ملحق لقصيدة حكاية الجزية
بقلم: مهندس عزمي إبراهيم
دفعتني بعض التعليقات على قصيدة "حكاية الجزية" أن ألحقها بهذه المقولة. أبدأ بأني لا ولم ولن أبث التفرقة بين أبناء وطني، فحبي لوطني وبني وطني من كل دين يحول دون ذلك الشر. ومن يرجع إلى قصيدتي "أخي المسلم أحبك حتى لو ما تحبني" وقصيدتي "ورثنـا الديـن" وغيرهما يرى صفو ندائي للوحدة من أجل خير مصر والمصريين. وأنا لم أقل في قصيدة "حكاية الجزية" عن أي مصري أنه "غريب". ولم أقل عن مسلمي مصر أغراب. فأي مصري ليس بغريب. وأي عربي أو هندي أو شامي أو إيطالي أو يوناني أو سوداني أو ملاييزي أو من أي جنسية أخرى ممن حصلوا على الجنسية المصرية وصاروا "مصريون" ليسوا بأغراب. وهناك ملايين في أنحاء العالم حصلوا على المواطنه بدول غير أوطانهم الأصلية لا يعتبرون أغراب بوطنهم الجديد. فجميع مواطني مصر، مسلمين أو غير مسلمين ليسوا بأغراب ومن يدعي ذلك فقد تعداه الصواب.. كذلك من يدعي أني قلت هذا.
من الغريب أن الدول التافهة لا يستعمرها أحد ولكن الدول العظيمة هي دائماً هدف المستعمرين. لقد غزا مصر على مدى التاريخ هكسوس وفارسيون وأشوريون ورومان ويونانيون وعرب وأتراك وانجليز وفرنسيون. وهناك آلاف المصريين مسلمين وأقباط وغيرهم اختلطت دماؤهم بفصائل من دماء هذه الجنسيات. وهناك مصريون مسلمون وأقباط عيونهم خضر وزرق وشعر رؤوسهم أشقر ذهبي ومسترسل. ولكن ليس هناك واحد من الثمانين مليون مصري يدعي أنه هكسوسي أو روماني أو يوناني أو تركي أو أنجليزي أو فرنسي، فادعاؤنا أننا عرب لا محل له. فكل مصري "مصري" فقط لا غير. وكلنا أصحاب الدار مهما اختلفنا أصلا أو دينا.
أما عن "الأغراب"..فكل من يدخل دولة بقوة السلاح ويسلبها حريتها ويستوطنها هو مستعمر، حتى لو برر هجومه بحجة تحريرها من مستعمر آخر. وكل الغزاة لأي دولة أغراب عليها. كل من سبق ذكرهم ومن بينهم العرب كانوا في غزوهم لمصر أغراب على مصر، مثلما الأمريكان في غزوهم للعراق أغراب على العراق. وليس لمشترك في الدين أو اللغة ترخيص أو تحليل أو استثناء فصدام حسين في غزوه للكويت، والقذافي في تحرشه بحدود مصر في السبعينات كانوا أغراب.على الكويت وعلى مصر. وبالمثل، فعرب شبه الجزيرة في غزوهم لمصر في القرن السابع الميلادي كانوا، وبدون شك، أغراب. جميع مواطني مصر من أي أصل أو جنس أو دين أو عقيدة "مصريون" فقط لا غير. وفخرنا وانتماؤنا وولاؤنا مستحقٌ لمصر، ولمصر فقط.. وليس بمن استعمر مصر حتى لو كان رباطنا به الدين. وذلك لا ينقص الإسلام ولا يضير المسلمين. ومصر أمنا الوطن الجميل، ولها وبها الكثير من المجد والخير والطيبة والمروءة ما يجعلنا فخورين بانتمائنا وحبنا لها والحفاظ عليها من أي دخيل.
أما عن الجزية فجميع دول العالم تفرض ضرائباً على مواطنيها حتى يمكن للدولة الإنفاق على مصالحها القومية من أجل مواطنيها. ولا عيب في ذالك. فدع ما لقيصر لقيصر وما لله لله. والمسلمون والأقباط وغيرهم بمصر يدفعون الضرائب حيث تأخذها الدولة من مرتباتهم ومستحقاتهم بنظام قانوني عادل لكل الموطنين. أما "الجزية" فقد فرضت من "غـزاة" "أغـراب" تعسفياً على طوائف معينة من مواطني مصر مساومة لاحتفاظهم بعقائدهم أو لإرغامهم لتغيير عقائدهم. فكانت خيار اضطرار لمن يحتفظ بدينه في وطنه أن يدفعها مجبراً أو يتقبل القتال، أي القتل!! فلنتصور لو حدث مثل هذا للمسلمين بأوروبا وأمريكا واستراليا أو في الهند والصين أو من مستعمر لا قدر الله لشبه الجزيرة العربية، كيف يكون شعور إخوتي المسلمين!! وأسوا من ذلك أن الضرائب في جميع الدول تجمع وتصرف على مصالح الدولة ذاتها وعلى مصالح مواطنيها داخلياً، أما الجزية فكان الجزء الأكبر منها مآله بيت المال بالجزيرة العربيةّّ، وليس لمصر إلا النذر اليسير.
ختاماً كلمة حق لا عن خوف ولا عن رياء. لأني مصري وصدقاً أحب أخي المسلم المصري أكثر من المسيحي الغير مصري، قدمت هذا الشرح الصريح لمن لا تغضبه الحقائق، أما من يريد أن يغضب على أي حال فأرجوه إعادة قراءة هذه المقولة مرة أخرى، أو مرتين.. ربما يغير رأيه!!
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :