ميكافيلية الأحزاب المصرية
بقلم: مدحت قلادة
في مقال سابق كتبت عن الأخوان المسلمين في عدة نواحي أهمها التلون السياسي وخيانة الثورة ففي التلون: الجماعة منذ نشاتها وهي ادًّعت أنها جماعة دعوية لا تهدف للحكم ولكن أثبت التاريخ عكس ذلك فحسن البنا الذي كان رافضاً للديموقراطية رشح نفسه عام 1942 لمجلس النواب فعقد صفقة التنازل عن الترشيح مع النحاس باشا، وتعاون الأخوان مع الإنجليز في محاولة القضاء على عبد الناصر كما صرح الكاتب البريطاني مارك كورتيس في صفحة الرأي بصحيفة الجارديان عن وجود علاقة بين الأخوان وبريطانيا، وأن الأخيرة دعمت الأخوان المسلمين للإطاحة بعبد الناصر وتعاونت الجماعة مع الأمريكان مع زيارة الكتاتني للسفيرة الأمريكية... علاوة على التعامل مع نظام مبارك الرئيس المخلوع أثناء إنتخابات عام 2005 من فم المرشد السابق مهدي عاكف حينما صرح أثناء زيارة مسؤول كبير (واتفقنا على ترشيح عدداً من النواب الأخوان بمجلس الشعب) ووصل تعدادهم إلى 88 عضواً بعد الإتفاق.
وفي خيانة الثورة كتبت عن الجماعة أنها منذ نشأتها يلعب الأخوان مع كل التيارات فها هي عقدت صفقات مع النظام السابق وها هي تغازل المجلس العسكري مع التيارات الدينية الأخرى بعدم المشاركة في مظاهرات يوم 27 مايو بشعارات غير صادقة مما أدى إلى نفور القوى الوطنية وإظهارها على حقيقتها العارية ألا وهي مغازلة السلطة... علاوة على محاولتها السطو على الثورة من خلال حضور الشيخ القرضاوي المفتي القطري الجنسية ليؤم الأخوة المسلمين يوم جمعة النصر.. وأخيراً ظهرت الحقيقة الدامغة على لسان أحد شباب الأخوان إسلام لطفي قد قال في لقائه مع المذيعة دينا عبد الرحمن في برنامج صباح دريم (أنه كان هناك قرار من مكتب الإرشاد بالإنسحاب من الميدان يوم 28 يناير من الساعة الخامسة حتى الساعة السابعة).
هذا جزء من مقالي عن الأخوان فتاريخ الأخوان تاريخ مدموغ بنظرية ميكافيلي الغاية تبرر الوسيلة فحينما رفع الشعب شعار (الشعب مع النحاس) رفعوا الأخوان شعار (الله مع الملك)!! وهناك لقاءات واجتماعات مع السفارة الأمريكية كما أنه خرجت وثائق تؤكد مقابلة الأخوان مع السي آي إيه ودبر لهم الأخير في نفس الوقت مقابلة مع الرئيس الأمريكي أوباما كما تجدهم يعقدون صفقات مع النظام والآن لا يوجد فصيل منظم في الواقع السياسي المصري غير الأخوان فمن الغريب أن تتنكر الأحزاب الليبرالية من تاريخها لترتمي في حضن الأخوان والأغرب أن حزب مثل حزب التجمع الذي يحوي عمالقة في فضح الأخوان كجماعة إنتهازية مثل حزب التجمع برموزه مثل الدكتور رفعت السعيد والأستاذ حسين عبد الرازق ينضمون لوثيقة أئتلاف مع الأخوان وأما عن حزب الوفد ورئيسه السيد البدوي ففي عهده تنصل حزب الوفد من تاريخه العريق ليصبح وكيل لحزب الأخوان وفي إعتقادي الشخصي أن عملية طرد رموز الأقباط مثل منير فخري عبد النور ومنى مكرم عبيد ورامي لكح... كانت سياسة ومنهج اتبعه وفد السيد البدوي لينضم إلى صفوف الأخوان ليربح عدد من الكراسي الوزراية بتعضيد من جماعة الأخوان.
الشيء المؤسف أن سلوك تلك الأحزاب المتآلفة مع الأخوان المسلمين بمثابة خيانة للثورة البيضاء التي رفع فيها شباب مصر الرائع شعار(مدنية... مدنية) أثناء الثورة نجد أن الكل يرتمي في أحضان التيار الديني لضرب ثورة الشباب متبعين أسلوب ميكافيلي فج.
إن ائتلاف الأحزاب الدينية مع الأحزاب السياسية هي بكل المقاييس خسارة لمصر ولدماء شهداءنا الأبرار الذين ضحوا بدمائهم الذكية لدولة مدنية فها إنتهازية الأحزاب تقود مصر لتكريس الدولة الدينية.
"إن قاع الجحيم محجوز لهؤلاء الصامتين وقت أن تتعرض القيم والمثل للخطر" دانتي
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :