- بمعرض الكتاب: وثيقة الأزهر محاولة جادة لبناء مصر المستقبل القائم على حضارة عريقة
- إمارة سيناء الإسلامية.. حلم السلفيين وكابوس مصر الجديد
- دراسة: السرية والأمن القومي معوقات حرية تداول أكسجين الديمقراطية
- قيادى بجماعة الجهاد الإسلامي لروزاليوسف: البلاد التي سنقوم بفتحها على النصاري إما دخول الإسلام أويدفعوا الجزية أو مقاتلتهم
- "العشوائيات والإعلام في الوطن العربي".. كتاب يكشف علاقة العشوائيات بالجريمة والإرهاب الديني
دي بلد شهادات!!
بقلم: ميرفت عياد
شاهدت بالأمس مسرحية "مدرسة المشاغبين" للفنان "عادل إمام" و"سعيد صالح" و"سهير البابلي" ومجموعة رائعة من الفنانيين. وعلى الرغم من أنني ضحكت على كم المواقف الكوميدية الموجودة بهذه المسرحية، إلا أنني لا أخفيك سرًا عزيزي القارئ، انتابني شعور بالضيق..
وهنا أسمع أحد القراء يقول لي باستغراب الضيق: هل يُعقل هذا أن تشاهدي مسرحية كوميدية كهذه وتشعرين بالضيق؟ من الواضح أنك تهوين الحزن والاكتئاب.. أصل بقى الضحك في زمانا حرام.. والسينما والمسرح وجميع الفنون رجس من عمل الشيطان!!
وهنا أقول لعزيزي القارئ: انتظر قليلًا، سأشرح لك ما بداخلي.. علك لا تتهمني بالكآبة.. فقد انتابني شعور بالضيق لأن هذه المسرحية قضت على قيم جيل بأكمله دون أن تعي هذا.. نعم، فهذه المسرحية أضاعت هيبة المدرِّس والناظر والمدرسة، وجعلت الطلبة يتجرأون عليهم تشبهًا بما يحدث في تلك المسرحية..
ولا تقول لي عزيزي القارئ ما هذا الكم من المبالغة؟.. ولكن- وهذا ليس كلامي بل كلام العديد من الناس الذين أكدوا لي- أن هذه المسرحية.. فتحت لهم الباب على مصراعيه للتنكيل بجميع القيم العليا.. والاستهزاء بالمدرس الذي قال فيه أمير الشعراء "أحمد شوقي": قف للمعلم وفه التبجيلا.. كاد المعلم أن يكون رسولا..
وهنا أسمع أحد القراء يقول لي: احنا في إيه وانت في إيه؟.. بلا تعليم بلا مدارس.. أوعى تقول لي دي بلد شهادات.. دي بلد فيها التعلب فات.. وفي ديله سبع شهادات.. عاش بيهم محروم شحات..
اسمع بس عزيزى القارئ.. إن كل ما نعاني منه الآن من عشوائية وغوغائية وتعصب وإشاعات وأحداث طائفية ورفض للآخر وجهل ومرض وتلوث وووو.. هو نتاج طبيعي لتعليم فقد دوره في خلق أجيال لديها القدرة على التفكير المنطقي.. أجيال تعي قيمة العلم والتقدُّم.. أجيال تنتج التكنولوجيا ولا تقوم باستهلاكها فقط.. أجيال لا تكون عالة على المجتمع الدولي.. بل أجيال تضيف للحضارة والإنسانية أبعادًا جديدة.. أجيال لا تقودنا إلى الخلف مئات القرون.. وفي نفس الوقت تستهلك منجزات الحضارة..
عرفت عزيزي القارئ لماذا شعرت بالحزن والألم وأنا أشاهد هذه المسرحية.. لأنها ضغطت بعنف على "دمل التعليم المتردي في بلادنا" وأخرجت ما به من صديد في وجهي.. آلمني وأحزنني على بلادي "مصر" أم الدنيا ومهد الحضارات والأديان.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :