- شباب اتحاد ماسبيرو من الميدان: فقدنا الثقة في المجلس العسكري نتيجة الخطابات المرسلة غير المحددة وعدم تلبية مطالب الشعب
- بالفيديو الأعلى للقوات المسلحة يؤكد في أخر بيان له: الانتخابات أولاً ثم الدستور واستمرار دعمهم لشرف
- 47% من المصريين لا يشعرون بالأمان في الشارع وائتلاف الشرطة يؤكد القهر والظلم طوال عقود من الشرطة للشعب بات كقنبلة تنفجر بوجه الداخلية
- ماسوني كافر!
- د.ميشيل فهمي: بعد ضرب مؤسسات الدولة لن يتبق شئ في مصر سوى الرعاع
ذكريات مباركة فى 5 أبيب
بقلم:د. فكرى نجيب أسعد
كثيراَ ما يسمح الله بأن يتم ولادة أو إستشهاد أو نياحة بعض القديسين أو الأفراد الذين نحبهم ونعرفهم المشهود لهم بالبر والتقوى مع أعياد سيدية للسيد المسيح، أو مع إستشهاد أو نياحة عظماء القديسين فى الكنيسة كالقديسين العظيمين بطرس وبولس الرسولين، أو مع ذكريات غالية مقدسة على نفوسنا كذكرى إستقبال عام جديد لنتذكرهم فى فرح معهم فى أقتداء بأعمالهم الصالحة طالبين صلواتهم عنا.
يوافق عيد إستشهاد القديسين العظيمين الرسولين بطرس وبولس ( عيد الرسل ) الموافق 5 أبيب ذكرتين عطرتين على نفوسنا أيضاَ يظهر فيهما العمل العظيم للصلاه هما :
ولادة القديس البابا بطرس خاتم الشهداء :
كان فى أيام البابا ثاؤنا البطريرك السادس عشر من بطاركة الكرسى المرقسى كاهن إسكندري قديس يدعى ثيئودوسوس وكان له زوجة صالحة تدعى صوفيا، وكان يعيشان فى خوف الله حافظين لوصاياه، وكان كليهما متقدمان فى السن ولم يكن لهما ولد.
توجهت صوفيا التقية إلى الكنيسة للإشتراك فى الأحتفال بعيد استشهاد القديسين العظيمين بطرس وبولس الرسولين ( عيد الرسل ) الموافق 5 أبيب وأمام أيقونة القديسين طلبت صوفيا من القديسين أن يرفعا صلواتها للرب لكى يهبها الله أبناَ يخدمه كل أيام حياته.
فى تلك الليلة أثناء نومها رأت وإذا بشخصان هما الرسولان بطرس وبولس بملابس بيضاء باهرة يقولان لها بأن الرب قد استجاب لطلبها وسترزق ابناَ يكون أباَ لشعب عظيم ومتى استيقظت فى الصباح اذهبى إلى البابا ثاؤنا وأخبريه بالأمر، وهو يصلى لك.
استيقظت صوفيا فرحة متهللة وأخبرت زوجها الكاهن بالرؤيا فشاركها فرحتها وقال لها بأن تذهب إلى البابا وأن تخبره بالرؤيا، فذهبت إلى البابا وقالت له ما رأته فى الحلم ليلاَ، فبارك عليها وقال لها ليتمم الرب طلبتك، فالرب صادق فى مواعيده وهو قادر على كل شىء. انصرفت صوفيا فرحة إلى منزلها وهى مؤمنة بأن الرب سيحقق ما وعد به.
مرت الأيام وحبلت صوفيا وولدت فى نفس يوم عيد القديسين الرسولين بطرس وبولس فى العام التالى، توجها الولدان بعد ذلك إلى البابا ثاؤنا يعلمونه بميلاد الصبى، ففرح جداَ وقال لهما : " اجعلوا أسمه بطرس باسم القديس صاحب العيد الذى ولد فيه، لأنى أرى أنه سوف يكون عموداَ قوياَ من أعمدة الإيمان الأرثوذكسى ".
لقد تحقق كلام البابا ثاؤنا القديس وصار بطرس هو القديس البابا بطرس خاتم الشهداء أحد أعمدة الكنيسة الذى تحتفل كنيستنا القبطية الإرثوذكسية بعيد إستشهادة فى يوم 29 هاتور الذى يعد يوم إستشهاده ذكرى غالية على نفوسنا أيضاَ وهى ذكرى إستشهاد القديسة العفيفة كاترين.
إستشهاد القديس مرقس والى البرلس والزعفران :
أرسل الملك دقلديانوس أحد الأباطرة الرومان القساه المضطهدين للكنيسة فى استحضار مرقس والى البرلس والزعفران الذى رقاه ليكون والياَ على فرما ليحضر إلى أنطاكية مع باقى الولاه من سائر الأقاليم ليسجدوا لآلهته الصماء فى انطاكية فى أحتفال أعده لهذا الغرض، فامتنع مرقس الوالى. أخذ دقلديانوس يعنفه تارة ويمالقه تارة أخرى، يخادعه ويلاطفه كلما أحس باصراره على عدم الطاعة لأمره. وبعد ألحاح شديد ووعود كثيرة له بالعطايا والهبات استطاع عدو الخير أن يسقط مرقس وأطاع لأمر دقلديانوس وأخذ يبخر لآلهته الصماء، ففرح دقلديانوس وأوفى بوعوده له .
أنتشر الخبر المحزن بطاعة مرقس الوالى لدقلديانوس بالسجود لإلهته الصماء بصورة مذهلة، ولم يصدق الجميع ما سمعوه عن مرقس حتى وصل الخبر إلى أبنته دميانة التى رباها منذ الصغر فى خوف الله حتى ذابت فى داخلها من شدة الألم .
جمعت دميانة أخوتها العزارى وأعلمتهن بالخبر المؤسف، فوقفن جميعاَ فى لجاجة يصلين بنفس واحدة من أجله. عزمت دميانة على مقابلة والدها وأوصت أخوتها أن لا يكفوا عن الصلاه مع أصوام حتى عودتها من عند أبيها. فتوجهت دميانة إلى الفرما ودخلت إلى والدها والدموع فى عينيها ورشمت ذاتها بعلامة الصليب ثم بادرته فى شجاعة ملؤها الغيرة الروحية القوية قائلة له : " ما هذا ياوالدى الذى أسمعه عنك ؟! إنى كنت أود أن أسمع خبر انتقالك إلى الفردوس من أن أسمع أنك تركت عنك عبادة حبيبك وجابلك ومخلصك الرب يسوع المسيح ! كيف حدث ذلك ياأبى حتى وقعت فى ذلك الفخ المعوج وتحولت عن عبادة الديان ؟ هل خشيت تهديد الكافر وخفت أن يقتلك ونسيت وصية معلمك حين قال " لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد ولكن النفس لا يقدرون أن يقتلوها بل خافوا بالحرى من الذى يقدر أن يهلك النفس والجسد كليهما فى جهنم " ( مت : 10- 28 ) . كيف جاز لك ياأبى أن تهين هذا الإله الحنون وتطعنه هذه الطعنة القاسية بسوء تصرفك ؟!! .. والآن ياولدى إنى لا أخفى عليك أنك لو تماديت أو أستمريت على هذا الوضع فأنت لست بأبى ولا أنا أبنتك، بل أنا بريئة من نسبتى إليك نهائياَ .
فما أن سمع مرقس هذا الكلام حتى نخس فى قلبه وأفاق من غفلته مبكتاَ ذاته كيف إنحدر إلى هذه الهوة العميقة التى تجرأ فيها بالسجود إلى الأصنام، وقد بارك تلك الساعة التى رأى فيه أبنته دميانه ترده إلى الإيمان الصحيح وتنتشله من الجحيم السفلى. حقاَ أن ما زرعه مرقس الوالى فى أبنته دميانة حصدها خيرات فى وقت هو فى أمس الحاجة إليها.
ثم قام مرقس الوالى وسافر إلى إنطاكية حيث الأمبراطور دقلديانوس ليعترف أمامه بالسيد المسيح بعد أن طيب خاطر أبنته وطمأنها. أما القديسة دميانة فرجعت إلى ديرها تطمئن أخوتها الراهبات وتبشرهن فى شكر وفرح بعودة أبيها إلى الإيمان المسيحى، ثم وقفت القديسة فى وسطهن ورفعت صلاه شكر عميقة طالبة أن يثبت أبيها فى الإيمان به حتى يسفك آخر نقطة من دمه.
لما وصل مرقس الوالى إلى دقلديانوس رشم نفسه بعلامة الصليب وأعترف بخطأه وجرمه فى حق إلهه ومخلصه يسوع المسيح معترفاَ بأنه مستعد أن يسفك دمه لمن أحبه أولاَ وبذل نفسه فدية عنه مستنكراَ ما فرط منه من جحود لإلهه والسجود لمصنوعات الأيدى الأصنام.
سعى دقلديانوس الملك فى محاولات لرده إلى عبادة آلهته الصماء، لكن كلمات الله التى سمعها بفم أبنته دميانة كانت أقوى بكثير جداَ : " أن كلمة الله حية وفعالة وأمضى من من كل سيف ذى حدين، وخارقة إلى مفرق النفس والروح والمفاصل والمخاخ ومميزة أفكار القلب ونياته " ( عب 4 : 12 ) فأمر دقلديانوس بعد يأس وفشل أن يأخذ رأسه بحد السيف فأخرجوه إلى موضع رمى الرقاب وأخذ أكليل الشهادة فى اليوم الخامس من شهر أبيب المبارك. وقد بنيت كنيسة على أسمه المبارك بدير الشهيدة العفيفة دميانة بمصر التى هى أول كنيسة بأسمه فى العالم.
بركة ذكريات يوم 5 أبيب المبارك فالتكن معنا جميعاَ آمين
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :