الأقباط متحدون | يا سيادة المشيـــر: إلي الأمام سِـر .. المحاكمات ماهياش سِر ..!
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٦:٠٨ | السبت ٢ يوليو ٢٠١١ | ٢٥ بؤونة ١٧٢٧ ش | العدد ٢٤٤٢ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

يا سيادة المشيـــر: إلي الأمام سِـر .. المحاكمات ماهياش سِر ..!

السبت ٢ يوليو ٢٠١١ - ١٧: ٠١ م +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: المهندس نبيل المقدس

من أسباب الهيجان المستمر للشعب المصري, والقيام بتظاهرات يقولون عنها مليونية تحت أسماء مختلفة وعنوانين متباينة هو عدم شعورهم بالأمان, وفقد الثقة في المسئولين وذلك لإخفائهم التحقيقات التي دارت وتدور الآن في ساحات النيابات, و إجراءات المحاكمات لأعضاء النظام الفاسد السابق ... علينا أن نقر بأن الشعب وخصوصًا الشباب منهم هم أصحاب الثورة, ولولاهم لما سقط النظام, أي أنهم هم أصحاب هذا الحدث الجليل، فقد فقدوا الكثير من الشباب , وتم إصابة الآلاف منهم , وأبتلي القليل منهم بعاهات دائمة , لذلك يستحقون أن يتابعوا العمل الذي قاموا به منذ 25 يناير حتى يومنا هذا, ولا ننكر أن من حق هؤلاء الشباب أن يستمعوا بأذانهم , ويشاهدون بعيونهم ما يدور بين رجال النيابات وهؤلاء الساقطين من رجال العهد السابق , لكي يشعروا بأن الجهد و التضحيات المبذولة منهم كانت علي حق .


طبيعة الإنسان هو التشوق والتلهف في معرفة ما يدور وراء الحجاب ... فكم بالحري ما يدور في الخفاء من تحقيقات ومحاكمات لأشخاص أخطئوا في حقهِ ... فهذا أقل واجب أن يري ويسمع تبريرات هؤلاء الفاسدين أو المتهمين في سلب موارد البلد ونشر الفساد في المؤسسات السياسية والنيابية والمحلية. الشعب يريد وضع أياديه علي الحقيقة , والتي أصبحت أكثر غموضًا وإبهامًا.
سبق وأن المحكمة الجزائية الدولية الخاصة بيوغسلافيا السابقة في لاهاي نظرت في قضية رئيس الأركان السابق للجيش اليوغسلافي (1993-1998) الصربي "مومتشيلو بريسيتش" المتهم بجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية...بالإضافة إلي محاكمة الرئيس اليوغسلافي السابق "سلوبودان ميلوسوفيتش" .. وكانت جميع جلسات التحقيقات والمحاكمات تتم علنا وتُذاع علي الهوا في جميع الفضائيات والإذاعات والصحف في وقتها... مما جعل وجود المصداقية بين الشعوب والمحكمة, كما أن وجود الشفافية التي كانت تجري في المحاكمة لها الفضل في زيادة الثقة بين العالم والمحاكم الدولية . هذا ما يتمناه الشعب المصري, وهو ترسيخ الثقة بينهم وبين المسئولين والذين يتمثلون في المجلس الأعلي للقوات المسلحة , وتوطيد العلاقة بينهم وبين المؤسسة القضائية.

كل ما يعرفه الشعب عن المحاكمات أو التحقيقات هي فقط عن مواعيد جلسات التحقيقات .. وصور رؤوس المتهمين بالكاسكيتة بارزة من عربة الترحيلات .. أو يرون ملاءة تُغطي المتهم وهو داخل أو خارج مكان التحقيق .. وفي حالة لو كانت شخصية المتهم عالية المستوي , فهم لا يرون إلا عربات سوداء مصفحة تدخل مكان المحكمة, غير هذا لا يعلم الشعب أي شيء يدور حول التحقيقات أو المحاكمات ... مما يزيد من الإشاعات والتي ربما تؤثر علي مسار القضايا إما بالسلب أو بالإيجاب ..!
أتصور أن إتمام هذه المحاكمات في السر وعدم الإفصاح عنه علناً سوف يفقد الثقة بين مصر والدول الأخري والتي تضع تحت أيديها مليارات من الدولارات واليورو المنهوبة عن طريق هؤلاء المتهمين من دم هذا الشعب , كما ستصبح السبوبة في رفض هذه الدول في رد أموالنا المنهوبة علي أساس أن هناك شكوك في الإجراءات التي تمت بها المحاكمات.

وصل بنا الحال أننا لا نعرف حقيقة إن كان الرئيس المخلوع مُصاب أو غير مُصاب بالسرطان .. وما يُدهشني أن المجلس العسكري يتغاضي تماما عن هذا الموضوع , مع أنه يمتلك من الإمكانيات الرهيبة من معدات وأطباء متخصصين لكي يكتشفوا بسرعة ويقطعوا الشك باليقين عن ما هي الحالة الصحية بالضبط للرئيس المخلوع !؟.

أهالي الشهداء يريدون أن " يَفِشوا " غليلهم برؤية المتسببين في قتل ذويهم أثناء التظاهرات وهم مكبلين بالحديد وموجودين في قفص الاتهام .. فهذا المطلب لا يعادل ربع حُرقة قلوبهم علي أبنائهم الشهداء... ولا يصل إلي حد رؤية أبنائهم في النعوش أو السير بعكاز أو التحسس بأيديهم ليعرفوا طريقهم , فلماذا تمنعون هذا الإحساس أن ينطلق خارجا من دواخل الأهل لكي تهدأ حتى ولو القليل من شعورهم المملوءة انتقام وحسرة ؟؟ .
يأتي ميعاد محاكمة أو تحقيق لأحد أضلاع الحكومة الفاسدة , فيهرع الشعب إلي مكان المحاكمة فيفاجئ بهذا الحجاب الذي يفصلهم عن رؤية المتهمين , ويحاولون أن "يَشِبْوا" علي أطراف صوابع أرجلهم متمنيين أن يروا حتي ولو جزء من الكاسكيتة التي يخفي فيها المتهم نفسه تحتها.

بدأ الشباب يَمِلْ من الانتظار .. بدأ الشعب يترك أعماله ويشغل باله في المحاكمات وترقب إنتهائها لكي تهدأ نفوسهم ويتأكدوا أن دم أبنائهم لم تذهب هدر. بدأت الإشاعات عن عدم وجود المتهمين في مزعة طرة بل موجودين بمزارعهم الخاصة ... أو يمرحون بسياراتهم علي الكباري , أصبح الحديث بين مجموعات الناس علي القهاوي حول مصير المحاكمات , حتى أصبحوا قضاة ووكلاء نيابة , مثلما كان يحدث في حديثهم عن الكورة حيث نصّبوا أنفسهم حكام ولاعبين ورافعي الراية .

أحبائي المجلس الأعلى والمسئول عن مصير مصر في هذه المرحلة ... "أمِلْ أذنيك لي لأهمس لك بسر ... شعبنا سوف لا يهدأ إلا لو أعلنت سيادتكم أن التحقيقات والمحاكمات لم تعد سِر" ... متمنيا لكم أن تأخذوا قراركم الدائم بالأمام سر....!!
وربنــــــا يوفقكم ....................!!




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :