الأقباط متحدون | هيا بينـــا .. جاسمين محتاجة لينـــــا ..!
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٤:٥٥ | الخميس ٢٨ يوليو ٢٠١١ | ٢١ أبيب ١٧٢٧ ش | العدد ٢٤٦٨ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

هيا بينـــا .. جاسمين محتاجة لينـــــا ..!

الخميس ٢٨ يوليو ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم : نبيل المقدس
كانت والدتها في المطبخ تُجهزْ طعام الغذاء كعادتها , لها ولإبنتها , ولحفيدتها والتي لا تتجاوز الثلاث سنوات عندما رن الموبايل فجأة , تَركَتْ ما كان في يديها وهَرَعَتْ إلي مكان الموبايل لأنه من الواضح أنها كانت مُنتظرة مُكالمة هامة .. فهذا اليوم هو الحُكم الأخير لحصول إبنتها علي تصريح طلاق من الكنيسة بعد رحلة عذاب دَامتْ سنتين , تَناولتْ الموبايل بلهفة ولَمَحتْ نمرة إبنتها علي شاشة الموبايل , فبدأتْ بالكلام .. طمأنيني ياحبيبتي .. فكان ردْ إبنتها "نادية ".. باركي لي ياماما ... خِلصتْ والحمدالله ... أخيرا ياماما أصْبحتُ حُرة ... دلوقتي يادوب أقدر أتمتع بنفسي .. وما إن سَمِعَتْ الأم هذا الخبر أطلقتْ زغرودة , لكن وبدون إحساس وَجَدَتْ نفسها تَبْكِي ناظرة إلي حفيدتها التي كانت نَائِمة علي سريرها فأنّبَتْ نفسها بأنها أطلقتْ زغرودة ..

فنَدِمَتْ علي فرحتها وقـَالتْ في نفسها " جَاتِك خِيبة يافوزية بتزغردي علي إيه ؟ لخراب بنتك ؟!!" .
عَاشَتْ "نادية" مع والدتها حياة عادية أولها فرح وحرية وراحة , لكن بعد سنة من حصولِها علي الطلاق وَجًدَتْ نفسَها إمرأة بائسة قانطة , تَعيش حياة مُمِلة .. لا إهتمام لها إلا لإبنتها .. ولوالدتها .. بَدأتْ تَشْعُرْ أن نظرات الناس تَغَيّرَتْ , حتي أصدقائها وأقاربها بَدأوا يبْتَعِدون عنها .. ليس لشيء إلا لأنها أصْبَحَتْ إمرأة مُطلقة .. إمرأة منبوذة .. إمراة تُسَبِبْ فزاعة لأي عائلة . بَدأتْ تَنْطَوِي علي نفسها .. إبتعدتْ عن المجتمع .. لم يَكُنْ أمامها الآن إلا ان تَهْتَمْ بإبنتها و بعملها أكثر وأكثر ..
ذَهَبَتْ إلي الكنيسة بعد غياب .. وبَدأتْ تُدَاوِمْ في تقديم الخدمات الصحية .. وفي إحدي زياراتها للمستشفي الملحقة بالكنيسة .. إلتقتْ "بمجدي" الذي أبْدَي إعجابه بها , بَدأ يُلاحِقَها وطلَبَ منها الزواج .. إقتنعتْ به وخصوصا انه يَعْلمْ قصتها .. بَدَأتْ تَرَي نفسها في المرآة فلم تَرَي إلا فتاة مايزال الشباب ينْبُضْ فيها , وأنوثتها ما زالت تَسْرِي في عيونها , ونعومتها واضحة علي خدودها , وشقاوة الشباب تَظْهَرْ علي فورمة شعرها والتي تُغَيِرُهُ من وقت إلي وقت آخر ..
تَكَلمتْ مع والدتها .. أن هناك شخص مناسب لها .. أقْنَعَتْ والدتها به .. دَعَتُهُ لبيت والدتها .. إتفقوا علي كل شيء .. وحان وقت الفرح الذي سوف يكون غير مُعْلنْ طبقا لشروط نادية لأنها أصرتْ علي عدم تِكرار إرتداء فستان فرح ثان .. وبشعور داخلي لم تقصِدُهُ بَدأتْ في تغيير "مجدي" الذي سوف يصبح زوجها الثاني .. فبدأتْ تَخْتار له موديلات ملابسه , ولون كرافتاته .. حتي أوصلتُهُ صورة طبق الأصل لزوجها "مدحت" زوجها الأول .
في صباح يوم ذهابها إلي منزل الزوجية الجديد .. إستلقتْ علي الكنبة الأسيوطي .. مكانها المفضل عندما تخلو بنفسها منذ أيام صباها .. سَرَحَتْ طويلا .. حتي أنها وَجَدَتْ نفسها في دار سينما تُعِيد شريط ذكرياتها مع الزوج الأول " مدحت " .. تذكرتْ لحظة قراءة خبر القبض عليه في بيت مشبوه " دعارة" .. لم تتحملْ الصدمة .. فقد كان حبها له أعظم حب أيام الكلية .. تزوجتهُ عن حب .. كان كل شيء لها .. وكانت "جاسمين" ثمرة الحب .. لكنه أخذَ عادة لعب القمار من والده .. فبدأ يَذْهَبْ إلي هذا المكان الذي كان يَضُمْ وكرا للخطايا من قمار ودعارة . فأصْبَحَتْ الحياة بينهما مستحيلة ومملوءة مشاكل من إنسحاق لكرامتها ودهس لأنوثتها .


كان الطلاق حقها .. الإجراءات أخذتْ منها سنتين فقط .. إستعدتْ ان تتركْ منزل والدتها .. لَبَسَتْ أحلي الثياب .. أسرعتْ إلي المرآة لم يَعْجِبُها الفستان الذي أحْضَرَهُ لها " مجدي " زوجها الثاني لكي تَلْبِسُهُ في هذا اليوم , بسرعة غَيّرَتُهُ ولَبَسَتْ فستان كان إشتراه لها " مدحت " زوجها الأول في عيد ميلادها .. دق جرس الباب .. دخل "مجدي" وأخذها بلهفة إلي مكتب الكاهن الملحق بالكنيسة لكي يوثقا العقد .. أخذها بعربيته , ولأول مرة يأتيها إشتياق أن تُعَلِقْ الصليب الذي كان موجودا في عربة " مدحت " زوجها الأول . و في أثناء الطريق سَألتُهُ أن يَشْتَرِي سبراي للسيارة وأوصَتُهُ علي نوع معين كان مدحت " زوجها الأول يَرُشْ بهِ صالون العربة .. كانت علي وشك ان تَطلبْ منه تَغيير رقم العربة برقم عربة زوجها الأول .. حتي وَصَلا إلي منزل الزوجية الثاني .. دَخَلا مدخل العمارة .. حَيّتْ البواب " مساء الخير يا عم حسن " رد عليّها إسمي " منعم يا هانم " .. إفتكرتْ أن إسم حسن كان بواب العمارة لشقتها الزوجية الأولي .. دَخَلا المصعد , وبدون وعي ضَغطتْ علي زرار الدور الرابع .. وإذ تَسْمَعْ " مجدي " الزوج الثاني يقول لها " أحنا في الدور الثالث ياحبيبتي .. تَذَكرتْ أن شقتها الأولي مع مدحت " زوجها الأول " كان في الدور الرابع ..
بدأت تَعيش حياتها الأولي .. لم تَنْسَي أطلال الماضي مع " مدحت " زوجها الأول .. قالتْ في نفسها , سوف تأتي اللحظة وأتْعَودْ علي واقع حياتي مع " مجدي " زوجها الثاني . فَتَحَ "مجدي" الزوج الثاني الباب , وعند دُخولها شَعَرَتْ أنها تَدْخُلْ هذه الشقة لأول مرة .. بالرغم أنها كانت تأتي يوميا لتجهيزها لمدة 4 شهور.. تَرَددتْ وشَعَرَتْ بأنها غريبة عن "مجدي" زوجها الثاني .. لكنها حَاولتْ ان تَرْضَي بالواقع .. وبمجرد دخولها تَوجَهَتْ إلي المطبخ وأشْعَلتْ البوتاجاز .. تعجب " مجدي " زوجها الثاني .. قال لها بتعملي إيه ؟؟ تَنَبَهَتْ فقد تَعَودَتْ عند دخولها البيت هي و"مدحت" زوجها الأول تَذْهَبْ إلي المطبخ لكي تَعْمَلْ له فنجان القهوة ..


جاء الوقت التي كانت تَعْمَلْ حِسابه وتخشاه .. حَاوَلَ " مجدي " زوجها الثاني أن يَتَقَرّبْ و يتودد لها .. تنبهتْ لنفسها .. احستْ بإحساس غريب .. كيف تُجَاريه حتي يَصلْ الأمر أن تتجردْ من ملابسها امامه بهذه البساطة .. لم تتصورْ هذا الموقف .. لم تتخيلْ بتاتا أن يَجيء وقت وتَرمي جسدها بين أحضان رجل آخر .. وفي نفس الوقت يعيش رجلها الأول . أيا كان متزوجا مدني أو مايزال بغير زوجة ثانية .. سألتْ نفسها : ما الفرق بينها وبين إمرأة عاهرة .. زانية .. غير شريفة ؟. جَاهدتْ ان تتغلبْ علي الطبيعة التي وضعها الله بانه "جعل للمرأة رجلا واحدا" .. أخيرا بعد صراع ذهني نجحتْ وتحررتْ بسرعة من يديه.. وجمعتْ نفسها وهرعتْ إلي الباب وفتحتهُ .. جري ورائها .. لكنها كانت الأسرع فتحتْ باب المصعد ودخلتْ المصعد .. إتضح أن المصعد لم يكن موجودا , فوجدتْ نفسها تَسَبحْ في نفق من نور عجيب .. وشعرتْ أنها تقترب إلي مصدر النور .. وعندما اوشكتْ أن تلمس يديه صرختْ بصوت عال : أشكرك ياااارب .... جائتها والدتها .. خير يانادية .. في إيه يا بنتي ؟؟ !! انتبهت نادية أنها كانت في حلم وأنها مازالت علي الكنبة الأسيوطي .. في لحظتها أيقنت أن المراة ينبغي أن تكون لرجل واحد .. والرجل ينبغي أن يكون لزوجة واحدة .. هرعت إلي الموبايل وفي نيتها ولأول مرة قصدت نمرة موبايل" مدحت " زوجها الأول .. لكن سبقتها رنة موبايله .. وتفاجيء أنها نمرة "مدحت" زوجها الأول .. وفي وقت واحد وفي لسان واحد ... قالا : هيا بينا علي بيتنا .. جاسمين محتاجة لينا ...!!
زغردت الأم .. لكنها فجأة توقفت وقالت .. هو يجوز ليكم ترجعوا تاني .. ردت نادية .. زي ما أنا سعيت علي الشر .. عليّ أن أسعي للخيـــــر .... ربنا خلقني لكي أكون معينا لرجل واحد طيلة العمر ... !!!

من هنا علينا أن نركز علي سؤال الأم .. هل يجوز لمدحت ونادية أن يتزوجا مرة أخري ...؟؟
ننتظر ردودا بعيدة عن أي إساءة .. ردود فعالة ومفيدة نابعة عن حالات مثلها تم الفصل فيها ... أو لم يتم فيها الفصل ... و رأيكم بصراحة بدون تشنج أو عصبية .. لكي نفيد شبابنا بما يسر به الرب .... واشكركم.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :