- جمعه الوحدة ما لها وما عليها
- الإخاء الانسانى وكيفية علاج التعصب الطائفي والمذهبي
- "مجدي نعوم": لم أوجه إتهامًا لأحد بسرقة محل المجوهرات الذي أملكه فلا عداوات لي مع أحد
- نائب مجلس مدينة "ملوي": أنوقَّع أن تكون "مصر" بعد عامين كـ"تركيا" و"ماليزيا"
- أصغر عضو فى البرلمان الدنماركى: صياغة الدستور يجب أن تتم بالتوافق والإجماع العام وليس بالأغلبية
حديث آخر الشهر
بقلم: مينا ملاك عازر
أعزائي القراء، اعتدتُ أن أكتب لكم في نهاية كل شهر مقالًا يعنون بـ"حديث آخر الشهر"، وكنت أحاول أن أبتعد فيه عن السياسة، وأقترب من قلبك، وأترك الغم المضحك؛ لأقترب من الهم المبكي. لكن منذ أن قامت الثورة، وأنا توقفت عن كتابة مثل هذا المقال، وقلت هذا من باب الثورة على النظام القديم الخاص بي.. فأنا كمان من حقي أقوم بثورة على نظامي، وسقط النظام. طبعًا حضرتك حاتسألني، وحاتقول لي: طب ليه رجعت؟ أقول لك يا سيدي الفاضل: انظر لميدان التحرير أول أمس لتعرف أنه لم تقم ثورة، وإننا أسقطنا جزءًا من النظام، وأبقينا على الجز الأكثر إفسادًا. فإن كان من أسقطناهم فاسدين ماليًا وسياسيًا، فهؤلاء فاسدين عقليًا وضميريًا. وإن كان من سقطوا كانوا كاذبين، فأولئك هكذا أيضًا. وإن كانوا من سقطوا خداعين، أظنك تتفق معي أنهم أكثر منهم خداعًا..
فقد إتفقوا على أن تكون جمعة "لم الشمل"، أصبحت جمعة "فك الوصال"، ومن سيدي وصالك لفك وصالك، انتقلت "مصر" بسبب الثورة التي كانت شريفة عفيفة، وأصبحت مقلقة مخيفة، بعد أن ركبها أولئك السُرّاق الموالين للنظام السابق! ألم يكونوا أولئك هم من كفَّروا من طالبوا بإسقاط النظام؟ دلوقتي رجعوا ينضموا لمن طالبوا بإسقاط النظام، ويجمعوا ثمار إسقاط النظام!! أليس ذلك كذب وخديعة؟ لكن لا لوم عليهم. اللوم على الثوار الذين تركوهم ينضمون إليهم، واحتضنوهم ووثقوا بهم، ولم يعلموا أنهم متلونون منتفعون باحثون عن مصالحهم والسلطة. ورغم كل نصائحنا لهم بالحذر من أن الثورات يقوم بها الشرفاء ويرثها الأوغاد، إلا أنهم لم ينبهوا، فتركوها وتركوا ظهرها عريانًا لكل منْ يريد القفز، فقفز عليها حماة النظام القديم باسم الدين، ومن كان يعقد معهم الصفقات الانتخابية والدينية لتأمين بقائه حتى أثناء الثورة، ومنْ كانوا يعلنون رفضهم للنزول يوم 25/1 الماضي إلى أن اقتربت الثورة من النجاح، فاشتركوا لينهشوا في لحمها.
ولكن لحم الثورة مُر.. لحم ملطَّخ بدماء شهداء أبرار.. فدوا "مصر".. أحبوها.. وضحوا لأجلها.. كانوا طامحين وليسوا طامعين.. كانوا مشتاقين وليسوا متساقين.. لحم الثورة به عظام ناشفة ستقف بزور من يحاول بلعها، فسيختنق ويموت. لن تكون مصر "إيران" جديدة.. لن تكون "مصر" امتدادًا لـ"السعودية" غربًا و"السودان" شمالًا، لا لشيء إلا لأننا شعب وسطي.. لا يحب التطرف ويرزل المتشددين.. يحب الخير ويرفض الغباء والجهل والخداع والالتفاف على الحقائق والقفز فوق أجساد الشهداء، ليجعل منها سلمًا نحو كرسي الحكم!!
المختصر المفيد، منْ كانت الخيانة وسيلته يجب أن يكون الإقصاء من نصيبه.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :