- جمعه الوحدة ما لها وما عليها
- الإخاء الانسانى وكيفية علاج التعصب الطائفي والمذهبي
- "مجدي نعوم": لم أوجه إتهامًا لأحد بسرقة محل المجوهرات الذي أملكه فلا عداوات لي مع أحد
- نائب مجلس مدينة "ملوي": أنوقَّع أن تكون "مصر" بعد عامين كـ"تركيا" و"ماليزيا"
- أصغر عضو فى البرلمان الدنماركى: صياغة الدستور يجب أن تتم بالتوافق والإجماع العام وليس بالأغلبية
أنا مسيحي .. وعاوزها إسلامية!!
بقلم : ايهاب شاكر
كالعادة مع التيار الإسلامي، الذي لا يعرف أن يحفظ عهداً،فقد انسحبت ٣١ من قوى وائتلافات الثورة والأحزاب والطرق الصوفية من المظاهرات، احتجاجاً على ما سموه «إخلال التيارات الإسلامية بالاتفاق على توحيد الصف والمطالب». وسيطرت التيارات الإسلامية على ميدان التحرير، هؤلاء الذين كانوا مختبئين في جحورهم أثناء الثورة وحينما كان المتظاهرون الشرفاء يسقطون شهداء الحرية، ومنعت هذه التيارات المتسلقة، المتحدثين على منصة «٦ أبريل»، وكان الصوت الأعلى فى الميدان لهتافات «إسلامية إسلامية» و«الله أكبر» و«الشعب يريد تطبيق شرع الله» و«الإسلام قادم» و«سامع سامع يا مشير.. إحنا جينالك فى التحرير»، فيما انتشرت لافتات ضخمة أبرزها كان العلم الذي يقدر طوله ١٥ متراً مكتوب عليه «لا إله إلا الله»، ولافتات أخرى ضد العلمانية والمدنية والمبادئ الذي يُطلق عليها فوق الدستورية، مع المطالبة بتحكيم القرآن ونصرة الإسلام، فيما أطلق البعض على هذه المظاهرة " غزوة الميدان" بناء على هذا الكم الضخم من اللافتات الإسلامية التي تخالف ما اتفقت عليه جميع القوى قبل المظاهرة.
وفي الحقيقة، لست بمندهش ولا متفاجئ بما فعلته هذه التيارات الظلامية، فالمدقق البسيط في تاريخهم يتوقع خطواتهم واستراتيجيتهم حتى يصلوا أو يحصلوا على ما يبتغون" وشعارهم في ذلك معروف" الغاية تبرر الوسيلة" وأيضا" اتمسكن لحد ما تتمكن" والذي يُعرف دينيا " بالتقية" .
عندي ولد صغير عمره سنة تقريبا، في إحدى المرات كنت أشرب كوباً من الشاي، وكان ساخناً، وأصّر ابني على أن يمد يده ويلمس الكوب، ماذا تتوقعون أن أفعل؟! بالطبع رد الفعل متوقع، أن أبعد يده عن الكوب أو الكوب عن يده، أليس كذلك، فأنا أب ومحب لإبني؟
حقيقة، لم أفعل ذلك، بل نطقت له كلمة" دح" وجعلته يلمس الكوب، فشعر بسخونة الكوب وأبعد يده كرد فعل طبيعي للموقف.
بعد ذلك كل ما يراني أمسك كوبا من الشاي، يقول إياه يا شطار ...... صح، دح.
ربما يسأل سائل، ماعلاقة هذه القصة بما أقوله في هذا المقال؟!
البعض لا يعرفون نتيجة ما يرغبون إلا بعد أن يجربوا بأنفسهم، وربما يُلسعوا بنار التجربة، حتى يتعلموا.
وعلى الرغم أن تجارب الدولة الإسلامية من حولنا لهي واضحة وضوح مجرى النيل على الخريطة، من انهيار وفشل وتناحر وخراب وتأخر ومجاعات وغير ذلك من الانحدار، وعدم تقديم هذه الدول أي خير للبشرية أو مساعدة لها ضد الفقر والمرض والجوع والتأخر والحروب، إلا أن البعض عليه أن يجرب بنفسه مثل ابني البيبي الصغير.
وقد قلت في مقال سابق هل لأحد من الذين يريدونها إسلامية أو دينية أن يقول لي أو يخبرني عن أية دولة من التاريخ القديم أو المعاصر طبقت الشريعة ونجحت, أريد نموذج طبقها ونجح ويُحتذى به , هل أفغانستان مثلاً؟ ربما إيران؟ الصومال احتمال؟ وأيها قدم للبشرية شيئا مفيدا نفتخر به أو نستخدمه لفائدة الإنسان؟
لكن لا مفر، لذلك وكما عنونت مقالي: انا مسيحي وأريدها إسلامية، حتى نجرب معا ونرى بأم أعيننا ما ستؤل إليه البلاد، فنحن على عكس ما هو متصور كمسيحيين لانخاف من الاضطهاد، فالمسيحية مضطهدة على مر العصور، وهذا ما أخبرنا به السيد المسيح، " يعني احنا متعودين، فمعندناش مشكلة" واعتقد أن أول من سيكتوي بنار " الدينية" هم أنفسهم من يطالبون بها. حين يرون الأكتع والأعمى والأعرج والذي يُرجم في وسط ميدان التحرير نتيجة لتطبيق حدود الشريعة، وحين يرون السياح وهم يمنعون بل يهربون من بلادنا، ونرى المصريون وقد فُرض عليهم نوع معين من الملابس، وتغلق دور السينما ويمنع الطرب والأغاني كما حدث في التحرير ..... هذه هي بداية مظاهر " الدينية" وهذا ما كتبته المبدعة " أماني موسى" في إحدى كلماتها في " كلمة ونص" حين قالت:" خروج مليونية للمطالبة بدولة دينية يجعلني شبه ميقنة أن المصريين لن يرفضوا الحكم الديني إلا حينما يقعون تحت رحاه ويرزحون تحت نيره".
لذا لا مفر ، فيما يبدو، من التجربة المباشرة حتى نتخلص من هذا الهوس الديني، وعليه أطالب بتفعيل مبادئ الشريعة الإسلامية، وجعل مصر دولة دينية كتجربة، متأكد كل التأكد من نتيجتها، في الوقت القادم.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :