوي في "مصر" تحارب به التيار الإيراني الشيعي، وهو ما أرفضه.
أمريكا والإخوان!
أما د. "نبيل عبد الفتاح"- رئيس مركز الأهرام للتاريخ، والخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية- فقال: إن هذا الإتجاه للولايات المتحدة الأمريكية والإدارات أمريكية ليس جديدًا، موضحًا وجود علاقات مترابطة للولايات المتحدة مع أي جماعات معارضة تنتمي لتيار الإسلام السياسي من الإخوان والسلفيين، في محاولة للحوار حول بعض القضايا؛ منها وضع المسيحيين، والتوترات والمشكلات الطائفية، وغيرها، كنتيجة لتحالفات تلت ثورة 25 يناير الماضى بين جماعة الإخوان المسلمين من جانب والسلفيين الذين كانوا جزءًا من نظام الرئيس السابق "مبارك" من جانب آخر.
الأكثر تنظيمًا
ووصف "عبد الفتاح" تلك الخطوة باستشراق للحديقة السياسية المستقبلية في "مصر" من قبل الإدارة الأمريكية، خاصةً أن "مصر" ستشهد انتخابات برلمانية في سبتمبر المقبل، والولايات المتحدة تعلم أن الجماعة هي الأكثر تنظيمًا وتمويلًا وقدرة على التعبئة السياسية خلال هذه الفترة، وتعلم أنها جماعة ليست مصرية بل لديها أذرع في العالم العربي والإسلامي؛ منها "ليبيا" و"اليمن" و"سوريا"، التي تشهد انتفاضات شعبية غير مكتملة حتى هذه اللحظة ضد أنظمتها، وتلعب فيها الجماعة دورًا محوريًا، وتريد الوصول للقوى الموجودة على أرض الواقع في تلك البلاد.
فك الغموض
وأكّد رئيس مركز الأهرام للتاريخ للتاريخ، أن "أمريكا" تريد فك الغموض الموجود لدى أجهزة الاستخبارات حول وضع التيارات الإسلامية ودورها في الثورات التي يشهدها عدد من البلاد العربية، مشيرًا إلى أن الدول الكبرى وأجهزة استخباراتها لا تنتظر قيام الثورات لإقامة حوارات مع قوى المعارضة، بل تقوم بذلك بشكل عادي وفي أي لحظة، كما أن الحوار مع الإخوان وغيرها من القوى السياسية في "مصر" جزء من مهام أجهزة المعلومات لتلك الدول، وهي لا تترك التدابير للحظات غير عادية، على حد قوله.
الإخوان بين الواقع والصحف
من جانبه، قال المهندس "إسحق حنا"- المدير التنفيذي لجمعية التنوير "فرج فودة": إن حوار "أمريكا" مع جماعة الإخوان المسلمين إهانة للمجلس العسكري الذى يدير شئون البلاد. وتساءل: كيف تسعى دولة للحوار حول حقوق الأقليات والمرأة المصرية مع منْ لا يملكون السلطة ولا يمثلون الشعب والدولة المصرية؟!! موضحًا أن "أمريكا" ليس لديها المعلومات الكافية حول الأوضاع في "مصر" كما تدَّعي، ويبدو أن مصدر معلوماتها ما يُنشر في الصحف التي تضخِّم من شأن الجماعة، مدللًا على ذلك بالقرارات التي تصدر عن الإدارة الأمريكية، والتي تثبت عدم وجود معلومات كافية لديها عن الشرق الأوسط، وخاصة "مصر"، وأن رد فعلها كان ردًا على ما تقوله الصحف العربية وكأنها لا تملك مصدرًا معلوماتيًا تستطيع أن تبني عليه رد فعل مناسب.
كلام معسول
وأضاف "حنا": "نحن لا نثق في وجهة نظر الإدارة الأمريكية لأنها ليست مبنية على معلومات حقيقية. الإخوان على صفحات الصحف تبدو أكثر تنظيمًا، والإدارة الأمريكية بنت قرارها بأن الجماعة تستطيع التحكم بالرأي العام، ولكن التضخيم من وسائل الإعلام إنطلى على الإدارة الأمريكية، ولذلك تبنت حوارًا مع الجماعة". وتساءل: كيف تصنع "أمريكا" حوارًا مع جماعة غير شرعية حدثت منها تجاوزات لا حصر لها؟ معتبرًا أن قول الإخوان بأن الإسلام يكفل حقوق الأقليات والمرأة ويكرم المرأة هو كلام معسول، فهل ينطلي على الجانب الأمريكي؟ موضحًا أن التاريخ يثبت دائمًا أن الجماعة تتملص دائمًا من وعودها، وتسير دائمًا على منهج التقية، وتتراجع عن وعودها بتبريرات غاية في المراوغة.
وأكّد المدير التنفيذي لجمعية "التنوير" إنه إن لم تكن هناك صورة حقيقية عن جماعة الإخوان لدى الجانب الأمريكي، من ملامح العنف والمراوغة وتضاد للدولة المدنية، وكلها تظهر في أدبيات الإخوان، فتلك "مصيبة"، وإن كانت تعرف حقيقة توجه وأيديولوجية تلك الجماعة ورغم ذلك تسعى للحوار معها، فليس لدينا سوى القول- وبلا شك- إن أمريكا لا يهمها حقوق الإنسان ولا الأقليات، بل يهمها مصالحها فقط حتى لو تحاورت مع الشيطان.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :