- "قصة ثائر.. دماء خالد سعيد تتحدث".. ديوان يعبّر عن ثورة فجّرت بركانًا من المعاني الوطنية
- وزير الثقافة: لن يحدث صدام مع التيارات المتشددة في ظل احترام لغة الحوار
- باحتفالية تأبين "أبو عوف": الديمقراطية ليست في صناديق الانتخاب وإنما في الحياة والسياسة والاقتصاد والثقافة
- الاحتفال بذكرى "ميلاد جورجي زيدان" مؤسس دار الهلال ذات الرسالة التنويرية المميزة في تاريخ الصحافة
- بالصور.. ترميم لوحة تاريخية لاستقبال الشعب للزعيم "مصطفى كامل" بعد تعرضها للتخريب
لوين رايحين؟
بقلم: ميرفت عياد
كنت أستمع إلى المعجزة الربانية، المطربة الجميلة "فيروز"، وهي تشدو بإحدى أغانيها الرائعة "سألتك حبيبي لوين رايحين؟". وحملني الصوت الساحر على أجنحته بعيدًا، وبينما أسبح في نبراته الدافئة، تبدت لي فكرة غريبة، أن تلك الحيرة التي تبدو في صوت "فيروز" وهي تشدو بكلمة "لوين رايحين؟"، هي تلك الحيرة التي يعيشها الآن كل المصريين.
وذلك السؤال الذي سألته "فيروز" قبل وقت طويل، هو السؤال الذي يتردَّد في أذهان الجميع الآن، وهو ذات السؤال الذي يُطرح في كل مجلس وكل حوار ولا يستطيع أحد الإجابة عليه.. إلى أين تذهب "مصر"؟
سؤال بلا إجابات، وجميع الإجابات غير شافية، وجميعها محض اجتهادات ونبؤات، كما تلعب الأحلام والكوابيس دورها في تلك الفترة. فالفوضى أصبحت في كل مكان، والأهداف التي قامت من أجلها الثورة لم يتحقق أي منها بعد، وتاهت في خضم هائل من المظاهرات الشعبية.. والمطالب الفئوية.. ومشاجرات البلطجية.. وهجوم الحرامية.. والمظاهرات المليونية التي تقوم كل يوم جمعة!
ويبدو أننا لم نكن نعاني من القمع فقط، ولكن من مرض خبيث كان يجري في شريان "مصر" كلها، ولم يدر به أحد حتى كشفت عنه الثورة، وهو الفوضى والانفلات وعدم المسئولية التي جعلت الكثيرين يخترقون القواعد العامة، وأدب المرور؛ من سير عكس الاتجاه في الشوارع الرئيسية، والسير فوق الرصيف. فقد رأيت رؤى العين سيل من الميكروباصات تسير بسرعة جنونية فوق الرصيف الذي أنشئ لسير المارة، وذلك تفاديًا لازدحام المرور..
ولا تتعجب عزيزى القارئ، فقد أصبحت الحرية مرادفًا للفوضى والهمجية، ولكن من الظلم أن نحمِّل الثورة مسئولية هؤلاء الناس الذين يفتقدون أبسط معاني تحمل المسئولية.
ولكن في الحقيقة، إن هؤلاء الناس، التي "تخاف وما تختشيش"، هم إحدى منجزات نظام الحكم السابق الذي استطاع بكل جدارة أن يفرز كم هائل من الفساد والعشوائية والجريمة، محققًا الرقم القياسي فيما يطلق عليه أطفال الشوارع الذين تعدوا الاثنين مليون طفل..
ولا أخفيك سرًا عزيزي القارئ، أن قلبي يدمي على شهداء الثورة، وأريد محاكمة كل من تسبب في تلك لجريمة وأطلق النيران على هؤلاء الشباب، ولكن قلبي يدمي بشدة أكثر على أطفال الشوارع الذين قتلهم النظام السابق طيلة ثلاثين عامًا. قتلهم قتلًا بطيئًا، ليس برصاص الخسة والغدر ولكن بسلاح الفقر والجهل.
وفي النهاية، أطالب جميع القوى السياسية بـ"مصر"، أن تراعي ضمائرها، وتنظر إلى أين ستأخذ هذا الشعب الذي يقع نسبة كبيرة منه تحت عباءة الجهل والفقر والمرض.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :