الأقباط متحدون | عظمة (أيهما الأول) ... ألقاها الإخوان لتلهى بها الليبراليين ....!!
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٢:١٣ | الاربعاء ٦ يوليو ٢٠١١ | ٢٩ بؤونة ١٧٢٧ ش | العدد ٢٤٤٦ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

عظمة (أيهما الأول) ... ألقاها الإخوان لتلهى بها الليبراليين ....!!

الاربعاء ٦ يوليو ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: نبيل المقدس
حِنكة سياسية عالية المستوي إعتمدت علي عدة عوامل إتخذتها جماعة الإخوان المسلمين في شق طريقها نحو عملها السياسي, أولها : عدم إنقطاعهم لحظة عن العمل بالرغم من الظروف الخاصة التي مرت بها الجماعة حتي جاءت الفرصة لهم بعد 80 عاما عند قيام ثورة الشباب يوم 25 يناير , ثانيا : الإعتماد علي فطرة الإنسان المصري الدينية , ثالثا : إستغلال الجهل السياسي للمصريين لخضوعهم حوالي 60 سنة تحت حُكام شموليين , إتخذوا سياسة الدكتاتورية منهجا لهم , ستة عقود عاشها الشعب المصري في ظلام الجهل السياسي فيما عدا الإخوان الذين كانوا مستمرين في نشاطهم السري . رابعا : وهو الذي يؤلمنا كثيرا هو إستسلام الأحزاب التي كانت قوية قبل ثورة 52 يوليو لقرار إلغاء الأحزاب .. كان المفروض من قيادات هذه الأحزاب التي كانت موجودة قي حينها أن تستمر حتي خِفية كما فعلت مجموعة الإخوان , وخصوصا كان زعمائها الأصليين أحياء فكان علي الأقل يكون هناك الوقت الكافي في نقل الخبرة لأجيال من بعدهم , وان يكونوا علي دراية كافية بما يتم تغييره في مناهج السياسة المحلية والعالمية .. وان تكون هناك صلات بقوي خارجية من اشخاص عالميين لكي تبقي اسماء هذه الأحزاب موجودة وفعالة لحين ما يأتي وقتها .

والمصيبة الكبري , فقد جاءت فعلا الفرصة لهذه الأحزاب في عهد أنور السادات لكي تلم شملها من جديد ... لكن بسبب وجود هذه الفترة الساكنة في حياة الأحزاب وإبتعادها عن الحياة السياسية , لم تجد الوقت الكافي حتي الآن ان تستجمع عافيتها وقوتها , حتي أصبحت مراكز ضعف في الحياة الحزبية والسياسية ... ولا تُنكر هذه الأحزاب أنها عاشت الفترة التي تسبق ثورة الشباب في حياة رغدة , وحرية حتي الدلع من الحزب الحاكم الفاسد السابق , لكنهم إستكفوا فقط بإصدار صحف بأسمائهم , وكان شغلهم الشاغل هو من رئيس مجلس إدارة الصحيفة ومن هو رئيس تحريرها ..؟؟ لم نجد منهم أي محاولات فعلية وحقيقية ضد أي قرار يخرج من مطبخ سن القوانين , لكننا كنا نري إعتراضات شكلية صورية تكاد تكون تمثيلية من سينايرو الحزب الحاكم السابق ... لم نري منهم أي مشروع خيري كما كان يفعل آبائهم ... لم نسمع عن اي زيارات خارجية لبلاد أخري حتي ولو كلفتهم حياتهم ... لم نسمع عن عضو منهم يعيش خارج البلاد لأنه مطرود , لمعارضته النظام ... عاشوا في ظل الحزب الحاكم الفاسد , فكيف نطلب منه الآن بعد طيلة هذه السنوات أن ينقي نفسه من الجهل السياسي. ؟!

أما جماعة الإخوان ولأنهم كانوا مستمرين منذ نشأتهم نجدهم إستغلوا عدم وجود قوة علي الساحة السياسية وخصوصا بعد هدم الحزب الحاكم , واستغلوا هذا الفراغ الفكري والحماس الحزبي لرجال الأحزاب القديمة , حتي أصبحنا نُطلق عليها الأحزاب العجوزة . فقد وجدت هذه الأحزاب نفسها في مكانة لم تستطيع أن تملأه أو حتي تحوطه برعاية شاملة , وتجدده لكي يناسب مستوي هذه الثورة وخصوصا أن هذه الثورة والتي قام بها الشباب كانت مبادئها تنطبق علي أغلب مباديء هذه الأحزاب , لكنها وجدت نفسها مُكبلة بالكسل وعدم الدراية وعدم القدرة علي المسايرة الحزبية الجديدة . فكيف تجعل أفكارا لشيخ كبير عجوز تتفق مع افكار شباب أراد أن يعيش في حرية حديثة غير مألوفة لهم , وان يُطبق العدالة بطريقة متباينة عن اسلوبهم في تطبيق العدالة .

أما الأحزاب التي وُلدت حديثا .. فهي ما زالت تحبو , وتحاول أن تنطق أول كلمة ينطقها الطفل وهي " ماما " .. واقصد هنا " مصر الأم " .. أمامها الكثير لكي تكتسب الخبرات .. لكننا عليها أن تنزل الشارع لكي تُعلن عن نفسها , ولا تخجل أن تقول بعلو صوتها بأنها تريد دولة مدنية , غير دينية . الشعب يريد أن يجد الثقة في وجوه الأحزاب الجديدة الليبرالية ... وطالما لم يجد هذه الثقة والقوة سوف يتجه إلي هذا الغول الذي يستخدم جميع الأسلحة حتي أنه ضم إليه بعضا من المسيحيين كصورة أو واجهة حسنة أمام العالم ليكتسب ثقتهم , وفعلا بدأت امريكا تلتفت إليهم علي أنها قوة مؤثرة في حياة مصر السياسية , وعلي ما أتصور فقد رأت أمريكا في هذا الحزب الإخواني أكثر حزبا يصون منافعها في الشرق الأوسط , واكثر مجموعة ربما تحمي اسرائيل من القضاء .. فهم يعشقون السلطة , ويعشقون الحكم فقط لاغير, حتي علي حساب مبادئهم ..!

كتبت هذا المقال بعد رجوعي فورا من وجودي لمدة يومين في إحدي القري التي تحيط بالقاهرة الكبري , فقد إندهشتُ أن أجد فيها شقة في الدور الأول مكتوب عليها خاص بالإخوان المسلمين لتعليم الكمبيوتر واللغة الإنجليزية بدون مقابل .. سألتُ إحدي المرافقين المسيحيين عن مدي فاعلية هذا المعهد .. قال لي وفي منتهي الأسي : إبني تعلم الكثير فيها اللغة الإنجليزية والكمبيوتر ...!!

أين أنتم يا أحزاب الهنا ... أين غِيرتكم علي إرث إستلمتوه من باشوات مصر القرن السابق , وكان في عز قوته وعفوانه. كان أباؤكم رواد العمل السياسي ... تخضع لهم الكثير من الدول التي إحتلتنا . كانوا رجال ساسة عُظام , كانوا يتحدون الملك .. كانوا عوامل فعالة في حياة مصـــر القرن السابق.
الآن تلقون بأنفسكم في أحضان حزب الحرية والعدالة لكي تنولوا ولو قطعة صغيرة من الكعكة .. وأنتم لا تعلمون أن تصريح هذا الحزب في عمل إئتلاف معكم هو ما إلا إختبار لقوتكم ... فأوقعتكم في هذا الفخ , وإنكشف الحق بأنكم ضعفاء .. وفي نفس الوقت إزلال لإجدادكم الذين كانوا يرفضونهم وينبذونهم من قبل .

ألقي لكم الإخوان عظمة تتمثل في ( أيهما الأول ... الدستور أم الإنتخابات ) لكي تِتِلِهوا في هذه المسألة العويصة وتدخلوا في جدالات وحوارات .. تاركين إنتشاركم في القري والأرياف ... مهملين في وضع بصماتكم في كل شبر من أرض مصر ... رافعين شعار اننا لم نكن مستعدين .. وتخرج علينا الأحزاب التي مازالت تحبو وتبكي بأنها مشغولة في الرضاعة . وفي نفس الوقت يستغل حزب الإخوان لكي يمارس أعماله السياسية فيسافر وفد منهم إلي بلدان كثيرة لكي يحصلوا علي تأييدهم لهم ونقل الكثير من الخبرات في كيفية حل المشاكل الإقتصادية والنواحي الأخري الحياتية ... وها هم وبالرغم أنهم يعتبرون من التيارات الإسلامية يستجيبون لرد الفعل الإيجابي لأمريكا لهم ... فقد كسروا مبادئهم الدينية وهوالإبتعاد عن أي إتلاف أو حتي تشاور مع دول كافرة , كل هذا وفي نفس الوقت نجد المجموعات الليبرالية ما يزالوا يجادلون في ( ايهما الأول ... الدستور ام الإنتخابات ) .

أتصور بل أتمني أن تتآلف الأحزاب الليبرالية القديمة منها والجديدة في حزب واحد من منطلق أن أغلب المباديء لكل منهم واحدة , ولا يُوجد إختلافات او تباينات كبيرة.
علينا جميعنـــــــا كليبراليين أن نتوحد ونصبح كتلة واحدة , وأن نترك موضوع الدستور أولا او الإنتخابات أولا ... وأن ننزل إلي الشارع والحواري والأزقة والقري والمراكز لكي نُعلن عن أنفسنـــا .. فالـــوقت أزف ....!!!




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :