الأقباط متحدون | كلاكيع!
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٩:٠٤ | السبت ٢٣ يوليو ٢٠١١ | ١٦ أبيب ١٧٢٧ ش | العدد ٢٤٦٣ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

كلاكيع!

السبت ٢٣ يوليو ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: سحر غريب
رن منبهي عدة مرات، ولكنني لم أسمعه. كنت وحيدة في البيت، لا أعلم لهذه الوحدة تفسيرًا إلي الآن. استيقظت من نومي متأخرة، لم أغسل وجهي ولبست ملابس المدرسة على عجل، وطبعًا لم أهتم بتسريح شعري أو مسح علامات النوم عن عيوني، واكتفيت بشبشب فردة وفردة، ثم انطلقت إلى داخل لجنة امتحان مادة الفيزياء.

قال لي المراقب : لماذا تأخرتي؟ باقي على زمن الامتحان ربع ساعة. لم أرد عليه، فالربع ساعة المتبقية لا تسمح لي بالرد على تلك الأسئلة التي ليست في مقرَّر الفيزياء. انتهت الربع ساعة سريعًا، والغريب أن الأسئلة كانت سهلة ولكن الوقت لم يكف..

خطف المراقب الورقة بسرعة جعلت القلم يترك علامات وشخبطات على الورقة مع قطع عرضي في الجزء الأسفل من ورقة الإجابة، يعني لجنة خاصة كمان. أخذت أبكي بشدة وألتف حولي جميع الزملاء ما بين شامت وسعيد ومتعاطف معي. استيقظت من نومي والدموع تملأ وجهي وتغطي مخدتي. أخذت استوعب نفسي وأبحث في جدران حائط غرفتي عن النتيجة لعلني أعرف بالظبط تاريخ اليوم، حتى تذكَّرت بصعوبة أنني أنهيت دراستي منذ عشر سنوات، ونجحت بالفعل في مادة الفيزياء البعبع الخاص بي، وإن كل تلك الأحداث ما هي إلا كابوس يلازمني منذ مدة طويلة، يحين موعد زيارته لي كلما تتبعت أخبار الثانوية العامة.

أحيانًا أراني أتأخر عن موعد لجنة الامتحان، وأحيانًا أخرى أنام داخل اللجنة نفسها وأستيقظ مع موعد انتهائها، وساعات أراني أجلس كبلهاء وفمي مفتوح على مصراعيه- من الهبل بعيد عنك وليس بسبب هواية صيد الدبان مثلًا– وورقتي مفتوحة ولكنها ناصعة البياض- والقطنة ما بتكدبش- لا يوجد عليها إلا بعض الخطوط وبعض الرسومات وبعض كلمات الأغاني الشعبية، ثم وفي نهاية المدة الزمنية للامتحان ينزل عليا الوحي، وهوبا أتذكر فجأة أنني داخل امتحان وأبدأ في الإجابة وينتهي الوقت بالطبع دون أن أكمل، وفي كل مرة ينتهي الكابوس بدموع غزيرة، يقولون أن الدموع في الحلم فرج قريب.

على ما يبدو أن أحداث الثانوية العامة كانت عميقة الأثر داخل نفسي، وأنها تركت جرحًا غائرًا مازال يلازمني إلي يومنا هذا. والعجيب في الأمر، أن العديد من أصدقائي دخلوا معي مدرسة الكوابيس اللعينة، وعدد المُلتحقين بالمدرسة في تزايد مُستمر.
 




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :