الأقباط متحدون | رجائنا الراسخ فى الله
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠١:٥٢ | الأحد ٢٤ يوليو ٢٠١١ | ١٧ أبيب ١٧٢٧ ش | العدد ٢٤٦٤ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

رجائنا الراسخ فى الله

الأحد ٢٤ يوليو ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: القمص أفرايم الأورشليمي
مفهوم الرجاء المسيحى..

+ الرجاء هو الثقة التى لا تتزعزع فى الله والأيمان بانه عوننا فى الطريق نحو تخطُى أزماتنا الصغيرة والكبيرة والوصول بنا كضمان أكيد الى الخلاص وهو ايضا سيقيمنا من بين الاموات لنحيا معه فى سماء المجد ، وعلى هذا فالرجاء هو توقع الخير فى المستقبل القريب والبعيد من الله {لاني عرفت الافكار التي انا مفتكر بها عنكم يقول الرب افكار سلام لا شر لاعطيكم اخرة و رجاء} أر 11:29. ولهذا فان { البار بالايمان يحيا }(غل 3 : 11). الرجاء فضيلة ترتبط أرتباط وثيق بالايمان بالله ومحبته . ان الرجاء بالله لا يخزي لان الله أمين ولا يترك المتكلين عليه وقد سكب محبته فى قلوبنا بروحه القدوس {والرجاء لا يخزي لان محبة الله قد انسكبت في قلوبنا بالروح القدس المعطى لنا} (رو 5 : 5). ان الرجاء هو طوق نجاة المؤمن وهو يواجه أمواج الحياة وتجاربها واثقاً ان الله سيقوده فى موكب نصرته سواء على مستوى العالم الحاضر او الحياة الأبدية.

+ ويؤكد لنا الكتاب المقدس على أهمية الأتكال على الله والتعلم حتى من دروس التاريخ كيف أتكل آباؤنا على الله فنجاهم من تجارب الزمان الحاضر وقادهم الى الأبدية { عليك اتكل اباؤنا اتكلوا فنجيتهم.اليك صرخوا فنجوا عليك اتكلوا فلم يخزوا} مز 4:22-5. لم يقل داود النبى هذا الا عندما أختبر هو ايضا معونة الله وانقاذه هو مطارد من الملك شاول { لولا الرب الذي كان لنا ليقل يعقوب . لولا الرب الذي كان لنا عندما قام الناس علينا.اذا لابتلعونا احياء عند احتماء غضبهم علينا.اذا لجرفتنا المياه لعبر السيل على انفسنا.اذا لعبرت على انفسنا المياه الطامية. مبارك الرب الذي لم يسلمنا فريسة لاسنانهم.انفلتت انفسنا مثل العصفور من فخ الصيادين الفخ انكسر ونحن نجونا.عوننا باسم الرب الصانع السماوات و الارض} مز 1:124-8. ولهذا كان داود يدعونا ان لا نتكل على بنى البشر ولا حتى على معونة الملوك والرؤساء بل على الله الحى { لن يخلص الملك بكثرة الجيش ، الجبار لا ينقذ بعظم القوة. باطل هو الفرس لاجل الخلاص و بشدة قوته لا ينجي .هوذا عين الرب على خائفيه الراجين رحمته. لينجي من الموت انفسهم و ليستحييهم في الجوع.انفسنا انتظرت الرب معونتنا وترسنا هو.لانه به تفرح قلوبنا لاننا على اسمه القدوس اتكلنا. لتكن يا رب رحمتك علينا حسبما انتظرناك} مز 16:33-22. هكذا فعل اشعياء النبى وكان يحزر الشعب قديما من الالتجاء الى العون الخارجى { ويل للذين ينزلون الى مصر للمعونة ويستندون على الخيل ويتوكلون على المركبات لانها كثيرة وعلى الفرسان لانهم اقوياء جدا ولا ينظرون الى قدوس اسرائيل ولا يطلبون الرب }(اش 31 : 1). ان خلاصنا بالله وعين الرب على خائفيه الراجين رحمته لهذا علينا ان نكون راسخين الثقة فى الله الأمين {لنتمسك باقرار الرجاء راسخا لان الذي وعد هو امين} (عب 10 : 23).

+ لقد جاء مسيحنا القدوس وديعا متواضعا ومع هذا كان قوياً مهاباً يقول الحق ولا يبالى بالوجوه ، جاء يخبر الأمم بالحق وينصر الضعيف وعلى اسمه رجائنا فى الخلاص من الشيطان والشر والخطية والضعف والموت . ان رجائنا لا يتجه ولا ينظر الى الظروف او يطلب شئ خاص بل يتجه الى الله {يخبر الامم بالحق. لا يخاصم و لا يصيح ولا يسمع احد في الشوارع صوته.قصبة مرضوضة لا يقصف و فتيلة مدخنة لا يطفئ حتى يخرج الحق الى النصرة. وعلى اسمه يكون رجاء الامم} مت 18:12-21. { لأنك أنت رجائى يا سيدى الرب متكّلى منذ صباى}(مز5:71). لقد قاد موسى النبى الشعب قديما من عبودية فرعون الى الحرية والدخول الى الاراضى المقدسة كخادم أمين أما السيد المسيح فهو كلمة الله المتجسد ورأس الكنيسة ومخلص الجسد سيقودنا الى الخلاص والدخول الى الأقداس السمائية متى تمسكنا بثقة الرجاء الثابت فيه الى النهاية { موسى كان امينا في كل بيته كخادم شهادة للعتيد ان يتكلم به.واما المسيح فكابن على بيته وبيته نحن ان تمسكنا بثقة الرجاء وافتخاره ثابتة الى النهاية} عب 5:3-6.

+ للخطاة رجاء فى الله غافر الخطايا ومانح العطايا .حتى لو جائنا لله كما اللص اليمين فى اخر لحظات حياتنا ، وللمرضى رجاء فيه وهو الطبيب الشافى الذى كل شئ مستطاع لديه ، وللجياع رجاء فيه وهو الذى أشبع الالاف من خمس خبزات وسمكتين ، وللذين فى الضيقات والتجارب رجاء فى خلاص الله الذى دافع عن المرأة الخاطئة وانقذها من الرجم وقال لها اذهبى بسلام ولا تخطئ ايضا ، وللذين تسلط عليهم أبليس رجاء فى من له السلطان على الارواح الشريرة ليطردها بكلمة ، وللذين تسلطت عليهم الضعفات والخطايا رجاء فى الذي حرر زكا العشار والمرأة السامرية ، وللحزانى رجاء فى اله التعزية الذى أقام لعازر من القبر انه سيقيم أحبائنا ويقيمنا لنلتقى بهم فى سماء المجد . فلا تيأسوا ابداً من رحمة الله بل تعالوا اليه يا جميع المتعبين والثقيلى الأحمال وهو يريحكم . ثقوا فى الله وشدة قوته وعمله من أجل خلاصكم واطلبوه فهو قريب { واما منتظرو الرب ، فيجددون قوة . يرفعون اجنحة كالنسور . يركضون ولا يتعبون . ويمشون ولا يعيون } ( إش 40: 31 ).

ما بين الرجاء الزمنى والأخروى .

 + إيماننا بان الله ضابط الكل وان كل ما يحدث فى عالمنا لا يخرج عن خطته للمستقبل البشري حتى لو أختلفت مقاصد الناس عن قصد الله ، فالله قادر ان يحول الشر الى خير والى تحقيق ارادته فى حياتنا . هذا يجعلنا واثقين مطمئين فى الله على المستقبل سواء مستقبل كل واحد منا أو على مستقبل كنيستنا وبلادنا وعالمنا . فعلى المستوى الفردى فى حياة يوسف الصديق قصد اخوته به شراً لكن الله اراد به خير عاش يوسف بالرجاء والإيمان حتى تحقق فى الواقع العملى {انتم قصدتم لي شرا اما الله فقصد به خيرا لكي يفعل كما اليوم ليحيي شعبا كثيرا }(تك 50 : 20). وهكذا على المستوى الجماعى كان لله خطة اعلنها لابراهيم ابو الاباء عن شعبه وتم تنفيذها على مدى قرون طويلة فليس لدى الله ماضى وحاضر ومستقبل بل معرفة شاملة كاملة عامله { فقال لابرام اعلم يقينا ان نسلك سيكون غريبا في ارض ليست لهم و يستعبدون لهم فيذلونهم اربع مئة سنة. ثم الامة التي يستعبدون لها انا ادينها و بعد ذلك يخرجون باملاك جزيلة. واما انت فتمضي الى ابائك بسلام وتدفن بشيبة صالحة. وفي الجيل الرابع يرجعون الى ههنا لان ذنب الاموريين ليس الى الان كاملا} تك13:15-16.

+ ليس معنى هذا اننا مسيرون نحو تحقيق الخطة الإلهية بل لنا الحرية والارادة والأختيار ان نسير حسب ارادة الله أو حسب شهوات قلوبنا وارادتنا الخاطئة ونتحمل تبعات خطواتنا الفردية او الجماعية الخاطئة . هكذا راينا السيد المسيح ينادى لاورشليم بالخلاص بل وقف على جبل الزيتون قبل اتمام الفداء وبكى عليها لانها لم تعرف ما هو لسلامها وانبأ عن خرابها وهدم هيكلها تلاميذه القديسين وعاتب قادتها وأهلها قائلاً: { يا اورشليم يا اورشليم يا قاتلة الانبياء وراجمة المرسلين اليها كم مرة اردت ان اجمع اولادك كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها ولم تريدوا.هوذا بيتكم يترك لكم خرابا والحق اقول لكم انكم لا ترونني حتى ياتي وقت تقولون فيه مبارك الاتي باسم الرب} لو 34:13-35. لقد كان أضطهاد المؤمنين الاوائل فى اورشليم سبباً لانتشارهم للكرازة فى كل العالم { فالذين تشتتوا جالوا مبشرين بالكلمة }(اع 8 : 4).

+ اننا نصلى لله ضابط الكل ، صانع الخيرات الرحوم ان يقود العالم ولاسيما بلادنا وشرقنا نحو السلام والعدل والعيش الكريم المشترك بين جميع الأجناس والاديان والدول والأمم . وان يلهم قادتنا ومسئولينا بل ويوجه قلوبنا جميعا نحو الخير والسلام والمصالحة بدلا من الصراع . علينا ان نسعى فى صنع السلام العادل والدائم والشامل ومحاربة التخلف والفقر والمرض والبطالة بدلا من زرع الكراهية والأحقاد فى النفوس التى تؤدى بنا الى الحروب والدمار والخراب . وعلينا قادة وراى عام تقع المسئولية كصناع مستقبل وحضارة أو دعاة كراهية وعداء وحروب بما ورائها من ثمار .اننا نصلى من أجل العتق للخليقة كلها لترجع الى الله بالإيمان ليتحقق رجائنا لنعتق من عبودية الفساد وتسلط الظلم والظالمين { لان انتظار الخليقة يتوقع استعلان ابناء الله.اذ اخضعت الخليقة للبطل ليس طوعا بل من اجل الذي اخضعها على الرجاء.لان الخليقة نفسها ايضا ستعتق من عبودية الفساد الى حرية مجد اولاد الله. فاننا نعلم ان كل الخليقة تئن و تتمخض معا الى الان.و ليس هكذا فقط بل نحن الذين لنا باكورة الروح نحن انفسنا ايضا نئن في انفسنا متوقعين التبني فداء اجسادنا} رو 19:8-23. وان كنا نتوقع المعونة من الله لينقذنا من الضيق الحاضر فيجب ان نحيا فرحين فى الرجاء ونعمل على تحقيق ارادته فى حياتنا بالعمل الدوب والسعى الدائم والايمان والصلاة { فرحين في الرجاء صابرين في الضيق مواظبين على الصلاة }(رو 12 : 12) ان رجائنا يتجه بالصلاة الى العون السماوى الأخروى الذى يضع نهاية لكل شدة { ويُقال فى ذلك اليوم هوذا هذا إلهنا انتظرناه فخلصنا. هذا هو الرب الذى انتظرناه نبتهج ونفرح بخلاصه}(إش9:25).

+ ان قيامة السيد المسيح هى حجر الزاوية فى الإيمان والرجاء المسيحي ، فان لم يكن المسيح قد قام فباطل ايماننا وكرازتنا ولكن كما قام السيد المسيح سنقوم نحن معه فى اليوم الاخير . ولهذا نصبر ونجاهد ونحيا ضيق والآم الزمان الحاضر على رجاء مكأفاة الأبرار { مبارك الله ابو ربنا يسوع المسيح الذي حسب رحمته الكثيرة ولدنا ثانية لرجاء حي بقيامة يسوع المسيح من الاموات.لميراث لا يفنى ولا يتدنس ولا يضمحل محفوظ في السماوات لاجلكم.انتم الذين بقوة الله محروسون بايمان لخلاص مستعد ان يعلن في الزمان الاخير.الذي به تبتهجون مع انكم الان ان كان يجب تحزنون يسيرا بتجارب متنوعة. لكي تكون تزكية ايمانكم و هي اثمن من الذهب الفاني مع انه يمتحن بالنار توجد للمدح والكرامة والمجد عند استعلان يسوع المسيح} 1بط 3:1-7. اننا نطلق من الرجاء الحاضر الى الرجاء الأبدى فى المسيح يسوع ربنا ، حيث اننا نحيا الجهاد الروحى على رجاء المجد العتيد ان يستعلن فينا فاننا نحيا على الرجاء بقوة وقيادة الروح القدس { و ليملاكم اله الرجاء كل سرور وسلام في الايمان لتزدادوا في الرجاء بقوة الروح القدس }(رو 15 : 13).

+ اننا من أجل هذا الرجاء فى الحياة الأبدية نحيا حياة التوبة والأيمان والبر كابناء الله القديسين {لانه قد ظهرت نعمة الله المخلصة لجميع الناس. معلمة ايانا ان ننكر الفجور و الشهوات العالمية و نعيش بالتعقل و البر و التقوى في العالم الحاضر. منتظرين الرجاء المبارك وظهور مجد الله العظيم ومخلصنا يسوع المسيح} تي 11:2-13 . ومن اجل الرجاء فى الحياة الأبدية نحيا حياة الطهارة والقداسة لنشارك فى المجد العتيد ان يستعلن فينا { انظروا اية محبة اعطانا الاب حتى ندعى اولاد الله من اجل هذا لا يعرفنا العالم لانه لا يعرفه. ايها الاحباء الان نحن اولاد الله ولم يظهر بعد ماذا سنكون ولكن نعلم انه اذا اظهر نكون مثله لاننا سنراه كما هو. وكل من عنده هذا الرجاء به يطهر نفسه كما هو طاهر.}(1يو 3 : 1- 3). لقد صعد الرب يسوع المسيح الى السماء كسابق لأجلنا { لنمسك بالرجاء الموضوع امامنا.الذي هو لنا كمرساة للنفس مؤتمنة و ثابتة تدخل الى ما داخل الحجاب. حيث دخل يسوع كسابق لاجلنا صائرا على رتبة ملكي صادق رئيس كهنة الى الابد} عب 18:6-20.

رجائنا فى اله السماء .

+ فيك رجائنا وثقتنا يالله ، يا رجاء من ليس له رجاء ، معين من ليس له معين ، عزاء صغيرى النفوس ، مينا الذين فى العاصفة .كل الأنفس المتضايقة والتى يريد الشيطان ان يقودها لليأس ، انت قادر يارب كراعى صالح ، ورب الكل انت تعطيها خلاصاً ومعونة ونعمة ورجاءاً لا يخزي . لتضمد يارب جراح المجروحين وتقيم الساقطين وتعطى رجاء للبائسين والمحرومين وتنصف المظلومين وتهدى الضالين فانت الهنا الأمين .

+ عندما نمر بتجارب وضيقات الحياة وعندما تواجه سفينة حياتنا أمواج البحر أو يبتلعنا الحوت كيونان ويظن البعض انه قد قضى علينا وما ارادوا كان ، نجد يدك الحنون لنا فى جوف الحوت تصون ، وتسد أفواه الاسود ، وانت يارب المجد بالرجاء علينا تسود . لنواصل الرسالة مؤمنين بحفظك ورعايتك وقيادتك الأمينة فى كل زمان والى منتهى الأيام.

+ رجائنا فيك يا من لا يعسر عليك أمر، ان تقودنا نحن شعبك يا من قلت ها انا معكم كل الأيام والى أنقضاء الدهر . يا اله النصرة والرجاء . اغلب بقوتك تيارات الالحاد والاباحية والمادية والفساد والشر ولتقودنا رعاة ورعية ، حكام ومسئولين وأهل فكر ورجال دين وشعب من كل أمة ولسان نحو السلام والخير والاخاء وليثبت الايمان و الرجاء و المحبة لنحيا منتظرين الرجاء المبارك و ظهور مجدك العظيم . أمين.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :