كتب: عماد توماس
طالب المستشار "هشام البسطويسي"، نائب رئيس محكمة النقض السابق والمرشَّح المحتمل لرئاسة الجمهورية، في حوار له ببرنامج "صباح أون تي في"، اليوم الاثنين، بتخصيص دوائر لمحاكمات المتهمين في قضايا الفساد وقتل المتظاهرين، وبإذاعة هذه المحاكمات بشكل علني من خلال شبكات التليفزيون؛ حتى يطمئن الناس ويستعيدوا الثقة في استقلال القضاء.

كما طالب "البسطويسي" بتطهير القضاء من الأسماء التي شاركت في التستر على تزوير الانتخابات، معتبرًا أن هناك بعض القضاة كانوا مناوئين لسلطة القضاء الذي أصبح استقلاله ضرورة ملحة. وأضاف: "لو كان القضاء مستقلًا لكان مسار المحاكمات مختلفًا"، واستطرد: "في السنوات الأخيرة كان وزير العدل يقوم بدور في التدخل في أمور العدالة، فالقاضي الذي ينحاز إلى قوى حاكمة يجب إقصاءه".

وقال "البسطويسي"، إن القانون يسمح بنظر المحاكات يوميًا وليس تأجيلها لمدة شهر، كما يسمح بتخصيص دوائر خاصة لنظر هذه القضايا، وبنص القانون يجب أن تكون المحاكمات علانية لأنها تصدر باسم الشعب.

رسائل للمجلس العسكري و"عصام شرف"
ووجَّه "البسطويسي" رسالة للمجلس العسكري، قائلاً: "يجب أن تتخلى عن الفكر الشمولي القديم الذي يرى في الحزب الوطني الأمين على البلد، لأنه لم يكن أمينًا وأضر بالبلاد. ويجب أن تعتنق فكرًا جيدًا هو فكر الثورة، لتستطيع أن تدير البلاد بشكل أفضل من السابق". كما وجَّه رسالة إلى د. "عصام شرف" قائلًا: "إما أن تحصل على صلاحيات كاملة وتكون رئيس وزراء بكامل الصلاحيات وأن تقصي كل الفاسدين، وإلا أن تستقيل". مطالبًا الشعب المصري بالتمسك بحقه في التعبير عن رأيه بكل الوسائل السلمية.

المجلس العسكري والثورة
وأشار "البسطويسي" إلى أن الثورة في خطر؛ لأن المجلس العسكري مازال يسيطر عليه الفكر القديم، وكأن ما حدث مجرد حركة إصلاحية، وأنه ليس مقبولًا أن يظهر "أحمد شفيق" في حفل تخرُّج للكلية الجوية أمس، على حد قوله، كما أنه ليس من اللائق أن يُعيَّن وزير خارجية كان يمتدح "مبارك" وابنه، وكأنهما "فلتة من فلتات الزمن"، وليس معقولًا تعيين وزير إعلام كان يمتدح "أحمد شفيق". وأضاف: "الحزب الوطني مازال أعضاؤه فاعلين ولهم حق الترشح والانتخابات"، وطالب برفع أسمائهم من الجدوال الانتخابية ومنعهم من الترشُّح لمدة 5 سنوات.

الانتخابات والرقابة الدولية
وتوقَّع "البسطويسي" ألا تكون هناك انتخابات نزيهة وحرة في ظل الأوضاع الحالية، وتعجب من رفض الرقابة الدولية على الانتخابات، إلا إذا كانت النية سيئة، مشيرًا إلى أن "مصر" تشارك في الرقابة في دول كثيرة. كما أبدى تحفظة على فرز الأصوات بعيدًا عن لجان الانتخاب، مطالبًا بأن يتم الفرز في نفس مكان الانتخاب.

وعبَّر "البسطويسي" عن أسفه من كون اللجنة العليا للانتخابات مشكلة بنفس الأسماء والفكر القديم، وهو أمر مثير للشبهات، وقال: "نزاهة الانتخابات ترتبط بالإرداة السياسية في انتخابات نزيهة، ولا أراها من المجلس العسكري". مقترحًا وضع برنامج زمني لمدة 5 سنوات تبدأ بانتخابات برلمانية، وقبلها دستور مؤقت من وثيقة د. "البرادعي" ووثيقة الأزهر ومن الورقة التي طرحها في عمل دستور توافقي. واصفًا ما يحدث الآن بأنه ليس فترة انتقالية لأن الثوار لا يحكمون.

مسألة الترشح
وأوضح "البسطويسي"، أنه غير منشغل بمسألة الترشُّح على منصب الرئاسة، فإذا لم ينجح الثوار لن يكون هناك دستور ولا انتخابات. مشيرًا إلى أن القضية الأولى الآن هي إنقاذ الثورة مما يهددها، فالثورة ستنجح ولكنه مشغول بالفترة الزمنية وبتكلفة الدم الأخرى التي يجب أن تُجتنب. مطالبًا بخروج آمن للقوات المسلحة يحفظ لـ"مصر" تفردها ويعطي نموذجًا للعالم بكيفية الانتقال السلمي.

واختتم "البسطويسي" حديثه موضحًا أن المنطق يقول أن الدستور أولًا، ولكن إذا كان ذلك سيؤدي إلى انقسام القوى الوطنية، فيجب تجاوز هذه الفكرة، وعمل دستور مؤقت يحكم "مصر" لمدة 5 سنوات، تُشكّل في نهايتها جمعية تأسيسية.

كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها

تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :