بقلم: د. ميشيل فهمي * العرضحالجي المصري
* أول من ابتدع سلطة الشعب خارج إطارات المؤسسات والهيئات بالدولة، هو عقيد الزمان وقعيد الأوان "معمر محمد أبو منيار القذافي"، تبعه في ذلك جماعة الإخوان برئاسة الطبيب البيطري "محمد بديع" مرشد الاخوان، ومن قبله الكابتن "محمد مهدي عاكف" المرشد العام السابق. ففي مساء الخميس 9 فبراير، أعـلن أصحاب الفضائل؛ "محمد مرسي" و"عصام العريان"، و"محمد البلتاجي" (صاحب موقعة الاستعراض العسكري لشباب الإخوان بجامعة الأزهر)، قيام ما أسموه بـ"السيادة الشارعية"، تلك السيادة التي رفعت عن الإخوان- بأمر منهم- صـــفة المحـظورة، وأعلنوا أنهم استمدوا شرعـــيتهم وإلغاء محظوريتهم من تلك السيادة الشعبية. والعجب العُجاب أن المجلس العسكري الأعلي أقـر بذلك- رغم قانونية حظرهم-، وأطلق يدهم ليعبثوا بالبلاد وليخربوا عقول العِبــاد.
* الجماهيرية الليبية المعمرية، ابتدعت سلطة الجماهير، والجماهيرية الإخوانية استخرعت ما سُمي بشرعية الشـارع، وكلاهما لا يعترف بالدساتير والقوانين، والجماهيرية السلفية استعارت من الليبية ما يُسمَّى باللجــان الشعبية.
* الجماهيرية الإخوانية السلفية أطاحت بـ"مبارك" في أيام وبمباركة أمريكية، والجماهيرية الليبية مازالت باقية على "القذافي" وبمباركة أمريكية أيضًا، لتسجِّل طلعات الطيران الهجومية على "ليبيا" 1540 طلعة، وكله بحسابه من النفط الليبي.
* إسقاط هيبة الدولة المصرية، و((إســـقاط وإفقــار وإضعــاف مصـر))، وإعلان حكم الشارع بتعيين ثاني رئيس لوزراء "مصر" بعد الثورة، بقرار شعبي إخواني، وتنصيبه بميدان "التحرير" والشوارع المحيطة به، بالبركات الحضورية لصاحب الفضيلة "محمد إبراهيم البلتاجي".
* "محمد كامل عمرو"... رابع وزير خارجية لـ"مصر" في (6) أشهر، مصري الجنسية، ســعودي الهوى.. أمريكي الوجهة، و"علي السلمي" نائب رئيس الوزراء الجديد للشئون السياسية.. الإخوانية، نائب لفضيلة العارف بالله مولاي الإخواني "السيد البدوي" رئيس حزب الوفد الإخواني.. الوفدي سابقًا.
* كفى.. الخلط المتعمد بين الإسـلام والإخـوان، فالإسلام سماوي أعم وأشمل، والإخوان مجموعة من البشر يطوِّعون الإسلام طِبقًا لمفاهيمهم، مُبتَدِعين ومعتنقين ما يسمَّى بالإسـلام السياســي.
* يمتلك الإخوان المتأسلمون قاعدة ضخمة لإطلاق صواريخ من الأكاذيب الثقيلة وبعيدة المدي..

* قال "شوقي" في عصمائه "مصر تتحدث عن نفسها": وقف الخلق ينظرون جميعًا كيف أبني قواعد المجد وحدي. فحولها دخلاء المصريين: "وقف الخلق الآن ينظرون كيف أهدم مصر ليس وحدي...- لكن - بالتعاون مع الخــارج".

ما يحدث في "مصر" الآن.. هو تنفيذ حرفي لمخطط خارجي، باعتراف صريح وواضـح من كل من المجلس العسكري الأعلي ومجلس الوزراء، ومن قراءات الواقع، بدليل ما يتم ضبطه من قوى وتنظيمات من عملاء وجواسيس أمريكان وإسرائيليين وإيرانيين وحمساويين وغيرهم.. وتكليفهم للقيام بأعمال لا تمت للثورة بميدان التخريب (التحرير)، وقناة السويس..، وحتى بالمهندسين.. حيث تم ضبط أمريكي ومصري يحاولان تحطيم تمثال الفريق الشهيد "عبد المنعم رياض" رمز العسكرية المصرية الحديثــــة. وبالتأكيد يتم استكمال عمل الجواسيس الخارجيين بالتعاون مع عملاء مصريين بالداخل، رُتبت ونُظمت لهم أدوارهم التخريبية المادية والفكرية والإعلامية؛ من إطلاق الشائعات، وزيادة الهوة بين الشرطة والشعب، والعمل على تكرار الإضرابات تحت أي مسمَّى، والإتجار الرخيص بالشهداء (حتى اتنبه لذلك أهالي الشهداء الأبرار وتبرأوا من ذلك تمامًا)، وقطع شرايين المواصلات الحيوية كالسكك الحديدية والطرق البرية، ووصل الأمر لمحاولة وقف الملاحة بقناة "السويس" الشريان الملاحي الحيوي العالمي.. والمهم الأهم هو انتشار الجريمة انتشارًا مروعًا في ربوع البلاد التي كانت تتصدر مطاراتها آية قرآنية كريمة "ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين" سورة يوسف الآية 99، ودللوا الجريمة تحت مسمَّى بلطجة وانفلات أمني وفلول... إلخ.

كل هذا يقود لتأمل إجبـاري محســـوم تحت ســؤال هام ومحتوم، هو:
هل هذه القوى والتنظيمات الخارجية والداخلية العاملة على "إســـقاط وإفقــار وإضعــاف مصـــر" فوجئت بثورة 25 يناير؟ أم أنها كانت على علم مسبق؟ إن لم تكن هي القائمة بالتخطيط في البدايات، ثم التنفيذ الحالي..

والدلائـــل:
* في أعقاب 12 فبراير 2011، تكوَّنت لجنة تقصي الحقائق برئاسة المستشار "عادل قورة" للتحقيق فيما حدث لـ"مصر" وبـ"مصر"، وُضعت كل الإمكانيات تحت تصرفها.. ثم وُئدت وتم كتمان صوتها.. وأتمت تحقيقاتها.. وأرسلت نتائح التحقيق الهامة والخطيرة في 11 أبريل للمجلس العسكري ومجلس الوزراء والنائب العام.. ثم لا حس ولا خبر!!

* لماذا لم يبدأ النائب العــام في تحقيقاته السريعة في أبشع الجرائم والمذابح والحرائق والسرقات والترويعات التي لم تحدث في تاريخ "مصر" من قبل، والتي توصلت إليها تلك اللجنة، وتحويلها إلى محاكم الجنايات- لأنها ستكشف السرفيما حدث ويحـــــدث من الإنهاء على الدولة المصرية ومكانتها الإقليمية والدولية، وتخريب اقتصادها، هذا السر الذي يحاول الكثيرون دفنه، ولصالح من؟!

* في 17 فبراير كتبت في مقالة بعنوان "سمك.. لبن.. إخوان مسلمين"، وبداية العمليات المخطط لها لتحطيم سجون "مصر"، وإطلاق وحش الجريمة وأسوأ عناصر المجتمع لافتراس الوطن والمواطنين، وكانت عملية تحطيم السجون ذات شقين؛ تخريب وتدمير الوطن، ثم إطلاق عناصر من حماس وحزب الله والإسلاميين والإخوان من سجونها، مثل "عصام العريان" و(34) من زملائه الإخوانيين، وعناصر حماس التخريبية.. وكان آخر من ظهر من كِبار السادة المساجين كما قلت: "سامي شهاب" قائد خلية حزب الله في "مصر"، وقد ظهر في احتفال بالحزب بـ"بيروت" 15 فبراير.

* أكَّدت لجنة تقصي الحقائق أن الهجوم على السجون المصرية جاء من قوة خارجيــة بالتعــــاون مع بعض الأشقياء من ذوي نزلاء السجون‏، وأكَّدت عدم صحة الإدعاء بفتح السجون وخروج أصحاب النشاط الإجرامي لإرهاب المواطنين وتدمير "مصـــر"، بنشاط متصل وبلا نهاية حتى اليوم السبت 23 يوليو 2011، وإلى ما شـــــاء الله‏..

* وتأسيسًا على تأكيدات لجنة تقصي الحقائق القضائية هذه، وما توصَّلت إليه من نتائج خطيرة، يبرز السؤال المحتوم: كيف عرفت تلك القوى الخارجية بتاريخ الثورة وتوقيتاتها لتستعد بهذا الكم الهائل من السلاح والرجال للتنفيذ؟ ما لم يكن هناك تنسيقًا بينها وبين قوى متآمرة بالداخل؟

* بدلًا من هذا التحقيق الهام عن حرق "مصر"، ولتوجيه الانتباه والأنظار للرأي العام في إتجاه بعيد، استخرعت القوي الشيطانية الرهيبة المتآمرة على "مصر" ما سُمِّي بموقعة "الجمل" بميدان التحرير.. وتم القبض على المسئولين السابقين بهذه الحجة.. وبدأت تحقيقات النيابة العامة فيها بهمة ونشاط غير عاديين.. وأُحيل من وُجِّهت إليهم التهم إلى محكمة الجنايـــات، التي ستبدأ في الأيام القليلة القادمة.. بينما من حرقوا ودمروا وخربوا "مصــر" أحرار طلقـــاء حتى الآن!!

وإلى بقية هامة
متي سيبدأ إعــــلان الجماهيرية المصرية؟

كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها

تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :