حسرات الغزوات و آهات الحسناوات...!
بقلم : نوري إيشوع
منذ مئات السنوات, من العصور الحجرية, من بين الأدغال و الغابات, زمن الوحشية و الأنفلات شُنت الغزوات, سرقوا التراب, دمروا الحضارة, طمسوا التاريخ, نشروا في كل مكان الخراب. منذ سنوات, شرعوا القتل و الإضطهاد و السلب. إدّعوا الإيمان فأطلقوا بإسمه على الأنسانية الكلاب, طحنوا بوحشيتهم المدن و القرى الآمنة و جعلوها مآوى للوحوش و الذئاب, لبسوا عباءة السلام و تنكروا بسذاجة الحمام لغزوا البلدان و الأوطان, فسلطوا السيف على الرقاب و قطعوا شريان الحياة ليدخلوا جنان الخلد عند الدينونة و الحساب!
ببساطة الظباء, نادوا للصلاة, حروب و قتل و تعكير فاكتئاب, خلعوا ثوب الإنسان الآمن, أستبدلوا قلب الآدمي المحب و المسالم, لبسوا ثوب الحرباء و نبضت قلوبهم بدماء ملوثة تروي أجساد منجسة! منذ عهود الإستعمار, علت راية الغزوات و أُرسلت رسائل الدعوات و حمل الراية للشتات, إما الطاعة أو الموت, لا مفر , لا خلاص لا سلامة لا سبات.
بدأت حروب الشر, حروب السبي و الغدر, قتلوا الشيوخ و الشباب, أسروأ الآطفال و رموا على الفتيات السبايا العباءة, عباءة الإيمان و الإحسان, و الرحمة و الشفقة لجواري صاحب الرشاقة, الذي ليس بغيره الخلاص و له وحده يستجيب المولى و له فتح الأبواب و الأسواق و جعله مقاماً محموداً فاق الآفاق: مال و جاه, جواري و ولدان, سخر له كل الرجال و الشباب ليحرقوا الأخضر و اليابس دون حساب, له وحده يستجيب المولى , نساء و جواري و أسوة حسنة و جعله أمة و دولة و جعل له أنهار من الخمر و عشرات الحسناوات عازفات الناي و الرباب!
منذ زمان, شُن العدوان على المدنية و الإنسانية باسم الدعوى و الآمان, قتلوا الأنسان, دمروا البنيان, حرقوا السهول و الزرع و ذبحوا حتى الحيوان, هجموا على القرى و البلدان بهمجية فاقت العقول و الأذهان, جمع قائد الظلم و العبودية أعوانه من الباشوات و البكوات و واضعي عمامة الإيمان و هم في الحقيقة فاقوا وحشية ضباع الوديان.
منذ إيام¸ خرج علينا شيخ فاضل من أصحاب الكهف, من أتباع الثعبان, فاق من حلمٍ بعد أن فقد السمع و البصر و البصيرة و وضع الصمام في الآذان, منذ إيام أبدع الشيخ الحويني و صرح بالصوة و الصورة, متحسراَ على إيام الغزوات ورحلات الصيد, صيد الجواري, وما طاب و لذ من الولدان, ناهيكم عن جمع المال و الثروة من الشرق و الغرب و الغوص في إعماق البحار لجمع اللؤلؤ و المرجان. صرح الشيخ الفهمان و شرح بالدليل و البرهان, بان الدعوة و الإيمان لا يمكن أن تقوم إلا على غزوات السعدان, و قال: للسيادة علينا دهس كرامة الإنسان.
نسي الشيخ الفاضل الحويني, بان إيام الغزوات و التغني بالأمجاد و أطلاق الآهات والحسرات على جواري الحور و على فاتنات الجن من عالم الغياب, أصبح في القرن الواحد و العشرين, خيال و سراب, نسي الشيخ الفاضل الحويني, بان عالم اليوم, هو عالم العلم و التكنولوجيا و ليس عالم البوم و الغراب, نسي الشيخ الحويني و رفاقه طالبي الحور و الشراب بانهم لا يملكون غير العصا و العقل المتحجر و الجلابيا والقبقاب! نسي بان عالم اليوم, هو عالم الثورات و الشباب, عالم حلق الدقون المليئة بعفاريت الجان ذات الأنياب, أحلام الشيخ الفاضل و تلذذه بالحور و السبايا من الأغراب, هو مرض خطير ينتشر في عقول الملايين و يسيطر على القلوب و يشد الألباب.
رسالة الى الحويني و غيره من القادمين من عالم الضباب, أستيقظوا من سباتكم و أحلامكم التي تناقض أبسط حقوق الإنسان و لكم بالمرصاد أصحاب العقول المتفتحة و من المثقفين و العلمانين و الشباب. أصبحتم يا شيخنا الفاضل قاب قوسين أو أدنى من عالم الغياب و سوف تختفون بين الضباب و لستم في النهاية إلا خيالاً في سراب!
في 21/07/2011
فيديو غزوات الشيخ الحويني بالصوت و الصورة في
انقر هنا للمشاهدة
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :