لا مانع من تطبيق الشريعة, ولكن!!
بقلم : د / وجيه رؤوف
كثرت هذه الأيام بعض المطالب من بعض التيارات الإسلاميه المتشدده بتطبيق الشريعه الإسلاميه ,
فما موقفنا من هذه المطالب ,
وفى هذا الموضوع الذى يعتبره البعض خط احمر لا يمكن الإقتراب منه لما يحمل من حساسيه دينيه لدى البعض نقول :
ليس هناك خطا احمر تحت السماء لايمكن الخوض فيه فما يؤثر على ابن وطنى المصرى أولا يؤثر على , وهنا لن نتكلم بإزدواجيه ولكن سنحاول تجميع الخطوط معا ,
فمثلا نقول فى بدايه الدعوه الإسلاميه وضعف الإمكانيات كانت تطبق الحدود على بعض المارقين فلم تكن هناك سجون كافيه لسجن اللصوص والقتله فكانت تطبق تلك الحدود كحكم رادع حتى لا يتم تكرار هذا الجرم وكان فى اقامه تلك الحدود حمايه للمجتمع من هؤلاء المارقين والقتله ,
وإن كان الخليفه عمر بن الخطاب الذى كان يلقب بالخليفه العادل كان قد أوقف تطبيق تلك الأحكام فى عام الرماده الذى كان يتسم بالفقر فكان لايقوم بتطبيق الحد على الفقراء والجوعى لمعرفته بألم الجوع وحاجه الشده وعوزها ,
أى أن الخليفه عمر بعدالته وحكمته قد وجد ان تطبيق الحدود فى هذه الظروف لا يجوز ,
هنا نصل إلى نقطه متفق عليها وهو أن تطبيق الحدود لا يجوز فى كل الظروف ,
وهنا نأتى إلى نقطه أخرى :
من يضمن لنا أن يجود الدهر بخليفه فى مثل عدل وحكمه عمر بن الخطاب وخصوصا حين اشتهر معظم قاده الدول العربيه بالفساد والرشوه والعماله ومن يضمن نقاء السريره والعدل فى المستقبل بعدما استشرى الفساد وعمت اركانه دولا كثيره ,
ولنأتى لنناقش بعض الدول :
إيران : فبعدما ثار الثوار على حكم الشاه واعتبروه فاسدا وقامت الثوره الإسلاميه على عاتق جماعه مجاهدى خلق واستطاعت ان تسقط حكم الشاه وتأتى بالخومينى الذى ادعى انه سيحكم بالشريعه وأنه آيه الله على الارض ,
ماذا حدث بعدها ؟؟
وماذا حدث لجماعه مجاهدى خلق التى حدثت على أكتافها الثوره ؟؟
حكم ايه الله الخمينى وبعده حكم من جاءو من آيات ونصبت المشانق فى الشوارع لكل من يثور على حكم آيه الله ,بل ورأينا على شاشات التلفاز اطفال صغار وشباب يشنق لمجرد أنهم قامو بالثوره على حكم آيه الله , وأصبح الجميع يعيش فى قهر السلطه الدينيه و قمعها ,بل وتم سحل جماعه مجاهدى خلق وتشريدها فى كل الدول , وحتى من استطاع منهم الهرب إلى العراق تمكنت إيران بمساعده حكم طالبانى والمالكى بالعراق من حصار جماعه مجاهدى خلق وعوائلهم فى مخيم أشرف حيث ينالو من التعذيب الجسدى والبدنى والصحى مايفوق الإحتمال ,
ومن ساعتها وتنادى جماعه مجاهدى خلق وهى أصل الثوره الإسلاميه جماعات حقوق الإنسان وتنادى كذلك الأمم المتحده لتخليصها من حكم آيه الله الظالم ,
تلك هى تجربه إيران فهل تريدون تكرارها حتى يأتى اليوم الذى تتمنون فيه أيام مبارك ونعيمها كما قد يظن البعض ساعتها ؟؟!!
ثانيا : السودان
وبعد تطبيق حكم الشريعه أصبح هناك الملايين من مقطوعى اليدين والرجلين من خلاف نتيجه تطبيق الشريعه عليهم وللأسف معظمهم من الفقراء ,
ألم يكن هناك رجل رشيد بينهم مثل الخليفه عمر ؟؟
وبعد تطبيق الشريعه حدثت خلافات الشمال مع الجنوب التى حصدت الملايين من الأرواح والتى إنتهت أخيرا بتقسيم الشمال عن الجنوب لتصبح هناك دولتين وهناك إحتمال لتقسيم السودان إلى أربع دول ,
فهل ننتظر تجربه السودان لكى تطبق عندنا وساعتها إن عاجلا او آجلا سيتم تقسيم مصر إلى عده دول ؟؟
هل ننتظر هذا ؟؟
ثالثا : أفغانستان
ولن أتكلم هنا كثيرا فجميعكم يعلم حين تولت طالبان حكم افغانستان وماذا فعلت حينما قامت بتحطيم تمثالى بوذا الأثريين اللذيك كانو يجذبو السياحه إليها بالإضافه إلى تنقيب النساء وحرمانهم من التعليم واصبح اقتصادهم يقوم على تجاره الحشيش وماشابه ,
فهل ننتظر لبلادنا مصير مثل هذا ؟؟
أن تمنع السياحه فى بلادنا وأن تحطم آثار أجدادنا والتى تدل على تاريخنا المجيد الذى يدل على أننا أول شعوب العالم حضاره واننا من أوائل الشعوب التى عرفت التوحيد وأن مصر فضلها على العالم اجمع فى جميع النواحى الصحيه والحضاريه من معمار وفنون وخلافه ؟؟
هل ننتظر هذا ؟؟؟
رابعا : السعوديه
وما أدراك مالسعوديه والتى تسير على المبدء الميكافيللى الغايه تبرر الوسيله ,
ولمن لايعلم فقد كانت السعوديه من الدول الفقيره قبل إكتشاف النفط بها وكاد عرش الحكم لآل سعود ان يسقط ويضيع منهم , ولذلك كان لابد من وسيله لتثبيت هذا الحكم ,
وكانت الوسيله الوحيده لتثبيت حكم آل سعود هو مساعده بريطانيا , فماذا كان الثمن ,
كان الثمن هو وثيقه أكد فيها الملك عبد العزيز آل سعود كما جاء فى وثائق ظهرت على النت أكد فيها الملك عبد العزيز آل سعود حق اليهود فى دولتهم بفلسطين وأنه يؤكد حقهم هذا ألف مره وحتى قيام الساعه ,
هذه هى السعوديه وهى الدوله العربيه الوحيده التى لم تدخل أيه حروب مع اسرائيل ,
ولكن ماذا عن الشعب ؟؟
الشعب الذى تم تقييده ذهنيا وابعدوه عن كل وسائل الحضاره ومنعت النساء من القياده واصبح رجالها محكومين بحكم لجان الحكم بالمعروف والنهى عن المنكر فاصبح الفرد كما العبيد يؤمر بالعباده ويصلى بالركرباج ,
واصبحت السعوديه هى الدوله الوحيده فى المنطقه التى تبذل الغالى والرخيص لؤد الثورات فى المنطقه وهى الدوله الوحيده التى تقطع يد السارق الفقير بينما تصبح ماؤى لكبار اللصوص والفاسدين أمثال بن على رئيس تونس المخلوع وعلى عبد الله صالح رئيس اليمن كما سعت بكل الطرق لتثبيت حكم مبارك كما عرضت عليه اللجوء إلى السعوديه فهى الدوله الوحيده التى تقطع يد السارق الفقير بينما تعفو عن كبار اللصوص الفاسدين !!
هل هذا مانريده لمصرنا ؟؟
لا أعتقد هذا
وبعد هذ أرجع واقرر ان الإعلان العالمى لحقوق الإنسان والذى وقعت عليه مصر بالموافقه ينص فى بند الحقوق الصحيه مامعناه :
لكل إنسان الحق فى الحقوق الصحيه التى تمكنه من الحياه بطريقه صحيه وان يمنح حقه فى العلاج من الامراض وان توفر له الدوله معايير الحياه الصحيه التى تمنع عنه المرض مشتمله على حق الإنسان فى الحمايه من التعذيب والتشويه الجسدى ,
وهنا ستتعارض هذه الماده مع البعض ممن لايؤمنون بالديانه صاحبه الشريعه ,
وهنا ستظهر بعض المعضلات :
فتبعا للإعلان العالمى لحقوق الإنسان من الممكن ان يتم تطبيق هذه الشريعه على اصحاب هذه الديانه ولكن لن يتم تطبيقها على أصحاب الديانات الأخرى ,
وطبعا يتم تطبيقها على اصحابها متى طالب اصحابها بذلك ولكنها لن تلزم أصحاب الديانات الأخرى ,
وهنا ستظهر معضله اخرى :
ماذا لوطبقت هذه الشريعه على الجميع قسرا سواء أرادوا او لم يريدو من قبل الدوله ,
هنا للأسف ستعطى الدوله الذريعه للطوائف المعترضه بطلب الحمايه الدوليه والحكم الذاتى وهذا للأسف مالا نريده ,
فهذا سيسمح للدول الأجنبيه بالتدخل وستحدث صدامات دمويه وسيكون هناك كثيرا من الضحايا وسينتهى الأمر بتقسيم مصر ,
فهل وعينا تلك النقطه و أدركنا المخاطر الكامنه وراء ذلك ,
وهذا يفسر سر تواطىء بعض الدول الأجنبيه ومفاوضاتهم مع بعض التيارات الدينيه المتشدده داخل مصر وذلك ليس محبه فى عيون هؤلاء ولكنه أملا فى تقسم مصر مستقبلا وهذا مالانريده ,
وهنا أستند إلى آيه فى القرآن الكريم التى تقول ما معناه :
( وليحكم أهل الكتاب بما جاء فى إنجيلهم )
وهنا تصريح واضح أن لكل طائفه شريعتها التى تطبق عليها ولا خلاف أو إفتئات على ذلك وهذا حق طبيعى لكل طائفه ,
إننى حين اكتب فى هذا الموضوع اكتب من اجل أخى المصرى المسلم ومن اجل حياته ومن اجل مستقبل اولاده ,
لست اكتب من أجل اقباطها فقط فحتى لو لم تطبق الشريعه الإسلاميه على القبطى فأنا لا أريد ان ارى يوما مسلما عاجزا أو مقطوع الأيدى أو الأرجل فحسبنا أن نساهم فى نهضه بلادنا وتطويرها حتى لا يحتاج الفرد يوما أن يمد يده أو يسرق ,’
ويمكننا ذلك بنشر الوعى والفكر والنهضه والحضاره ,
هذه مصر التى اتمناها فهل تتمنونها معى .
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :