الأقباط متحدون | ونحن نرفض اعتذارك لهم... يا ساويرس!!
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٣:٤١ | الخميس ١٤ يوليو ٢٠١١ | ٧ أبيب ١٧٢٧ ش | العدد ٢٤٥٤ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

ونحن نرفض اعتذارك لهم... يا ساويرس!!

الخميس ١٤ يوليو ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: نبيل المقدس
في عُقر دارك... وفي إحدي ممتلكاتك الإعلامية... أسقطت حق ما يقرب من 12 مليون مسيحيًا باعتذارك السابع، والذي رددته بدل المرة مرات في حلقة آخر كلام.. وعلى الرغم من هذا الكم من الاعتذارات فقد رفضوا هذا الاعتذار. أحسست بالخجل أن أبناء الله يُهانون وهم في وطنهم، وكأننا جماعة متطفلة عليهم آتين من الشرق والغرب نسلأل حسنة منهم أو مكانًا للمبيت ليلة في أرضنا، وعلينا أن نرحل مع أول خيط يظهر في الفجر، لنشد رحالنا ونذهب.
أنت أخطأت في حقنا يا ساويرس.. لأن الموضوع أصبح ليس ضدك أنت وحدك، أو ضد شركاتك وحدك، أو ضد حزبك وحدك.. بل الأمر وصل ضد جماعة المسيحيين.. فهم بدأوا الحرب على جميع المسيحيين، لم يستكن حالهم إلا بعدما يروا أيدينا ممدودة لهم طلبًا للقمة عيش يابسة، أو كوب ماء من ترعة أو رشاح، أو حبة ريفو لتخفف ألم في جسد أي واحد منا.


هجمتهم علينا جاءت نتيجة حقدهم وكراهيتهم والتي بانت واضحة تمامًا والصادرة من فضائيتكم، هذه الفضائية التي شهدت حلقة ساخنة، ومصيدة عنيفة تعاملت معها بكل صفاء نية لعزل الطيار "أحمد شفيق" رئيس الوزراء السابق... وتحاملت على نفسك أن تتحمل هذا الموقف المهين الذي تلقاه "أحمد شفيق" بلعبة غير شريفة تم تنفيذها، إرضاءً للقوى السياسية، والتي منها هؤلاء الذين يهاجمونك الآن.
نحن كمسيحيين: أوصانا الرب أن نعترف بخطأنا.. أنا معك!. نحن كمسيحيين: أوصانا الرب أن نعتذر.. أنا معك! نحن كمسيحيين: تعلمنا ألا نكره مَنْ لم يقبل اعتذارنا.. أنا معك!... نحن كمسيحيين: نؤمن بأن كثيرًا من الأحيان يقودنا بر الله إلى الجلجثة.. وهذا ما يحدث لك الآن!... نحن كمسيحيين: نعتبر مشيئة الله صالحة ومقبولة وكاملة، فقد تجاوب يسوع بوداعة للناس الذين احتقروه "الذي إذ شُتِمَ لًم يكُنْ يَشْتِمُ عِوِضًا وإذ تُألمَ لَمْ يَكُنْ يُهَدِدُ بَلْ كان يُسلم لمن يَقْضي بعَدْلِ". (رسالة بطرس الأولى 2 : 23). لذلك قال رب المجد "طوبى للودعاء لأنهم يرثون الأرض" وهذه هي من أعظم التطويبات التي قالها رب المجد من على الجبل.. حيث نستشعر منها أن الله يريد لنا البركة وليس اللعن. لذلك أقولها جهرًا وعلنا.. حسنًا عملت يا ساويرس....! فقد قدمت لهم أصول الحياة المسيحية التي هي تُعتبر أصل الحياة نفسها كما أرادها الله.. لكن دخول خطيئة الكراهية في عقول بعض الناس والفئات جعلت من الحياة التي ينشدها الله غير طبيعية، مملوءة انقسامات، وعدم قبول الغير... إلخ..!


موضوع "ساويرس" أصبح منذ أول وهلة ضربة قاضية موجهة إلى المسيحيين.. وما يؤسفنا نحن كمسيحيين نجد بعض المواقف من أكبر التكتلات السياسية، ومن مؤسسات الدولة الحاكمة أنها تغاضت، وما تزال تتغاضى، وتقنع نفسها أن هذا الأمر هو من مبادئ الحريات... لم نكن نتوقع حتى من أعضاء حزبه الليبرالي هذا التجاهل والصمت، كان أولى بحزبه بدلًا من خروج بعض من الأعضاء منهم، وفي سبيل استمرارية الحزب أن يعلنوا عن اجتماع عام للتحدث مع "نجيب ساويرس".. أو تكوين لجنة تقصي حقائق حول ما كان يقصده أكبر أعضائها تأسيسًا.. كما أتساءل لماذا هذا السكون من جهة المجلس الأعلى الذي هو بمثابة رئيس البلاد، أليس كان لزامًا عليه أن يوجه اللوم بل التحقيق في بعض الشركات المنافسة، التي تعمل في نفس مجال شركة "ساويرس" في استغلال الموقف والتعامل مع هذه القضية بطرق غير شريفة، لهدم وفض شركات صاحبها المسيحي، رغم أنه قام بالاعتذار عن هذا العمل بالذات الذي لم يقصده، كما كان لزامًا على هيئة الاتصالات رعاية الحق وإظهاره، حتى ولو فقط لتهدئة الموقف، إصدار بيانًا توضح فيه أن هذا الكرتون سبب المشكلة متداول منذ سنتين في جميع المواقع الإلكترونية، بحكم أن لديها التقنينات لمعرفة الكثير من مصادر النت وخلافه.


ألا يعلم هؤلاء الذين يرفعون شعار المقاطعة، أن ساويرس كان من ضمن الذين هدأوا من هياجنا عندما صدرت من قبل اتهامات وسب وشتائم ضدنا وضد رموز عقيدتنا.. هل هذا هو أجرنا أننا راعينا أن هؤلاء الذين ازدروا بعقيدتنا علنًا، في جميع الميديا المصرية، أخوة لنا وعلينا أن نغفر لهم هذا الازدراء؟؟
عمومًا نحن بشر، وعلى رأي المثل "ضربتين على الراس توجع". فكم بالحري الضرب الذي استمر منذ 1400 سنة، وما يزال مستمرًا!.


نحن بشر، ولنا حد في الاحتمال.. وهذا ما نحاول أن نتبناه.. نحن نحاول إخماد غضب شبابنا.. نحن نحاول توعية أطفالنا.. نحن نحاول أن نندمج مع كل الأطياف... وسنجاهد لآخر نفس في سبيل الحفاظ على الوحدة، لكي تبقى مصر في المقدمة.. وأتصور أن الكُرة الآن في ملعب هذه الطائفة التي تحمل الكره لنا...
فعلًا أرجع وأقول.. شكرًا لك يا "ساويرس" على اعتذاركم.. ونحن فخورون بكم، لأنكم أعطيتم درسًا في الوداعة، والتي هي من أجمل صفات الله.. لكن إلى أي مدى سيتحمل أبناؤنـــــا؟؟؟ سؤال صعب الإجابة عليه.. ويا خوفي من الأعمار التي سوف تأتي بعد!!!.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :