الأقباط متحدون | للمرة الثانية: لا.. يا قداسة البابا!
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٢١:١٩ | الاربعاء ١٣ يوليو ٢٠١١ | ٦ أبيب ١٧٢٧ ش | العدد ٢٤٥٣ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

للمرة الثانية: لا.. يا قداسة البابا!

الاربعاء ١٣ يوليو ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

الأقباط في خطر داهم.. ما بين الكنيسة والدولة

بقلم: د.ميشيل فهمي * العرضحالجي المصري

هل لم يسمع قداسة البابا بأخبار اليوم فقط، عن مصرع الشاب القبطي البالغ من العمر (25) عامًا "زكي صموئيل فوزي"، وإصابة كل من؛ "سمير كمال فخري" و"حازم شحاته غالي" بقرية "نزلة روماني" بـ"أبو قرقاص" بـ"المنيا"، مساء الأحد 10 يوليو الجاري؟!!

وهل لم يسمع قداسته عن حرق وتدمير كنيستي "إمبابة" بـ"القاهرة"، وحرق وقتل 7 من الأقباط، وسلب وحرق ممتلكات بعضهم، والقبض ظُلمًا على أقباط آخرين وسط تلك الأحداث؟!

وهل لم يسمع قداسته عن استشهاد كل من؛ "سمعان نظمي"، و"مينا فارس"، و"صبري خلف سليمان"، و"ملاك رسمي"، و"شنودة عدلي رياض"، و"ياسر فخري رسمي"، وحرق وسلب ممتلكات الأقباط فيما عُرِف بأحداث "المقطم والدويقة"، في أعقاب حرق وتدمير وهدم كنيسة "أطفيح"، وتهجير العديد من الأسر المسيحية بها إثر تلك الأحداث التي تعتبر تاريخية في العصر الحديث من تدمير وحرق كنيسة بعـد 25 يناير؟!

وهل لم يسمع قداسته عن تجميد المحافظ المسيحي، والشحن الإعلامي من الإخوان والجهاديين والسلفيين ضد المسيحيين، وعن المظاهرات المهينة لقداسته شخصيًا؟!

يجب أن يكف رجال الكنيسة فـورًا عن ممارسة الأعمال السياسية؛ لجهلهم التام بها. والكف التام عن الإدلاء بأي تصريحات سياسية.

موقف الشعب القبطي في خطر داهم، لتدخل الكنيسة في السياسة..

قداسة البابا، مثقفو ومحامو وحقوقيو الأقباط بالداخل والخــارج، ومنظمو ومشاركو الندوات والمؤتمرات ليسوا كاذبين يا ســـيدنا..

صُدِمتْ، ومعي الكثيرين من المصريين الأقباط، ومعهم إخوتهم من المسلمين المعتدلين أيضًا، من التصريحات الغريبــة والمُريبــة التي أدلى بها حضرة صاحب القداسة البابا المعظـــم الأنبا "شنودة الثالـث"- بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية- لدى استقباله رئيس وفد البرلمان الأوروبي "مارتن شولتز" والوفد المرافق له، الذين جاءوا خصيصـــًا لـ"مصـر" لبحث وضع الأقباط في "مصر" بعد 25 يناير، بعد أن تأثروا ومعهم كل بلدان العالم بالمظاهرات الإحتجاجية أمام السفارات المصرية بالعواصم الأوروبية، وبث وإذاعة مثل تلك المآسي بالصــوت والصورة بتسجيلات من مراسلي وكالات الأنباء العالمية، والإذاعات والبيانات التي تندِّد بالخطورة التي تهدِّد حياة وممتلكات وكنائس الأقباط بـ"مصر"، حيث تمت أحداث كارثية لم يسبق لها مثيل للأقباط من قبل؛ مثل حرق وتدمير وهدم (3) كنائس منذ ثورة 25 يناير إلى آخر السلسلة الطويلة من الأحداث الإجرامية من الإخوان والسلفيين والجهاديين...الخ، تحت سمع وبصر وتواطؤ الجهات الأمنية، من شرطة مدنية وعسكرية، وتخاذل وتراخي المجلس العسكري الأعلي تجاه مرتكبي تلك الأحداث الجِســام.

كانت الصدمة والمفاجأة البابويــة لنا، هي تأكيــد قداسته للوفد الأوروبي أن وضــع الأقبــاط في مصر أفضل بعد الثــورة!!

سيخسر مسيحيو "مصـر"، بكل مللهم وطوائفهــم، بالداخل والخــارج، ومعهم إخوتهم وشــركائهم في الوطن من التنويريين الإســـلاميين، الكثير والكثير جدًا من نتائج هذه التصريحـــات "غير الحقيقية"؛ فإما أننا جميعـــًا كاذبون مُدّعون نفتري ونختلق تلك الأحداث أمام ملائكية الاضطهاد المتأســـلم المادي والمعنوي لنا..، وإما أن قداسته- ومعه أركان قياداته الكنسية- لـم يروا ولم يسمعوا شيئًا من كل ما نضُج ونشكو منه!! ربما لانشغالهم بأمور أخرى أهم من تلك الأحداث الطائفية المرعبة لنا وللكل..

وبهذا يظهر السبب الحقيقي لماذا هاجم قداسة البابا شـــباب "ماســــبيرو"، وأمرهم بالانسحاب وفض اعتصاماتهم الجسورة لرفع الغبن عن الأقباط، كما أمر بمنع خروج أو السماح للأقباط في المظاهرات والاعتصامات!!!

ألم يشاهد ويسمع قداسته وأركان قياداته بكاء وصريخ وعويل أهالي شهداء ضحايا الاعتداءات الغاشمة، لا لسبب إلا.. لمسيحيتهم؟!

ألم يشاهد ويسمع قداسته، ومعه أركان قياداته، فيديوهات الضرب والاعتداء على رهبانه بالدير من ضباط وجنود الجيش؛ لتجرأهم على إقامة ســور يحميهم ويحمي كنائسهم بالدير؟!

ألم يسمع ويرى قداسته وأركان قيادته، أن ملائكة السلفية هاجموا كنيسة، آمرين بنقل كاهنها وأمره بمغادرة البلدة قســرًا وقهـــرًا؟!

ماذا سنقول وسنفعل حينما يعود أعضاء الوفد الأوروبي لبلاده مُقدِّمًا تقريره مُثبِتًا فيه أن بابا الأقباط أكَّـد لهم أن وضع الأقباط بعد الثورة أفضل من قبلها (لا حول ولا قوة إلا بالله)، وأن كل ما نشكو منه نحن الأقباط المصريين هو كذب وإفك وضـــلال؟!!

ماذا سنتوقَّع أن يفعل بنا الجهاديون والسلفيون والإخوانجيون والدولة، بعد أن ثبت تجنينا عليهم، وأن رئيسنا الـروحي يؤكِّد أننا في أفضــل حـال؟

مع ملاحظة أن القصر البطريركـي، في خضم كل هذه البلاوي التي نعيشها، لم يصدر عنه بيان إســــتنكاري واحد يُدين أي من هذه الأحداث، ويهيب بسرعة الحسم والحزم في مواجهتها، بل ويطلب بشدة من المسئولين الجُدد باتخاذ كافة الإجراءات للقبض على ومعاقبة مرتكبيها، والعمل على عدم تكرارها في المستقبل، لكن إثر كل كارثة من تلك الكوارث تصدر البيانات والتصريحات الأسقفية والكهنوتية عن الاستعدادات والترتيبات إما لسفر قداسته أو عودة قداسته بصحبة المثلث الأسقفي من الخــارج..

مع ملاحظة أن قداسة البابا وأركان قياداته، رغم تسجيلهم الرقم القياسي في الزيـــارات الخارجية، لم يقوموا بزيارة أي من مواقع الأحداث، أو بالصـــلاة على جثامين أي من الشهداء المنتقلين إلى السماء، أو مواساة ذويهم وأقاربهم شخصيًا..

لو أصدر قداسته مثل هذه البيانات التي تدين تلك الأحداث، وقام بزيارات المواساة؛ لانتبه العالم لنا أكثر وأكثر، وأعطى جهادنا ومطالباتنا مصداقية.. التي سلبها منا قداسة البابا بتصريحاته المجافية للواقع.. ولِما جرؤ أحد على المساس به أو التعرُّض له ولا ممارسة ضغوط عليه.. لأن تاريخ الكنيسة ملىء بنفي البطاركة وتضحياتهم في الدفاع عن عقيدتهم ورعيتهم وكنائسهم.. وسنعيد تاريخ الكنيسة النضالي جميعًا معًا.

ما الداعي لمثل هذا التصريح المُضِر أكثر من الضرر ذاته الواقع علينا؟!
وما هي الأسباب المؤدية إليه؟
ولا يقول قائل إن الحكمة استدعت ذلك.. فالحكمة لا تطلب إلا قول الحقيقة، وسرد الحقائق.
والحكمة تطلب الجسارة العاقلة لرفع الظلم.
والحكمة تطلب إعطاء المثل والقدوة للكل وخاصة الشباب.
متى يترك رجال الكنيسة ممارســـة اللعبة السياسية، وعدم الانخراط في أساليبها البعيدة عن الحقائق؟!!

نطالـب فورًا بعودة الحياة للمجلس الملي العام؛ للتصدي لممارسة الحيـــاة السياسية القبطية، وليكف الإكليروس عن مثل تلك التصريحات ويتجنبها، ويتفرَّغ للصـلاة وممارسة الطقوس الدينية التي سترفع عنا كل غبن..
ومتى تعود الكنيسة للمسيح؟





 




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :