وأين حق شهداء القديسيين أيها الثوار
بقلم :زكريا رمزى زكى
ميدان التحرير أصبح المظلة الشرعية التى تنطلق منها القرارات السياسية وتحدد كثير من المصائر وتطالب بالقصاص من دماء الشهداء ودائما يأتى رد الفعل الحكومى من ميدان التحرير . لكن يبدو أن الثوار نسوا حق دماء شهداء مصريين راحوا غدر بدون أى ذنب هم شهداء كنيسة القديسيين بالاسكندرية , الشهداء الذين بلغ عددهم اكثر من عشرون شخصا ماتوا بدون أى ذنب ارتكبوه لم يخرجوا ليعارضوا النظام أو يطالبوا بإسقاطه ولم يذهبوا ليحاصروا وزارة الداخلية لاسقاط وزيرها , ولم يهتفوا أو يلوحوا بأيديهم حتى . فقط خرجوا ليصلوا ليلة العيد , خرجوا من منازلهم وهم فرحين ولم ولن يعودا لها مرة أخرى , ماتوا وتركوا أطفالهم وذويهم بدون عائل . تناثرت أشلائهم عندما تناثرت أشلاء مصر .
إختلطت دمائهم بملابس العيد لترسم لوحة من الغدر والحقد الدفين . وبعد كل ذلك تناسينا حقهم ودفنا اجسادهم بدم بارد , حين إندلعت الثورة كانت أهدافها الحرية والديمقراطية , وهنا أقول أى حرية هذه التى تتغاضى عن دماء الأبرياء , أى حرية هذه التى تولد لتنصر من قتل , هنا الحرية صورتها مقلوبة تهب نفسها للغادر وليس للمظلوم , أيها الثوار وأنتم تعتصمون تحت الشمس الحارقة لعدة أسابيع ألم يجول بخواطركم المطالبة بالقصاص لدماء هؤلاء الشهداء المصريين كما تطالبون بالقصاص لقتلة شهداء الثورة . ألم تشعرون بالغصة والألم لأن دماء هؤلاء سوف تذهب هدر , والجانى طليق حر ينعم بفوائد الثورة التى اعتقته من القصاص لهؤلاء . ألم تؤرقكم ضمائركم لكى ترفعوا يافطة فى وسط كل مطالباتكم لهؤلاء , لو فعلتموها لكنا صفقنا لكم جميعا كما نصفق لكم الان , لكن يبدو أنكم نسيتم كما تناست الحكومة والمجلس العسكرى حق هؤلاء .
لقد تاه المجلس العسكرى بآمال الشعب المصرى الذى توقع خيرا من الثورة . إنه إستلم الثورة من الشباب ليقدمها للتيارات الدينية على طبق من ذهب . ولم يجهد نفسه فى التفكير من اجل إعادة حقوق هؤلاء الشهداء . إننا نعيش نفس السيناريو القديم لم يتغير سوى الأشخاص فقط أما السياسات كما هى . لكننا فى كل هذا نرفع مظلمتنا إلى الله أولا ونقول له إن دماء الشهداء تصرخ من الأرض طالبة القصاص . ونحن نثق جدا فى أن الله لن يضيع دماء هؤلاء الشهداء حتى ولو قصد البشر هذا فالله هو العدل لن يجعل للظلم والظلام مكانا . وثانيا نحن نطلب من الحقوقيون والمحاميين الأقباط بأن يطالبوا وبكل قوة بفتح ملف هذه القضية وإن لم يستطيعوا فليتم رفع قضية فى المحكمة الجنائية الدولية لأن بولس الرسول عندما كانت له مظلمة لم يستكين ويسكت بل رفعها الى قيصر . فلا تفرطوا فى حق الشهداء لأنها أمانة أوكلت لكم . ومن هنا نطلب من الشباب العظيم شباب الثورة أن يدرجوا قضية كنيسة القديسيين ضمن مطالبهم التى يرفعونها فى كل وقت لأن الذين قتلوا مصريين أيضا . وبعد كل ذلك أطالب من إتحاد شباب ماسبيرو إن لم تنجح هذه المساعى تنظيم إعتصام حاشد أمام وزارة العدل . لأننا لو فرطنا فى حق هؤلاء الشهداء فاننا نفرط فى مصر
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :