الأقباط متحدون | تقييم أداء الثورة في ستة أشهر
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٨:٥٩ | الاربعاء ٢٠ يوليو ٢٠١١ | ١٣ أبيب ١٧٢٧ ش | العدد ٢٤٦٠ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

تقييم أداء الثورة في ستة أشهر

الاربعاء ٢٠ يوليو ٢٠١١ - ٠٦: ١٠ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم منير بشاى – لوس أنجلوس

فى 25 يوليو 2011 يكون قد مضى ستة أشهر على قيام ثورة الشباب منذ بداية اعتصامهم فى ميدان التحرير فى 25 يناير 2011 وما تلى ذلك من سقوط حكم الرئيس مبارك فى 11 فبراير 2011 وبدء مرحلة جديدة لحكم مصر بواسطة المجلس الاعلى للقوات المسلحة.

كانت الامور فى عهد الرئيس السابق حسنى مبارك قد وصلت الى حالة متردية فى جميع مناحى الحياة. ضج الشعب من سؤ الاحوال دون ان تتحرك الدولة لعمل شىء أكثر من مجرد تقديم الوعود الجوفاء بأن التغيير قادم فى الطريق. ولكن الشباب الذين يجيدوا استخدام وسائل الاتصالات الحديثة مثل الفيسبوك كانوا هم من استطاعوا ان يروجوا لحتمية التغيير، ثم استخدموا هذه الوسائل للتنسيق فيما بينهم وتجميع صفوفهم والخروج فى مظاهرات مليونية ليتصدوا للنظام ويجبروه على التنحى والرحيل.

ولكن هذا الشباب كان فى غالبيته من حديثي السن ومحدودى الخبرة بحيث انهم لم يكونوا مؤهلين لقيادة البلاد فى المرحلة التالية. كانوا مجموعات متعددة خرجت لتعبر عن غضبها بالنسبة لما يجرى فى مصر ولتطالب بالتغيير. لم يكن لديهم قيادة موحدة، ولم يكن لهم برنامجا محددا، ولم يكونوا مؤهلين لاستلام السلطة والقيام بهذه التغييرات بأنفسهم.

وكانت النتيجة أن من قاموا بالثورة لم يصبحوا هم الذين أوكلت لهم تنفيذ أجندتها. فاستلمت السلطة القيادة العليا للقوات المسلحة. وازدادت الاشكالية عندما حاولت مجموعات التأسلم ذات الأجندات الخاصة القفز على الثورة لتحقيق أهدافها الخاصة. ومن ثم حدثت تجاوزات انحرفت بالثورة عن مسارها الأصلى مما دعى مجموعة الشباب الاصلية التى بدأت المظاهرات ان تعود الى ميدان التحرير فى 27 مايو و 8 يوليو لتصحيح مسار الثورة. وجدير بالذكر ان جماعات التأسلم رفضت الاشتراك فى هذه المظاهرات الأخيرة مما كشف حقيقة دورها وصدق نواياها.
خلال الستة الشهور الماضية حدثت تغييرات كثيرة بعضها للافضل والبعض الآخر للاسوأ. وسأحاول هنا أن أعمل تقييما للوضع الحالى لقياس أداء الثورة. وسأركز على مجالات محددة. وسيكون مقياس التقييم تقديرات تتراوح بين: ضعيف جدا- ضعيف- مقبول- جيد- جيد جدا.
وأحب ان أؤكد أن هذا التقرير يمثل رأيى الشخصي، ولا ينعكس على غيرى من الناس. وهو طبعا يحتمل الخطأ والصواب. والتقديرات هى لتقييم الأوضاع وليست لتقييم أداء الشباب الذين قاموا بالثورة، لأنهم ليسوا من يحكمون مصر الآن وبالتالى لا تقع عليهم مسئولية ما آلت اليه الاوضاع.

نزاهة الحكم بالمقارنة بالفساد (التقدير: مقبول)
لعله من أسوأ عيوب النظام السابق هو تفشى الفساد فى الحكم. انتشرت ظاهرة استغلال السلطة للاثراء الفاحش ونهب المال العام. وقد نجحت الثورة فى ازاحة النظام السابق ورموزه من الحكم . ونجحت فى القبض عليهم والتحقيق معهم تمهيدا لمحاكمتهم. وما اتمناه أن تكون محاكمتهم عادلة لا تتجه الى المغالاة سواء بالتشفى منهم أو التفريط فى حق الوطن بل تعاملهم بنزاهة نرجو ان تكون هى سمة التعاملات فى المرحلة الجديدة. ولكن كان الفساد منظومة كاملة متغلغلة فى المجتمع كله وليست مقصورة فقط على الرموز. لذا يجب القيام بتطهير كل مرافق الدولة من الرشوة والمحسوبية والتسيب والاهمال. ويجب ارساء أخلاقيات جديدة للموظف الحكومى تجعله يفهم انه خادم للشعب، يراعى مصالح الناس وبحسن معاملة الجمهور ويحترم المواعيد ويتقن العمل ويصون المال العام.

الحريات بالمقارنة بالقمع (التقدير: جيد)
لا شك ان سقف الحرية قد ارتفع بشكل ملحوظ بعد الثورة وهى ظاهرة صحية تستحق الثناء. وقد رأينا لأول مرة فى مصر ان الشعب أصبح بامكانه ان يخرج للشوارع ويعبر عن رأيه بحرية دون ملاحقة من الأمن . ورأينا الاعلام يمارس حريته سواء الاعلام المرئى او المسموع أو المقروء. ولكن هناك حالات تدعو الى بعض القلق مثل محاولات محاكمة كل من يحاول ان ينتقد المجلس الأعلى للقوات المسلحة . نرجو أن تتوقف هذه وأن يفهم الحاكم انه ليس فوق مستوى النقد فهو بشر وليس معصوما من الخطأ. كما نرجو ان يفهم الشعب ان هناك وقت تنتهى فيه الاعتصامات ويبدا العمل والانتاج.
الأمن بالمقارنة بالارهاب (التقدير:ضعيف جدا)

تفكيك جهاز الشرطة والأمن المركزى أدى الى وجود فراغ أمنى فى مصر. وكان هذا مصحوبا بعجز الجيش عن سد هذا الفراغ. وقد ساعد على هذا الهجوم على السجون واخراج بعض المسجونين الخطرين الذين اشتركوا فى تحطيم أقسام البوليس وسرقة السلاح من مخازنها. أضف الى هذا تسريب نحو 3000 متطرف الى مصر عبر الحدود. ونتيجة لذلك كثرت أعمال النهب والبلطجة والسرقة وفرض الأتاوات على المواطنين. وتضاعفت العمليات الارهابية ضد الاقباط من قتل وحرق الكنائس وخطف البنات. وكان رد فعل الدولة الرخو، وعجزها عن الردع بل احيانا تقاعسها عن تأمين سلامة الموطنين، بل وتحيزها لصالح المعتدين حفاظا على سياسة الموازنات الشهيرة- كل هذا كان مشجعا للارهابيين فى التمادى فى ارهابهم. كما ان التجاء الدولة الى مجالس الصلح العرفية لحل المشاكل قد زاد من الارهاب وقضى على ما تبقى من هيبة الدولة.

التسامح الدينى بالمقارنة بالتعصب (التقدير: ضعيف جدا)
بعد البداية الجميلة للثورة والتى كانت أهدافها وطنية خالصة، بدا واضحا ان جماعات التأسلم أخذت تحاول أن تركب الثورة بل وتسيطر عليها. وظهرت تصريحاتهم لما يريدونه ان يكون شكل الحكم القادم، واصبح هذا واضحا فى هتافاتهم: اسلامية اسلامية. ومع ذلك هم لا يمانعوا من استخدام بعض القيم الغربية مثل الديمقراطية كسلم ليصعدوا به للحكم ثم بعد ذلك يركلوه بعيدا. ومع انهم الأقل عددا ولكنهم الأكثر تنظيما وتمويلا والأعلى صوتا والأشد عنفا والأكثر تغلغلا فى المجتمع وتأثيرا على الجماهير. ونتيجة لذلك فمن المتوقع أن يحققوا نصرا سياسيا اذا أجريت انتخابات سريعة. وقد رأينا ملامح لسياستهم فى اقصاء الطرف المخالف فى العقيدة عندما رفضوا قبول المحافظ القبطى الذى تم تعيينه لقنا، ورفضوا قرارات رئيس الوزراء باعادة فتح بعض الكنائس المغلقة، وأصدروا تصريحات ان الاقباط هم أهل ذمة وليسوا مواطنون متساوون مع المسلمين فى الحقوق والواجبات.
الرخاء الاقتصادى بالمقارنة بالكساد(التقدير: ضعيف جدا)

وصل الانهيار الاقتصادى الى مداه فى ظل سياسات النظام السابق. ومع وجود قلة من الشعب المصرى تحقق لها الثراء الفاحش الا أن غالبية المصريين كانوا يعيشون تحت خط الفقر. ويقال ان 40% من السكان يعيش الفرد منهم على أقل من دولارين فى اليوم و20% من المواطنين يعانون من البطالة. هذا بينما ارتفعت الاسعار ووصلت فى بعض الاحيان الى المستويات العالمية أو أكثر بينما لم ترتفع الدخول بنفس النسبة. ولم تنجح الثورة حتى الآن فى تحسين الأحوال بل ازدادت سؤا. وضاعف من المشكلة انهيار السياحة وهروب المستثمر الاجنبى من مصر نتيجة عدم استقرار الوضاع . واذا لم تهدأ الامور وتستقر وتعود الحياة الى حالتها الطبيعية سوف تزداد الاحوال سؤا أكثر من هذا.

(التقدير العام: ضعيف)

واضح ان احوال البلد بعد الثورة ليست على ما كنا نرجوه. ولكن الثورة لم تكتمل بعد، وهناك مجالات أخرى كثيرة لم يتعرض لها التغيير. ولذلك أتمنى ان يكون لدى الثورة المرونة مع الديناميكية والاستمرارية التى تمكنها من تفادى الكبوات والنهوض عند السقوط وتصحيح المسار والسير قدما للامام. وأن يكون أداء المستقبل أفضل من الماضى.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :