بقلم: شريف منصور

كيف سيضع المصريين دستور يحمل في بنوده ما يكفي لحماية حرياته العامة ؟ وهو شعب لم يعرف للحرية معني خلال 6 عقود متتالية ؟
عندما يتخيل متخصص في علم النفس أن منع إذاعة محاكمات الديكتاتور هي حماية للأطفال من معرفة حقيقة الحاكم الديكتاتور لان ليس كل حاكم ديكتاتور ؟ بل مبارك كان أب خايب في مكان لا يصح ان يكون فيه ؟
هذا ما قاله الخبير المتعلم الدكتور يحي الرخاوي " أرفض إذاعة المحاكمات للحفاظ على هيبة الحاكم في عيون الأطفال"
كارثة أن في عصرنا هذا أن يتخيل مثل هذا الرجل وهو بهذه المكانة العلمية انه يملك الحق في قبول او رفض شيء كأنه وصي علينا ؟ ورده ينم عن نرجسية متأصلة في طريقة تفكير هذا الجيل . هذا الجيل الذي عاش و ترعرع في حضن ألديكتاتوريه العسكرية ولم يتجرا أحد أن يقول لهم وقت حكمهم ما قالوه بعد رحيلهم. لقد قال الرخاوي " مبارك كان أب خايب ركب في محل ليس مؤهل له"
هل حقا مبارك اب ؟ وهل مبارك خايب و هل مبارك ركب وهل مبارك غير مؤهل ؟
أجد نفسي مشققا علي حال مصر أن كان شعبها يستمع في الفضائيات لمثل هذا الرجل من حاملي شهادة الدكتوراه. وهو من الذين يعانون من حالة انفصام الشخصية و انعدام الشجاعة في مواجهة الأخطاء.

مبارك او أي حاكم ليس اب ولا يجب معاملته علي أنه أب ؟ الحاكم شخص ينتخبه الشعب لكي يحقق متطلبات الشعب علي الصعيدين الداخلي و الخارجي. بالذات مبارك لم يكن يوما أب ولم يتصرف بأبوة علي الإطلاق ، بل في معظم الأوقات التي كان يجب أن يكون فيها قائدا وقدوه يمثل شعبه. رأيناه استهتر بمشاعر الشعب فقد الف مواطن في حادث العبارة بل ذهب يشاهد مباراة في الكرة. ومرات كثيرة أدار وجهة و غض بصرة وسمعه عن مصائب ألمت بشعبة . أكم من نداءات وجهناها له لكي يتدخل بحزم فيما يدور ويشتعل بين شعب مصر من عنصرية طائفية صنعتها أجهزته و حزبه ؟ بل تمادت قوي التطرف في هجومها عندما رأت أن مبارك لا يهتم الا بنفسه ولا ينصف الضحايا بل يعقد الاتفاقات السرية بينه وبين الجناة. مبارك هذا الحاكم ليس أب بأي حال من الأحوال وهو من خدع عن عمد أبناء هذا الشعب علانية . لاننسي كذبه و كذب حاشيته الفاسدة عندما كان يذهب منتفخا يفتتح مشاريع وهمية . مشاريع أكثروا منها لكي يسرق بها هو وبطانته ثروات مصر دون حياء. و لم يشعر بأي خجل عند ارتكاب جرائم التبديد المتعمد لثروات مصر في مشاريع فاشلة أهدر فيها مليارات كان الشعب في اشد الاحتياج لها.
هل مبارك خايب ؟ من وجهة نظري ان مبارك ليس برجل خايب بل هو رجل ذكي ذكاء اللصوص و هو عديم الامانه او النخوة الوطنية عندما استخدم ذكاءه في الركوب علي أنفاس هذا الوطن بمساعدة الأستاذة و الدكاترة من أمثال يحي الرخاوي و الدكتور رئيس الوزراء الأخير نظيف الذي صفته ابعد ما يكون عن أسمة.

هل ركب الحكم وهو غير مؤهل له ؟ وهل كان من سبقوه مؤهلين ؟ بل كل من وضعهم انقلاب العسكر خلال الستة عقود الماضية لا يملك من الخبرة أو حتى الوطنية الحقيقة ما يكفي أن يدير شارع وليس حتى مدينة. بداية من أكبر راس إلي اصغر راس. القائمة طويلة جدا من الأسماء التي ربضت بضراوة شديدة علي نفس الشعب المصري خلال هذه الفترة السوداء من تاريخ مصر الحديث. نقول ان لكل قاعدة شواذ ولكن وللأسف لم تكن القاعدة سليمة بل كانت هي الشواذ. و أن كانت في بعض الأحيان يخطئون و تأتي رياح الحق بشخصيات سوية تعد علي إصبع اليد الواحدة. لم يتكرر أمثالهم ولم يبقوا في مراكزهم طويلا لأنهم كانوا مجتهدين و ملتزمين مثل وزير الداخلية السابق اللواء محمد رشدي.
هل حقا بمنع محاكمة الفاسدين علنا نحمي الأطفال من تشويه صورة الحاكم أم بالمدارة و التعتيم نخلق المناخ المناسب للفساد أن يستشري أكثر وأكثر ويتمادى الفاسدين من أفساد مصر.
الديموقراطية تعني مزيدا من الحرية و من الحرية أن يعرف الشعب كل شيء يدور وراء الكواليس . لابد أن يعرف الشعب ماذا فعل هؤلاء الذين يجب عليهم أن يحافظوا عليه و علي الأمانة التي أعطها لهم عندما انتخبهم بمقدراته.
مبارك يستحق اكبر قدر من الإذلال العلني أمام العالم كله وليس أمام الشعب المصري فقط. من يستحل لنفسه أن يقتل المواطنين ويأمر بتيتم أطفال و تحويل أكثر من 800 زوجة الي أرملة و أمهات إلي ثكلي بين ليلة وضحاها و أكثر من 3000 طفل إلي أيتام لكي يحافظ علي كرسيه بأي ثمن يستحق ان يوضع في قائمة أقذر من حكم مصر . بل أن امتداد ما تسبب فيه من رعونة و غرور وكبرياء وكانت فرصته لكي يكفر عن ذنوبة في حق مصر ، عندما لم يقيل وزراءه الذين يستعبدون شعب مصر و يمرحون فيها مفسدين لكل شيء تمسه أياديهم القذرة.
مبارك هو من سمح لرئيسي مجلس الشعب و مجلس الشوري أن يتعاملوا مع مقدرات شعب بأكمله كانهم عبيدا لهم فهذا الرجل يستحق الإذلال في ميدان عام ويعيش ذليلا بقيه أيام حياته نذكره بما فعل كل يوم وكل لحظة و كل ثانية. وبهذا يكون عبرة لكل من سيأتي بعده ومن يجلس أو سيجلس في كرسي حكم مصر ، فمهما طالت أيامكم أو قصرت سيأتي اليوم الذي تحاسبون علي كل ما فعلته أياديكم .

وللدكتور يحي الرخاوي هل تعرف انك قد تحتاج الي علاج من حالة النرجسية التي تعاني منها. لقد شخصت مرضك بنفسك بكلمه واحدة وهي قولك " أرفض"... يا سيدي نشكر الله انك لست الحاكم الجديد لأنك أعطيت لنفسك الحق دون حق أن تقبل او ترفض شيء ليس من حقك في الأساس لكي تقرر فيه. و الفرق بين الشخصية السوية و الشخصية النرجسية المستبدة و التي يعاني منها غالبية رجال الشرق الأوسط هي كلمة. لو كنت طبيعي لقلت عبارة تبدأ بمثل ... من المفضل أو من المستحب أو لو أمكن أن لا نذيع المحاكمات للأسباب التالية.
أما الأطفال يا سيدي فلهم أباء و أمهات وهم من يقرر أن كان الأطفال يشاهدوا ولا يشاهدوا ولست أنت ولا غيرك يفرض علينا او علي أطفالنا شيء. فنحن أحرار في أن نقرر لأنفسنا ما يصلح لنا ولا ما لا يصلح ولا ننتظر أفضال الدكاترة من أمثالكم يقررون لنا. كفانا منكم و انتم و أصحاب الفضيلة و العسكر.
درجة الدكتوراه في مصر مختلفة عن درجة الدكتوراه في جميع أنحاء العالم
بالإنجليزية هي PHD ومعناها الجديد الذي أستحدث بالذات لكل الدكاترة المصريين الذين حكمونا هو Permanent Head Damage
أي رؤوس مصابة بعطب أبدي أو عقول غير قابلة للإصلاح بها عطب لا يمكن اصلاحة .
اصبحنا متفقين أن الوضع في مصر اصبح في منتهي السوء يحتاج الي تدخل السماء لانقاذها من براثن التطرف و براثن الطفيليين من المصابين بـــ PHD

كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها

تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :